" فلنقف قليلا، ونلقي نظرة إلى نقطة البداية في يوليو عام 1970 لنرى كيف بدأنا وما هو حالنا اليوم بعد مرور أربع سنوات من نهضتنا المباركة.
ففي مجال التعليم: بدأنا من الصفر عام 1970 وكلكم تعرفون ونستطيع أن نقول الآن باطمئنان إننا وضعنا بلدنا على رأس الطريق وحققت خطة التعليم هدفها كما وكيفا على مستوى المراحل الأولى. واليوم نوجه اهتمامنا ونركز جهودنا على التعليم العالي والمهني، بعد أن أوفينا بمتطلبات المرحلة الأولى في التعليم الابتدائي الذي لم يكن متوفرا لدينا منه سوى ثلاث مدارس ابتدائية للبنين فقط عام 1970. والتركيز على التعليم المهني والعالي يأتي اهتماما بإتاحة الفرصة لأبنائنا لتلقي العلم في شتى مراحل الدراسة في وطنهم الحبيب. وهنا نريد أن ننبه أبناءنا الطلبة الموفدين في بعثات تعليمية. ننبههم إلى الحذر من مخططات تستهدف تشتيت أفكارهم، وإلهاءهم عن دراستهم، ونحن نقول لأبنائنا واثقين من حذرهم ووعيهم وولاءهم لوطنهم، إن هؤلاء حاقدون على مكاسبنا وتطورنا، يريدون عرقلة المسيرة ولكن الله متم نوره ولو كره الكافرون، وأنكم أبنائي الطلبة تعرفون الشوط الذي قطعه التعليم في بلادنا وتدركون التوسع في عدد التلاميذ والمدارس والمدرسين والبعثات ويكفي أن نشير إلى ميزانيتنا هذا العام للتعليم التي بلغت 9,458,368 ريالا مقابل 1,031,879 عام 70/71 ، يكفي هذا دليلا على مقدار اهتمامنا بأبنائنا وبلدنا وإصرارنا على اختصار الزمن.
إننا نعطي كل إمكانياتنا، وطاقاتنا لأبنائنا، وحرصا منا على مستقبل بعثاتنا الطلابية في الخارج. المنتشرة في العواصم المختلفة. فقد قررنا تشكيل لجنة دائمة للنظر في شؤونهم المختلفة والاهتمام بمطالبهم ، وسوف تقوم هذه اللجنة بين وقت وآخر، وعلى فترات متقاربة بزيارات للدول التي يدرسون فيها، حتى لا تعترضهم أي مشاكل أو عقبات قد تعوق مسير دراستهم. وندعو الله تعالى أن يوفقهم وأن يكونوا عند حسن الظن بهم".