جريدة الرؤية
يُشارك باحثون من جامعة السلطان قابوس في دراسة مموَّلة من "الجمعية العالمية لعالم خالٍ من التدخين"، حول أضرار السجائر الإلكترونية بمختلف أنواعها؛ تهدف لإعادة تجارب الشركات عن حجم أضرارها، وتأثير التدخين بها على خلايا الشُّعَب الهوائية الإنسانية، ومقارنتها مع السجائر العادية.
ويعمل عددٌ من العلماء ينتمون لسبع دول مختلفة في هذه الدراسة؛ هي: إيطاليا، صربيا، إندونيسيا، اليونان، روسيا، الولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى السلطنة.
وفي يناير الماضي، قام فريق بحثي من إيطاليا مُشارك في الدراسة بزيارة إلى جامعة السلطان قابوس؛ بهدف التأكد من جاهزية مختبر فحص أضرار السجائر الإلكترونية باستعمال أجهزة معتمدة، وبروتوكولات من قبل منظمة الكوريستا (مركز التعاون الدولي للأبحاث العلمي المتعلقة بالتبغ)؛ حيث يُعدّ مختبر الأبحاث الوحيد في الشرق الأوسط، الذي تنطبق عليه المعايير المعتمدة لإجراء التجارب الخاصة بمثل هذه الدراسات.
وقال كبير الباحثين في الوفد الإيطالي البروفيسور جيوفاني نائب رئيس البحث العلمي في جامعة كاتانيا الإيطالية، إنهم استخدموا جهازيْن لاختبار عينات الدراسة؛ الأول لاختبار عينة لمدخن السيجارة الإلكترونية، والآخر لاختبار عينة لمدخن سيجارة التبغ، ثم قاموا بالتأكد من نوع السائل في السجائر الإلكترونية، وأيضا السجائر المعتمدة على التسخين، ومقارنتها مع السجائر العادية المعتمدة، حيث تمَّ اعتماد المختبر للقيام بدراسة تأثير السجائر الإلكترونية على خلايا الشُّعَب الهوائية.
وقال الدكتور فهد الزدجالي مساعد عميد البحث العلمي بجامعة السلطان قابوس، الباحث الرئيس في الدراسة من السلطنة: إنَّ السجائر الإلكترونية مبنية أساسا على نوعين، آلية تسخين التبغ، أو تسخين السوائل التي تحتوي على النيكوتين والمنكهات، وجميعها عبارة عن مادة نيكوتين (بدون قطران أو بنسبة قليلة جدا)، يتم استخدامها لتقليل الأضرار الناتجة عن السجائر العادية من ناحية كمية القطران الناتجة، لكنها ليست آمنة 100% كما يظن البعض؛ لذا تسعى هذه الدراسة لكشف مخاطر التبغ الإلكتروني على صحة مستخدمه وصحة النتائج المعلنة من شركات التبغ؛ حيث سيتم تجميع البيانات من الدول السبع المشاركة، بهدف توثيق النتائج. وأشار الدكتور فهد إلى أنَّ الباحثين انتهوا إلى ضرورة إجراء مزيد من الدراسات حول تجربة مختبر التدخين في السلطنة؛ لقياس أضرار التبغ المستعمل في الشيشة، وأيضًا دراسة النكهات المختلفة الموجودة في الأسواق.
يُشار إلى أنَّ شركات التبغ تروِّج لاستعمال السجائر الإلكترونية كطريقة أقل ضررًا من السجائر العادية التي تعتمد على حرق التبغ؛ فتسبب أضرارًا صحيةً في جسم مستهلكها، نتيجة احتوائها على الزيوت ومادة القطران المعروفة بلونها الأسود؛ حيث يؤدي ذلك إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين وسرطان الرئة.
ورغم أنَّ المصنّعين شرعوا في صناعة السجائر الإلكترونية باستخدام مواد جديدة؛ للتخفيف من آثار السجائر العادية، وتلبيةً لاحتياجات الراغبين في تنوعها، كالسوائل والمنكهات، أو استعمال آلية التسخين، إلا أنَّ بعض الشركات أوضحت في دراساتها أنَّ السجائر الإلكترونية مضرة، لكن ضررها أقل من السجائر العادية، وسهلت من آلية الحصول على التصاريح لطرحها في الأسواق.