جريدة الوطن
حصلت الورقة البحثية للباحث العماني الدكتور عوف بن عبدالرحمن الخان والتي حملت عنوان:(تركيز مستقبلات هرمون الغدة الدرقية 1 يعتبر مؤشراً لسوء حالة مريض سرطان العظام) على أفضل ورقة بحثية على مستوى أبحاث العلوم الطبية في المؤتمر الدولي التاسع عشر للعلوم الطبية بجنوب أفريقيا.
الورقة البحثية تناولت ارتباط تركيز بروتين (PTHrPPTHR1) وبروتين (PTHR1PTHrP) أو ما يعرف بمستقبلات هرمون الغدة الدرقية في النسيج السرطاني بمتوسط حياة مريض سرطان العظام (ساركوما).
ويرى الدكتور عوف وفريقه البحثي أن النتائج الجديدة بالإضافة لنتائج الأبحاث السابقة قد تقود قريباً إلى تطوير عقاقير أكثر فعالية بإمكانها استهداف بروتين (PTHR1) بصورة خاصة، مما قد يساعد في الحصول على نتائج ممتازة في مضمار علاج سرطان العظام.
وقد قام الباحث عوف الخان الحاصل على درجة الدكتوراه في تخصص العلوم الطبية الحيوية والذي يعمل أخصائي أول مختبر علم أمراض الأنسجة بمستشفى صحار بإشراف البروفيسورة جنين دانكس والبروفيسورة سامنثا ريتشاردسون بجامعة (RMIT) في أستراليا بدراسة بحثية حول نوعين من البروتينات المرتبطة بنمو العظام والمسماة بمستقبلات هرمون الغدة الدرقية وهما:(PTHR1 وPTHrP).
وقد ركز البحث على دراسة مدى ارتباط تركيز بروتين (PTHR1) وبروتين (PTHrP) في النسيج السرطاني بمتوسط حياة مريض سرطان العظام (ساركوما) من خلال استخدام أصباغ كيميائية مناعية ومعدات طبية وبرامج كمبيوتر تحليلية خاصة. وقد استخدم الفريق البحثي لأول مرة أنسجة الكلاب كنموذج بحثي لسرطان العظام في الإنسان بدلا عن فئران التجارب لكون أنسجة الكلاب متقاربة مع أنسجة الإنسان من حيث البنية الهيكلية للجسم والبيئة المعيشية وآلية نشوء المرض وظهور المرض بصورة طبيعية بالمقارنة مع فئران التجارب المخبرية.
وقد شمل البحث دراسة حالة مجموعة من المرضى الذين تلقوا علاجا كيميائيا وبترت لديهم الطرف المصاب بالسرطان وتعرضوا للوفاة بسبب السرطان، ولم تنتشر الخلايا السرطانية لديهم إلى عضو آخر عند التشخيص المبدئي للمرض، وشارك في جمع عينات الدراسة عدد من الباحثين من جامعة (RMIT) وجامعة غرب سيدني وجامعة مردوخ وعدد من العيادات والمستشفيات في مدينة ملبورن الأسترالية.
أظهرت النتائج النهائية للبحث أن تركيز أحد هذين البروتينين وهو بروتين (PTHR1) مرتبط بصورة كبيرة بمتوسط طول حياة المريض، حيث أشارت النتائج إلى أن المرضى الذين لديهم ورم سرطاني ويحتوي نسيجه على تركيز عالي من بروتين (PTHR1) تبلغ فرص العيش لديهم لفترة تصل إلى ٢١٢ يوماً، بينما المرضى الذين لديهم ورم يحتوي على نسبة منخفضة من بروتين (PTHR1) يتمكنون من العيش لفترة أطول تصل إلى ٤٥٩ يوماً، وقد تم نشر هذا الاكتشاف مؤخراً في دورية (التقارير العلمية) المرموقة والتي تندرج تحت مجلة المجموعة العالمية الطبيعية (Nature) وهي من أبرز المجلات العلمية على مستوى العالم.
الجدير بالذكر أنه على الرغم من ندرة الإصابة بسرطان العظام إلا أنه يعتبر من السرطانات الشرسة والذي لم تتطور طرق علاجه بصورة كبيرة خلال الأربعين السنة الماضية، ويأمل الدكتور عوف وفريقه البحثي في الحصول على دعم يمكنهم من الانتقال إلى المرحلة البحثية التالية وهي تصميم العقار والبدء في التجارب الاكلينيكية.