جريدة عمان
تعد جامعة السلطان قابوس من بين أكثر المؤسسات كثافة في إنتاج البحث العلمي في عمان والعالم العربي، حيث يتميز نتاجها البحثي بأنه مرتفع وفقًا لتصنيف الجامعات العالمي كيو إس(QS) لعام 2020م، في حين أن تصنيف كيو إس للمنطقة العربية يضع جامعة السلطان قابوس في المرتبة الثامنة في المنطقة من أصل 130 مؤسسة، وهي بذلك تحظى بالمعدل الأعلى بين كليات وجامعات السلطنة الأخرى، وترتبط مكانة الجامعة الوطنية والإقليمية القوية بعدد من العوامل، إلا أن أهمها هو التزامها بالبحث العلمي ونشر المعرفة، والذي يتجلى بعضه في عدد الأوراق العلمية التي تنتجها هيئة التدريس والباحثين، وتأثير هذه الأوراق على مجالات تخصصاتهم.
ومن خلال مشاركتها النشطة في البحث العلمي، تضمن الجامعة كون باحثيها هم المنتجون الرئيسيون للأوراق العلمية في البلاد، كما يقود هؤلاء الباحثون عملية تحول عمان إلى مجتمع مبتكر قائم على المعرفة.
وقد تميز باحثو جامعة السلطان قابوس ومنذ اللحظة الأولى التي انطلقت فيها لتأدية مهامها في العام الجامعي الأول 1986- 1987م تميزوا بكونهم من بين المنتجين الرئيسيين للمنشورات العلمية في السلطنة، ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن شارك باحثوها في نشر حوالي 13.258 ورقة علمية في سكوبس، وهي واحدة من قواعد البيانات الأكثر شمولاً في العالم للأعمال المحكمة. حتى في الفترة التي تلت أزمة النفط في عام 2014/2015م، والتي شهدت فيها أسعار النفط تسجيل بعض أكبر انخفاضاتها في التاريخ، فقد ظلت جامعة السلطان قابوس منتجًا نشطًا للمنشورات العلمية ورائدة في إنتاج الأبحاث العمانية، ومنذ عام 2014م حتى الوقت الحاضر قام الباحثون المنتسبون لجامعة السلطان قابوس بتأليف أو المشاركة في تأليف ما يقرب من 6.181 بحثًا علميًا في مصادر سكوبس المفهرسة، ويظهر أن هذا الرقم يتخذ منحى تصاعديًا.
وخلال الإطار الزمني نفسه، كانت جامعة السلطان قابوس أكبر منتجًا للأوراق العلمية قياسًا مع أي مؤسسة أكاديمية أو غير أكاديمية في عمان، حيث أنتج الباحثون في جميع مؤسسات التعليم العالي في عُمان مجتمعة منذ عام 2014م حوالي 3.769 ورقة في مصادر سكوبس المفهرسة، وهو ما يقل بنحو 2.400 ورقة عن الأوراق العلمية التي تنتجها جامعة السلطان قابوس منفردة. علاوة على ذلك، فقد شارك باحثون تابعون لمؤسسات غير أكاديمية في البلاد في حوالي 1.807 ورقة علمية في سكوبس خلال هذه الفترة، وهو ما يقرب من ثلث إنتاج جامعة السلطان قابوس، وكما تشير هذه الأرقام، فقد كان نشر المعرفة من خلال النشر العلمي منذ فترة طويلة على رأس أولويات الباحثين في جامعة السلطان قابوس، وتستمر الجامعة متمسكة بهذا التوجه، فعلى سبيل المثال شارك باحثو الجامعة في حوالي 1.051 ورقة مفهرسة في سكوبس في عام 2019م، والتي تم الاستشهاد بها تقريبًا 2.199 مرة. إضافة إلى حوالي (539) ورقة علمية تم نشرها إلى الآن في عام 2020م والتي تم الاقتباس منها حوالي (261) مرة.
وقد أسست جامعة السلطان قابوس ست مجلات أكاديمية تستعرض الأعمال العلمية لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة والمساهمين من جميع أنحاء عمان والعالم، وتشمل المجلات العلمية بالجامعة: المجلة الطبية لجامعة السلطان قابوس، مجلة البحوث الهندسية، مجلة جامعة السلطان قابوس للعلوم، مجلة العلوم الزراعية والبحرية، مجلة الآداب والعلوم الاجتماعية، ومجلة الدراسات التربوية والنفسية.
ومنذ إطلاقها بين عامي 1996 و2006م، واصلت هذه المجلات تطوير وتعزيز ظهورها وتأثيرها الدوليين، كما تتم الآن فهرسة جميع مجلات الجامعة في مؤشر دولي واحد أو أكثر، في حين أن توفرها على نظام المجلات المفتوحة يضمن قراءة دولية واسعة، كما يضمن التزامها بمعايير النشر الأكاديمي الدولي، وكما توضح النظرة العامة أدناه، توفر المجلات الأكاديمية للجامعة برامج أساسية لنشر البحوث المتطورة على المستويين المحلي والدولي.
المجلة الطبية لجامعة السلطان قابوس هي مجلة طبية حيوية عالمية متعددة التخصصات مفتوحة الوصول تنشر بشكل ربع سنوي (كل ثلاثة أشهر) ورقيًا وإلكترونيا، وتوفر المجلة منتدى لتبادل ونشر البحوث الطبية الحيوية في عمان ومنطقة الخليج والعالم، وقد تمت فهرسة المجلة الطبية في النشرات، الطبية ببمد/ ميدلاين (PubMed/MEDLINE)، وسكوبس، ودليل المجلات المفتوحة الوصول (DOAJ) والفهرس الطبي لإقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية، ومؤشر كوبرنيكوس، وإمباس ( Embase) ومجلة العلوم النفسية والتربوية سايت فاكتور (CiteFactor)، هذا بالإضافة إلى الفهرسة في جي جايت (J-Gate)، ومقالات جوجل الأكاديمية (Google Scholar)، وفهرس قاعدة المعلومات (InfoBaseIndex)، وقائمة المجلات الرئيسية ISC وقاعدة بيانات المجلات الأكاديمية و EuroPub (ASRPC) ودار المنظومة. تهدف المجلة إلى نشر البحوث الطبية والمنشورات العلمية على الصعيد العالمي، وأن تكون رائدة إقليمية في الحوار العلمي الطبي داخل عُمان وخارجها، وخلق الوعي بأحدث التطورات في الطب والمجالات الصحية المرتبطة به بين المتخصصين في الرعاية الصحية داخل عُمان وخارجها.
أما مجلة البحوث الهندسية فهي نشرة دولية مفتوحة الوصول مفهرسة في سكوبس ومقالات جوجل الأكاديمية (Google Scholar) ودليل المجلات المفتوحة الوصول (DOAJ)، وكروس رق (CrossRef)، وإبسكو (EBSCO)، وجي جايت (J-Gate)، ولوكس (LOCKSS) والمنهل وقائمة المجلات الرئيسية ISC. توفر مجلة البحوث الهندسية مساحة للباحثين والعلماء في مجال الهندسة من جميع أنحاء العالم بنشر أعمالهم البحثية التطبيقية والأساسية، وإضافة إلى هذه المجموعة الواسعة من الفهرسة كما هو مفصل هنا، تتمتع المجلة بمتابعة دولية عالية، حيث هناك حاليًا أكثر من 100000 مشاهدة للصفحة.
وتأتي مجلة جامعة السلطان قابوس للعلوم بوصفها ثاني مجلة أكاديمية تنشرها جامعة السلطان قابوس، ومهتمة بنشر مساهمات أصيلة حول العلوم الأساسية والتطبيقية، بما في ذلك مقالات المراجعة حول مواضيع ذات الأهمية الخاصة، والقضايا ذات الاهتمام العلمي المعاصر، ووقائع المؤتمرات، وغيرها. مجلة العلوم هي مجلة مفتوحة الوصول مع مجموعة واسعة من القراء في جميع مجالات العلوم، وقد تمت فهرستها في إبسكو (EBSCO)، ودليل المجلات المفتوحة الوصول (DOAJ)، ومقالات جوجل الأكاديمية (Google Scholar)، وقائمة المجلات الرئيسية ISC، وجي جايت (J-Gate)، ولوكس (LOCKSS). ويتجلى الظهور الدولي للمجلة في تقديمها للمخطوطات المحسنة ونشرها من قبل الباحثين الدوليين، كما يضعها معامل التأثير العربي لعام 2019م في المراكز العشرة الأولى من المجلات عالية التأثير في جميع أنحاء العالم العربي.
كما تعد مجلة العلوم الزراعية والبحرية مجلة محكمة مفتوحة الوصول تنشرها كلية العلوم الزراعية والبحرية بالجامعة، وقد أكملت 25 عامًا من النشر، وتواصل خدمة العلوم الزراعية من خلال نشر المعرفة العلمية، تنشر المجلة مقالات بحثية أساسية وتطبيقية أصيلة في مجموعة متنوعة من تخصصات الزراعة والموارد الطبيعية، وتركز على نشر الأوراق البحثية والمراجعات العلمية ومراجعات الكتب والملاحظات القصيرة والافتتاحية والرسائل إلى المحرر واللقطات وورقات المنظور في المجالات الأوسع للعلوم الزراعية والبحرية. تتم فهرسة مجلة العلوم الزراعية والبحرية في المنهل، وملخصات CAB، وإبسكو (EBSCO)، ودليل المجلات المفتوحة الوصول (DOAJ)، ومقالات جوجل الأكاديمية (Google Scholar)، وقائمة المجلات الرئيسية ISC.
في حين تأسست مجلة الدراسات التربوية والنفسية، المفهرسة حاليًا في إبسكو (EBSCO)، ودليل المجلات المفتوحة الوصول (DOAJ)، ومقالات جوجل الأكاديمية (Google Scholar)، في عام 2007م، في ذلك العام تم نشر إصدارين مطبوعين فقط، ومن عام 2009م إلى عام 2012م أصبحت مجلة الدراسات التربوية والنفسية مجلة عادية تنشر عددين سنويًا في نسخة إلكترونية ونسخة مطبوعة. ومنذ عام 2014م، نشرت المجلة أربعة إصدارات منتظمة سنويًا، حيث تتلقى المجلة الآن أكثر من 330 طلبًا سنويًا للمشاركة، وتهتم بنشر البحوث الأصيلة باللغتين الإنجليزية والعربية، والتي تتميز بأصالة الفكر ووضوح المنهجية ودقة التوثيق في المناهج وطرق التدريس وعلم النفس التربوي والإدارة التربوية، كما تنشر تقارير حول المؤتمرات والندوات، ومراجعات للكتب التربوية والنفسية المنشورة حديثًا، ومختارات للرسائل الجامعية في مختلف مجالات التعليم.
وتصدر كلية الآداب والعلوم الاجتماعية مجلة علمية محكمة توفر منصة فكرية للباحثين في العالم العربي وخارجه، وتنشر المجلة ثلاثة أعداد في السنة، وتركز على البحث النظري والتجريبي الذي يثير الاهتمام الحالي للباحثين الدوليين باللغتين الإنجليزية والعربية في الفنون والعلوم الإنسانية والعلوم الاجتماعية، إضافة إلى البحوث الأصيلة، تنشر المجلة أيضًا أوراق المراجعة ودراسات الحالة ومراجعات الكتب، كما تتم فهرسة مجلة الآداب والعلوم الاجتماعية في إبسكو (EBSCO)، ودليل المجلات المفتوحة الوصول (DOAJ)، ومقالات جوجل الأكاديمية (Google Scholar)، والمنهل، وجي جايت (J-Gate).
وبحسب جميع ما ورد فإن جامعة السلطان قابوس لا تزال واحدة من المنابع الرئيسية المنتجة للأوراق العلمية ومقدمي منصات نشر البحوث العلمية في السلطنة، ويتجلى وضع الجامعة كواحدة من أكثر المؤسسات كثافة في إنتاج البحث العلمي في البلاد بشكل واضح في العدد الهائل من الأوراق العلمية التي نشرها الباحثون المنتسبون للجامعة منذ تأسيسها، بما في ذلك بعد أزمة النفط 2014-2015م. علاوة على ذلك، وباعتبارها متضمنة لست مجلات علمية مفتوحة الوصول ومنتشرة عالميًا، فإن جامعة السلطان قابوس لا تدعم النشر الوطني والدولي للبحوث فحسب، ولكنها تضمن أيضًا أن السلطنة هي متماشية مع آخر التطورات في مختلف التخصصات. وتحقق عن هذا الالتزام بالبحث العلمي ونشر المعرفة أن جامعة السلطان قابوس هي الجامعة العُمانية الوحيدة في المراكز العشرة الأولى في تصنيفات كيو إس في المنطقة العربية، وأن الجامعة تواصل تأدية دورها الريادي في عملية التحول الاجتماعي والاقتصادي في عُمان.