جريدة عمان
بمبادرة ذاتية وبمباركة وتشجيع من إدارة المدرسة قامت المعلمة سمرة المسلمية من مدرسة بهجة الأنوار للتعليم (1-4) من ولاية السيب بمحافظة مسقط بالتعاون مع أولياء أمور طلاب المدرسة بتدريبهم حول التعلم عن بعد وذلك لأجل استمرار منهج التعليم لدى الطالب وباشرت عملية التعليم عن بعد يوم أمس مع طلابها وأولياء أمورهم .
وتأتي هذه الخطوة ضمن البرنامج التعليمي الذي أعدته المعلمة سمرة حول اهتمامها الدائم بطلابها حيث ترغب في استمرارية منهج التعليم خلال فترة انقطاعهم عن المدرسة. وحول هذا الموضوع قالت سمرة : التعليم عن بعد هو أحد الأساليب التعليمية الحديثة والتفاعلية التي من خلالها يتلقى الطالب المادة العلمية في بيئة غير تقليدية التي قد تكون في أي زمان ومكان وباستخدام الأدوات التكنولوجية والوسائل الإلكترونية المتاحة لديه كاللابتوب والآيباد مثلاً، المميز في طرق كهذه إنه لايشترط تواجد المتعلمين ولا المعلمين في آن واحد و بنفس المكان.
من وجهة نظري و حسبما أرى أن مجالاته واسعة فقد يطبق لعقد دروس مع الطلبة على اختلاف مراحلهم من الدنيا وحتى العليا إضافةً إلى عمل الدورات التدريبية في أي موضوع هادف،وكذلك عقد اجتماعات سواء محلية أم دولية،ومناقشة بحوث،كما أنه من الممكن عقد لقاءات ومقابلات شخصية كذلك ولا ننسى أنه من الممكن استخدامها كوسيلة تواصل و محادثة بين أفراد العائلة إن كان بعضهم في خارج الدولة مثلا!
طريقة التعليم عن بعد مفتوحة الاستخدام لاتقتصر على مرحلة معينة دون غيرها وهذا جانب إيجابي،شريطة تعلم طرق التسجيل والدخول والاستخدام من قبل الأفراد وبإشراف فرد ملم في المجال،ولكن أنا أطبقها على طلابي في الحلقة الأولى بالمدرسة بعدما تم تدريبهم مع أهاليهم على آلية الاستخدام .
تجيب سمرة : لن أقول الاختصاصيين بالتكنولوجيا والخبراء هم فقط من يسمح لهم بذلك وإنما كل معلم/محاضر/ مدرب أو أي فرد في السلك التعليمي والتربوي بإمكانه أن يقوم بعملية التدريس عن بعد ما دامت الإمكانيات متاحة له مثل الموارد البشرية والمادية والبنى التحتية والوعي بثقافة هذا النوع من التدريس.
وعن تجاوب أولياء الأمور لهذا الموضوع قالت : الذي لامسته هو أن٩٨% منهم إن لم يكن أعلى من ذلك أبدوا تجاوباً مفرحاً حقيقةً وكانوا شغوفين هم و أولادهم لتجربة التعليم عن بعد . وكانوا مرحبين بفكرة استغلال وقت الطلاب كون أن الواقع الحالي والظروف الصحية التي تمر بها الكرة الأرضية على وجه عام تلزم بالتزام الناس بمنازلهم وعدم الخروج . البعض اعتذر عن التواجد أثناء التطبيق بسبب ظروف العمل ولأسباب أخرى ولكن لله الحمد وجدنا خطة بديلة وهي إقامة الدروس في وقت الجميع متواجد على أن يكون متزامناً أي في ذات الوقت وهذه الطريقة أرى أنها مجدية أكثر من الطريقة غير المتزامنة كتسجيل الجلسة مثلاً وإرسالها لهم. لأن الطريقة المتزامنة تعطي الطالب إحساساً بوجوده و تمنحه فرصة للتفاعل المباشر بفاعلية كما أن المتعلم يحصل على التغذية الراجعة الفورية في حالة القيام بأي نشاط أو واجب ما.
استغلال وقت الطالب أثناء تعليق الدراسة وإنشاء جيل مدرك بأن التعليم مستمر مهما كانت الظروف التي تؤدي لتعطل المدارس لظرف قهري كمرض كورونا بفعل تنوع طرق وأساليب أخرى التي تعين على الاستمرارية والديمومة .
وعن مرحلة تطبيق البرنامج وتنفيذه قالت : لم تكن بتلك السهولة أبداً التي اعتدت عليها في أثناء استخداماتي السابقة له والسبب هو ربما لأنني انتقلت إلى مرحلة أعلى وهي تدريب الآخرين وأولياء الأمور على استخدامه وفي فترة زمنية قصيرة جدا بعد أن كنت أنا المستخدمة الشخصية وأتعامل مع أناس لديهم كفاءة الاستخدام مسبقاً . وكذلك السبب الآخر هو سابقاً كان استخدامي لموقع في فترة راحة وهدوء وعدم وجود ضغط وكثرة المستخدمين على المواقع الإلكترونية حينها، فمن ضمن تحدياتي كذلك تدريب وليات أمور طلابي على حسن استخدام البرنامج حيث كان التفاعل والتجاوب والحماس رائعين جدا ، ولكن كان الأمر ليس بالهين في حل مشكلة بحكم أنهن جديدات في آلية الاستخدام ،ولكن أبلين بلاء حسناً وأحيي حرصهن وهمتهن واهتمامهن الشديد بهذه الجلسات لصالح أولادهن ، رغم البطء المفاجئ للبرنامج و استخداماته،وهذا جعلني أسعى للبحث عن بدائل أخرى بعد التواصل مع المختصين بالجامعة والوزارة و الحمدلله سارت الأمور بسلاسة بعدها.
أرى أن أواصل البرنامج طيلة فترة تعليق الدراسة وبشكل مريح وخفيف وممتع دون الضغط على ولي الأمر ولا الطالب من باب التحبيب .
وأشارت المعلمة سمرة المسلمية إلى أن هناك نتائج متوقعه لها التعلم وهو نشر الوعي للفرد والمجتمع حول أهمية وأثر تطبيق التعليم عن بعد واستثمار الطالب لوقته والبعد عن الرتابة والملل فترة تعليق الدراسة وتنشيط المعلومات لدى التلاميذ واسترجاعها بحيث يسهل عليهم متابعة الدروس بعد العودة إلى المدارس بإذن الله وإثارة دافعية الطالب نحو التعليم والتعلم في بيئات غير تقليدية وهذا ما لامسته من خلال تواصل بعض الطلبة معي وسؤالي متى سيتم تطبيق الحصص؟.