"وقد توصلنا في هذا الشأن إلى ضرورة إيلاء أهمية أكبر لتنمية الموارد البشرية، وذلك من خلال تحسين التعليم العام، وتطوير التعليم الفني والتقني بما يؤدي إلى اكساب الإنسان العُماني القدرات والمهارات التي تمكنه من إدارة دولاب العمل بكفاءة عالية في مختلف المجالات وخاصة تلك التي لم تتح له في الماضي القدرة على اختراقها بحكم محدودية معارفه وخبراته.
إن الإنسان ــ كما نوهنا دائما ــ هو صانع التنمية وهو أداتها مثلما هو في ذات الوقت هدفها. وكل جهد يبذل في مده بالعلم النافع، والمهارة الفائقة، والخبرة المتنوعة، هو في حقيقة الأمر إسهام قوي في تطوير المجتمع وبناء الدولة. وليس ببعيد عن أذهانكم أن في هذا العالم دولا لا تتمتع بموارد طبيعية زاخرة، ولكنها عُنيت بالإنسان.. فوجهته الوجهة العلمية الصحيحة، وصقلت مواهبه، وزودته بالخبرة الفنية والتقنية القادرة على مواجهة التغيرات والمستجدات المحلية والعالمية، فتفجرت طاقاته الكامنة، وبرزت إبداعاته وابتكاراته، وعمت اختراعاته. فكان ذلك خيرا وبركة على المجتمع، وبه استطاعت هذه الدول أن تتقدم الصفوف، وتسبق الامم".