جريدة عمان
كتبت: بشــــاير الســليمية
بلغ عدد كراسي السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيب الله ثراه- ستة عشر كرسيا علميا موزعة على خمس عشرة جامعة حول العالم، حيث بدأ إنشاؤها في عام 1980 تحت اسم (كراسي السلطان قابوس العلمية) في عدة جامعات عالمية مختصة بمجالات أكاديمية وميادين دراسية محددة سياسية ودينية وثقافية واقتصادية وفنية. وتوزعت في دول شقيقة وصديقة حول العالم منها البحرين والأردن وباكستان، وأمريكا وبريطانيا وأستراليا واليابان وهولندا والصين.
وركزت هذه الكراسي في المجمل على تعزيز التقارب والتفاهم بين الثقافات ودعم التعليم والحوار وأواصر الصداقة، كما هو نهج السلطان الراحل على مدى 50 عامًا، كما ركزت على دعم البحوث المتعلقة بالقرآن الكريم والشعر والنثر العربي والدراسات الشرقية والتراثية والتاريخية، والأدب والعلوم الإسلامية واللغة العربية والتقنية وتنمية الثقافة، إلى جانب الحفاظ على الإرث التاريخي العماني، والتعريف بعمان حضارة وتاريخا وثقافة.
وضمن سلسلة عظماء دخلوا التاريخ، حوى كتاب «جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم .. عمان تاريخ وحضارة» هذه الكراسي وتوزيعها الجغرافي وإسهاماتها في مختلف المجالات معددا إياها تسلسلا حسب تاريخ إنشائها.
ففي عام 1980 أنشئ كرسي السلطان قابوس بن سعيد للدراسات العربية والإسلامية بالولايات المتحدة الأمريكية وبالتحديد في جامعة جورج تاون، حيث كان الهدف منه إجراء البحوث في الشعر والنثر العربي القديم، والقرآن الكريم والشعر والنثر العربي الحديث والأدب العربي الأمريكي، كما أنشئ بالجامعة ذاتها كرسي السلطان قابوس للغة العربية عام 1993 والذي جاء تعزيزًا للتقارب والتفاهم بين الثقافتين الغربية والعربية، وتطويرًا للدراسات العربية والإسلامية بالجامعة.
وفي عام 1994 أنشئ كرسي السلطان قابوس بن سعيد في مجال الاستزراع الصحراوي بجامعة الخليج العربي في مملكة البحرين، كأول كرسي لجلالته -طيب الله ثراه- في الخليج العربي، وذلك دعمًا لمسيرة جامعة الخليج العربي في تحقيق أهدافها وتوجهاتها المستقبلية في مجال أبحاث الزراعة الصحراوية، وتهيئة للفرص للباحثين وطلبة الدراسات العليا لإجراء بحوثهم العلمية في مجال الاستزراع الصحراوي، وتقديم الخبرات والاستشارات والدراسات التعاقدية من خلال توظيف التقنيات الحديثة في مجال الزراعة.
وبعده بأربع سنوات أنشئ أول كرسي علمي على مستوى الوطن العربي وهو كرسي سلطنة عمان عام 1997 في جامعة آل البيت بالمملكة الأردنية الهاشمية للاهتمام بالدراسات التراثية والتاريخية والأدبية المتعلقة بالسلطنة، إضافة إلى تنظيم وعقد الملتقيات العلمية، وإصدار الكتب والدراسات والمنشورات، إلى جانب الإعلان عن جائزة «الكتاب العماني».
وفي عام 2003 أنشئ كرسي سلطان عمان للدراسات العربية والإسلامية بجامعة ملبورن الأسترالية بهدف تقديم وجهات نظر معاصرة عربية وإسلامية، وكرسي سلطان عمان للعلاقات الدولية بكلية كنيدي بجامعة هارفارد الأمريكية، وذلك لإبراز نهج سلطنة عمان في إشاعة الاستقرار والأمن والسلام الإقليمي والدولي.
وعلى مستوى الدول الإسلامية أنشئ في عام 2004 و2005 كرسيا السلطان قابوس لتقنية المعلومات بجمهورية باكستان الإسلامية، وذلك في جامعة نيد للهندسة والتكنولوجيا بلاهور، وقد جاء تشجيعًا للبحوث التقنية، ورفعًا لمستوى التخصصات التعليمية في مجال تقنية المعلومات، كما هدف إلى تدعيم أقسام الجامعة بالأجهزة الإلكترونية الحديثة ووسائل الاتصالات المتطورة، وربطها مع المؤسسات العلمية العالمية في إطار التبادل المعرفي.
وفي العام نفسه أنشئ كرسي زمالة سلطان عمان الدولية في مجال الأدب والعلوم الاجتماعية بمركز أكسفورد للدراسات الإسلامية بجامعة أكسفورد ببريطانيا، دعمًا للتعليم والحوار والصداقة بين شعوب العالم، وتعميق فهم الثقافة الحضارية والإسلامية وتاريخها ومجتمعاتها وحياتها المعاصرة، والروابط التاريخية بالعالم والأمم الأخرى، كما يهدف إلى دعم منح الدراسات العليا في مختلف مجالات الآداب والعلوم الإنسانية.
وفي المملكة المتحدة أيضا وفي العام التالي أنشئ بجامعة كامبرديج البريطانية كرسي السلطان قابوس بن سعيد للدراسات العربية المعاصرة، الذي قدم مساهمة لتطوير اللغة العربية وتعزيز العلاقات التاريخية والثقافية التي تربط الشعوب الناطقة بغير اللغة العربية بالشعوب العربية، وفي العام نفسه أنشئ كذلك كرسي السلطان قابوس لإدارة الكمية للمياه في أكاديمية روزفلت التابعة لجامعة أترخت في لهاي بهولندا، والذي جاء بقرار من الحكومة الهولندية عرفانًا منها بالجهود الخيرة لجلالته وإسهاماته في ترسيخ دعائم السلام والتعاون الدولي وتتويجًا للعلاقات الطيبة التي تربط عمان وهولندا.
وبعد عامين جاء كرسي السلطان قابوس لدراسات اللغة العربية في جامعة بكين بالصين، وساعد في إنشاء مكتبة في قسم اللغة العربية بالجامعة نفسها، لرفع الوعي باللغة العربية وآدابها في الصين، وتشجيع البحوث في اللغة العربية وآدابها وثقافتها، كما شجع الكرسي على التبادل الثقافي بين الجامعات في عمان والصين، وبعده بعام أنشئ كرسي سلطان عمان للدراسات الشرقية بجامعة لايندن بمملكة هولندا، والذي هدف إلى تدريس وإجراء بحوث في الدراسات الشرقية في مجال التاريخ والثقافة والحضارة والحياة المعاصرة، إضافة إلى تشجيع الدراسات العليا وتقديم المنح الدراسية في مجال الدراسات الشرقية، إلى استمرار التعاون الأكاديمي بين السلطنة وجامعة لايدن.
أما اليابان وفي طوكيو تحديدًا فكان كرسي السلطان قابوس للدراسات الشرق أوسطية عام 2010 التعريف بعمان حضارة وتاريخا وثقافة إضافة إلى التركيز على الدراسات الشرق أوسطية ترجمة لما تسعى له السلطنة من تعزيز لفهم العالم للإسهامات العربية والإسلامية في العصور القديمة، وتقوية العلاقات الثقافية بين السلطنة واليابان وإيجاد تواصل أكاديمي بين جامعة طوكيو ومؤسسات التعليم العالي في السلطنة.
وفي عام 2011 أنشئ كرسي السلطان قابوس للديانات الإبراهيمية والقيم المشتركة، والذي هدف إلى المشاركة بشكل فاعل في تنمية الثقافة والتعاون المتبادل في مجال التكنولوجيا والدراسات الدينية، وتوطيد أواصر الصداقة والتعاون بين عمان والمملكة المتحدة، إضافة إلى الحفاظ على الإرث التاريخي لعمان. كما أنشئ في العام نفسه كرسي السلطان قابوس للدراسات الشرق الأوسطية بولاية فرجينيا الأمريكية وبالتحديد في كلية وليام وماري، وذلك بهدف التركيز على قضايا الشرق الأوسط والتركيز على إيجاد فهم أعمق حول ما يدور من أحداث ومجريات، إلى جانب دعم الجهود الساعية إلى فهم وتقدير العالم للإسهامات التي رفدت بها الحضارة الإسلامية والعربية ثقافيًا وحضاريًا في مختلف المجالات.