لقد كان التعليم أهم ما يشغل بالي وأنا أراقب تدهور الأمور من داخل بيتي الصغير في صلالة ورأيت أنه لا بد من توجيه الجهود في الدرجة الأولى إلى نشر التعليم فلما اذن الله بالخلاص من سياسة الباب المغلق، كان لنا جهاد وكان لنا في ميدان التعليم حملة بدأت للوهلة الأولى وكأنها تهافت الظمآن على الماء، أنها فعلاً كانت كذلك ونحن بدورنا أفسحنا المجال لوزارة المعارف وزودناها في إمكانياتنا لتحطيم قيود الجهل. وتعلمون مدى التقدم الذى حققته تلك الوزارة. كانت المدارس تفتح دون أي حساب للمتطلبات فالمهم هو التعليم حتى تحت ظل الشجر. ولم يغب عن بالنا تعليم الفتاة وهي نصف المجتمع فكان أن خرجت الفتاة العمانية المتعطشة إلى العلم تحمل حقيبتها وتيمم شطر المدرسة. مدارس في كل جزء من أجزاء السلطنة للبنين والبنات. فالعلم ضرورة لازمة ولابد أن يتعلم الجميع ليسعد بهم الوطن. ولكن هل كان بوسعنا أن نفعل المستحيل؟