جريدة عمان
تغطية – حمد بن محمد الهاشمي
بدأت أمس أعمال منتدى عُمان للموارد البشرية في دورته الثالثة، الذي ينعقد بعنوان «مختبر الكفاءات الوطنية»، في ضوء أولويات الرؤية المستقبلية «عمان 2040». رعى افتتاح المنتدى معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية، وجاء تنظيمه من قبل صحيفة الرؤية بشراكة استراتيجية مع وزارة الخدمة المدنية.
وناقش المنتدى الآليات والوسائل الكفيلة بالوصول إلى موجهات عملية تدعم الارتقاء بالأداء والإنتاجية بشكل عملي منهجي، ومن المقرر أن يتم تدشين لوحة المؤشرات الخاصة بمتابعة تنفيذ مخرجات المختبر على أرض الواقع بمشاركة عدد من المسؤولين من مديري وموظفي الموارد البشرية بالقطاعين العام والخاص، إلى جانب خبراء الموارد البشرية من مختلف القطاعات.
وصرح معالي الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية راعي المناسبة، قائلا: إن العنصر البشري كان على مدى خمسة عقود من مسيرة النهضة المباركة، هو أساس التنمية في السلطنة، وكان المغفور له بإذن الله تعالى جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- يؤكد دومًا على ضرورة الاهتمام بالمورد البشري والارتقاء به، باعتباره أساس التنمية وغايتها، وهذا التوجه مستمر.
وأشار معاليه إلى الخطاب السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- الذي أكد فيه أن الرؤية المستقبلية عُمان 2040 تعتمد بشكل كبير للغاية على العنصر البشري، موضحًا أن الرؤية السامية تستند على التنمية البشرية باعتبارها أحد العناصر المهمة في عملية التنمية الشاملة.
وألقى المكرم حاتم بن حمد الطائي رئيس تحرير جريدة الرؤية الأمين العام للمنتدى كلمة، قال فيها: إن امتلاك الدولة رؤية استشرافية لمستقبلها، يمثل ترجمة عملية للإرادة السياسية التي تخطط وتنفذ برامج التطوير والتحديث في شتى القطاعات، وتعمل بجد على كل مستجد وصولا للأفضل.
وتابع: «ونحن في عمان كان لنا قصب السبق في إطلاق أول رؤية مستقبلية في منطقتنا، وذلك في عام 1996 عندما تم الكشف عن الرؤية المستقبلية «عمان 2020»، والتي أوشكت على الانتهاء، بينما نستعد لبدء تنفيذ الرؤية المستقبلية «عمان 2040»، وهي الرؤية الطموحة التي أشرف على إعدادها جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -أيده الله».
وأبرز الطائي ما يميز الرؤية المستقبلية «عُمان 2040»، وقال: إنها قائمة على النهج التشاركي المُستشرِف للمستقبل، والطامح في غدٍ أكثر إشراقًا، مرتكزةً في ذلك على التوافق المجتمعي الذي صاحب مراحل إعداد الرؤية. وبيّن أنه من هذا المنطلق تتجلى حتمية تطبيق الرؤية وتنفيذها وفق ذلك النهج التشاركي، بمعنى أن التطبيق هذه المرة لن يكون مسؤولية مؤسسات الدولة وحدها، أو القطاع الخاص بمفرده، بل إن التطبيق سيكون تشاركيًا بين مؤسسات الدولة والقطاع الخاص والمواطن، رغبة وحرصًا على الولوج للمستقبل بإرادة صلبة وعزيمة لا تلين، مستهدفين إحراز أعلى معدلات النمو وإنجاز غايات الرؤية وأهدافها وعلى رأسها «عمان في مصافِ الدول المتقدمة».
وأكد أن الاستثمار في المورد البشري هو استثمار استراتيجي طويل المدى، حيث إن الاستثمار في المورد البشري يسهم في إنجاز الأهداف، علاوة على تأهيل المورد البشري ليكون جاهزا للمستقبل، قادرًا على مواجهة التحديات، ومساهما في صياغة طموحات أكبر له ولمجتمعه ووطنه، وبالتالي فهذا المورد يظل دائما بحاجة متواصلة لعمليات تطوير وتحديث مُستمرة، تنمي قدراته ومهاراته، ومواكبته التطورات، وإدارته للمتغيرات بكفاءة عالية، وتمكينه من مواجهة الظروف المتغيرة باستمرار، ولكن يبقى مردود أي مجهود يُبذل في هذا الاتجاه ضعيفًا إذا ظلت قناعات بعض شبابنا محصورة بين عائقيّ الإحباط وعدم التطلع للمستقبل بروح إيجابية.
وبيّن الطائي أنه يتعين على مستويات الإدارة الأخرى -وليس فقط إدارات الموارد البشرية- أن تضع الرؤى التطويرية للموظفين، وتتلمس نقاط الضعف الوظيفي وتعمل على معالجتها، وتدرك كذلك الإيجابيات وتعزز منها، وكذلك الحال بالنسبة للموظفين، فهم مُطالبون بتطوير أنفسهم، والحرص على عدم الركون إلى الظروف المحيطة.
من جانبه، ألقى سعادة السيد سالم بن مسلم البوسعيدي وكيل وزارة الخدمة المدنية لشؤون التطوير الإداري بيان افتتاح المنتدى، حيث استعرض جهود تطوير المورد البشري والنهوض به وفق أولويات رؤية «عمان 2040».
وقال: إن رؤية عمان 2040 صاغها العمانيون، الذين استطاعوا الخروج برؤية مستقبلية واعدة، وشارك فيها مختلف فئات المجتمع، ومن مختلف أنحاء السلطنة، مشيرًا إلى استعراض هذه الرؤية مع أعضاء مجلس عمان وغرفة تجارة وصناعة عمان. وأبرز البوسعيدي استخدام عدد من التقنيات لإعداد الرؤية المستقبلية، منها توظيف المختبرات التي تحشد العديد من الكفاءات الوطنية التي أسهمت في إعداد الرؤية.
وبين سعادة الوكيل أن مستقبل عمان خلال العقدين المقبلين سيقوم على بنود ومحاور تلك الرؤية، وقد شهدت عملية إعداد هذه الرؤية إجراء تنقيح وإدخال الملاحظات على المسودة الأولى للرؤية، ومن ثم نجح مكتب رؤية 2040 في إعداد رؤية شاملة توافقية في الأساس، وتضم نحو 12 أولوية، تناقش مختلف قطاعات المجتمع والدولة.
وأوضح أن كل أولوية لها فريق عمل يعكف على صياغة خطة خمسية وفق مؤشرات فاعلة تضمن تحقيق الرؤية، بمشاركة عدد من الخبراء، وبما يتواءم مع الأهداف العامة لرؤية عمان 2040، ووصف رؤية عمان 2040 بأنها مشروع تحول كامل للدولة، من خلال ما سيتم تطبيقه من أفكار غير تقليدية، تخرج بالاقتصاد الوطني من الدائرة الريعية إلى آفاق التنويع الاقتصادي.