جريدة الرؤية
مسقط - الرؤية
انطلقت صباح أمس، ورشة "بناء الكفاءات بين الثقافات"، والتي تُنظمها اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم ومنظمة الأمم المُتحدة للتربية والعلم والثقافة ـ اليونسكو ـ بالتعاون مع مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، والتي عقدت على مدار 3 أيام.
تستهدف الورشة مُعلمي ومعلمات شبكة المدارس المنتسبة لليونسكو في السلطنة ودولة الكويت الشقيقة، بالإضافة إلى المختصين من المديرية العامة لتطوير المناهج والمعهد التخصصي للتدريب المهني للمعلمين وموظفي الأمانة العامة للجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، وذلك لتعزيز الكفاءات والثقافات والمساهمة في التنمية الشاملة بجميع أنحاء المنطقة العربية، وضمان "التعليم الجيد المنصف والشامل للجميع"، وتقديم مساهمة شاملة في تطلعات العقد الدولي للتقارب بين الثقافات (2013-2022م) والذي يعدُّ أحد برامج منظمة اليونسكو.
رعى حفل افتتاح الورشة سعادة الدكتور خالد بن سالم السعيدي الأمين العام لمجلس الدولة، وبحضور الدكتور عبدالعزيز المقوشي مُمثل مؤسسة الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، والمكرمة الدكتورة عائشة بنت حمد الدرمكية عضو مجلس الدولة، وسعادة حبيب بن محمد الريامي أمين عام مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، بالإضافةِ إلى عدد من الخبراء من منظمة اليونسكو.
بدأ الحفل بكلمة اللجنة الوطنية ألقاها محمد بن سليّم اليعقوبي أمين اللجنة الوطنية الوطنية العُمانية قال فيها:"نعيش في عالم مُترابط بفضل التكنولوجيا ووسائل الإعلام الحديثة المختلفة، ونتج عن هذا الترابط تنوعٌ واسعٌ في ثقافات العالم، ومن المهم أن يستثمر على نحو سلمي ومفيد مع الالتزام بالقيم الإنسانية والتعايش الإنساني والاحترام والتفاهم المتبادل بين الشعوب".
وأكد أمين اللجنة في كلمته أنَّ السلطنة حرصت عبر تاريخها العميق مرورا بعهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد ـ طيب الله ثراه ـ وإلى يومنا هذا على إرساء مبدأ الاحترام المتبادل وتشجيع لغة الحوار ونبذ العنف في معالجة كافة الأمور وصولاً لمجتمعات يسودها التآخي والاستقرار، وهذا ما أكد عليه طيب الله ثراه في الكثير من خطاباته الخالدة لافتاً إلى "أن السلام مذهب آمنَّا به دون تفريط أو إفراط" كما تؤكد السلطنة على رسالة "التسامح والتعايش بين الحضارات والأديان" التي تدعو إليها قيادتها الحكيمة.
وأشار اليعقوبي إلى أنَّ الشباب هم الفئة الأكثر تواصلا واطلاعاً على الحضارات والثقافات المختلفة حول العالم؛ وفي هذا الصدد دأبت اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بالتعاون مع الشركاء في القطاع المدني والخاص على تنفيذ مجموعة من المشاريع الشبابية من أهمها "مشروع تواصل الثقافات" وهو ملتقى شبابي للفئة العمرية من 17 إلى 25 سنة، بالإضافة إلى "ملتقى مسقط للشباب" والذي شارك فيه حوالي (160) شاباً وشابة؛ والذي يهدف إلى بناء حوارٍ ثقافي بين الشباب من الدول العربية والأوروبية والوصول إلى فهمٍ مُشترك لثقافة الآخر.
من جانبه قال الدكتور عبدالعزيز المقوشي من مؤسسة سلطان بن عبدالعزيز آل سعود الخيرية، إن هناك ضرورة لتعميق التواصل الحضاري بين الثقافات، مشيرًا إلى دور المؤسسة في دعم البرامج التي تُعنى بتطوير اللغات والتي تتبناها منظمة اليونسكو ومن بينها اللغة العربية حتى أصبحت إحدى اللغات الرسمية في المنظمة.
وأكد المقوشي أنَّ المؤسسة تدعم العديد من البرامج على المستوى الوطني والإقليمي بهدف دعم وتطوير استخدام اللغة العربية وهذه الورشة هي امتداد لتلك البرامج.
تضمنت الورشة ورقتي عمل قدمتهما كل من أمينة هشميري وجويس مونتيروا ـ أخصائيتي برامج حوار الثقافات من قطاع العلوم الاجتماعية والإنسانية بمنظمة اليونسكو، استعرضتا خلالهما تجربة المنظمة في مجال الحوار بين الثقافات، حيث تحث المنظمة على تعزيز السلام من خلال التربية والثقافة والعلوم.
واستعرض "إريك كاتلين" مؤلف كتاب "كتابة السلام" لليونسكو 2017، الذي يركز على تعليم التنوع الثقافي للشباب من خلال الكتابات المُعاصرة لمختلف اللغات بهدف تقريب المسافات بين الشعوب واكتشاف العناصر المشتركة بين تلك الكتابات، كما شرح أنظمة الكتابة المُختلفة للغات ومنابعها، ووصف مدى ترابط هذه الأنظمة ومدى التداخل والتشابه فيما بينهما سواء نطقاً أو كتابة.