جريدة عمان
استطلاع : مُزنة الفهدية
بدأت الطالبة وجد في «الصف العاشر» استعداداتها للدخول إلى امتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول التي سوف تبدأ يوم الأحد المقبل بتاريخ 29 ديسمبر الجاري، وأعلنت حالة الطوارئ والاستنفار في المنزل وبين أفراد أسرتها لمراجعة دروسها، لكي تتمكن من المحافظة على تفوقها، وتقول: «أسعى دائما لتحضير دروسي ومراجعة ما أتلقاه من المعلمات، وأكثف دراستي أيام الامتحانات المدرسية، وفي كل عام قبيل موعد الامتحانات النهائية أسعى لتنظيم وقتي جيدا بعمل جدول لمراجعة الدروس جميعها، كي لا تتراكم ليلة الامتحان فقط».
وجد، ليست الوحيدة التي تعلن حالة الطوارئ في المنزل، بل هناك الكثير من الطلبة والطالبات الذين بدؤوا الاستعداد مبكرا لهذه الفترة ببذل المزيد من الجهد والمثابرة، والتي تسبقها حالة من القلق والتوتر تسود الكثير من البيوت.
ورصدت «عمان» استعدادات بعض الطلبة وأولياء الأمور حول الاستعدادات لامتحانات نهاية الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2019/2020م، وتباينت وجهات نظرهم في الاستعدادات وكيفية وضع جدول المذاكرة وتنظيم الوقت لدى الطلاب.
وقال محمد بن عبدالله العبري ولي أمر «إن الدراسة بانتظام، وتجنب القيام بالمهام المتعددة، والدراسة على فترات مختلفة، ومحاولة توقّع أسئلة الاختبار، والراحة أبرز معايير نجاح الطلبة وتوفقهم خلال أداء امتحاناتهم.» مؤكدا في حديثه أن الحصول على الراحة الكافية من الخطوات الهامة التي تساعد الطلاب على التركيز، لأن قلة النوم ليلة الامتحان تدمر تركيز الطلاب داخل لجنة الامتحان.
من جانبه قال ناصر الرحبي ولي أمر «أرى من وجهة نظري أن ممارسة الرياضة، والعمل على تنشيط الجسم والذهن ببعض الحركات الرياضية الخفيفة قبل النوم ليلة الامتحان تساعد الجسم على التركيز وتقلل من التوتر الذي يشعر به الطالب»، مضيفا أهمية تناول الفواكه الطازجة، حيث إن للطعام والوجبات التي يتناولها الطالب دورا كبيرا في تخلصه من التوتر والقلق، وتخفف وجبة الفواكه الطازجة ليلة الامتحان شعور الطلاب بالتوتر.
وحث أولياء أمور الطلبة على متابعة ومراقبة أبنائهم طوال أيام الدراسة، خاصة في فترة الامتحانات لتقديم المساعدة لهم من خلال تهيئة الجو المناسب وتفريغهم من كل الأعمال اليومية، وتشجيعهم بالمكافآت في حال حصلوا على درجات عالية، واختتم حديثه بعبارة :«كونوا أصحاب همة قوية وعزم، فلا نجاح من دون همة وعزم».
وأوضحت نورة بنت علي إحدى الأمهات أن العديد من الأمهات يريْن أن ذهاب الأبناء إلى المدرسة يوم الامتحان مبكرا يزيد توترهم، وهذا غير صحيح فهو يعمل على تعودهم على المشهد ويشعرهم بالراحة ويزيد من ثقتهم بأنفسهم، ولكن الذهاب على الموعد المحدد للجنة يجعلهم خائفين ويزيد من توترهم، وأكدت خلال حديثها ضرورة احتفاظ الأم بتوترها لنفسها، حيث إنه في ليلة الامتحان عندما ترى الأم ابنها يخرج من غرفته تبدأ المشكلة والصراخ في وجهه، وفي الحقيقة هي تعبر عن قلقها عليه ولكن بصورة صعبة تزيد من توتر ابنها، فعليها بث روح الطمأنينة بداخله ليشعر بالثقة في قدراته، مؤكدة دور الأم في الاستعداد النفسي والذهني لأبنائها في فترة الامتحانات، فلا يجب أن تطبق نظام الممنوعات، مثل ممنوع الخروج أو مشاهدة التلفاز، أو زيارة الأصدقاء وغيرها، فكل تلك النواهي تزعزع الثقة بالطالب، وتولد لديه طاقة سلبية عنوانها القلق والتوتر، وسط ضغوط نفسية.
وقالت:«العلم هو سلاح المستقبل، وهو الطريق لتحقيق آمال الإنسان وطموحاته في الحياة، ويجب دفع الأبناء للاهتمام بالتحصيل العلمي والتفوق، وعدم الضغط بشدة على الأبناء خاصة أيام الاختبارات، ولا داعي لإعلان حالة الطوارئ في المنزل في هذه الأيام بشكل مبالغ فيه، بل لابد من بذل كل الجهد والوقت في سبيل توفير الجو الأسري التربوي للأبناء».
من جانبها قالت سعاد الريامية ربة بيت، وأم لستة أبناء في مراحل تعليمية مختلفة «خلال هذه الفترة التي تسبق الامتحان أحاول قدر المستطاع توفير أجواء ملائمة لأبنائي من ناحية الهدوء، وتنظيم وقت يومهم، والتقليل من جميع ما يتعلق باللعب واللهو، وأسعى جاهدة إلى مساعدة أبنائي في تحسين مستواهم الدراسي والتفوق في الامتحانات، من خلال عدم إظهار التوتر والقلق وتخفيفه لديهم، وتقديم النصائح لهم» موضحة أن هذه الأمور هي أقل ما يمكن القيام به من أجل النجاح والتفوق والحصول على درجات عالية في نهاية العام الدراسي للأبناء، مع ضرورة الابتعاد عن إثارة حالة القلق والتوتر لأبنائها، لأن ذلك حسب اعتقادها يؤثر على نفسياتهم.
ونلاحظ أن هاجس الأهل يكون أكثر درجة من أبنائهم، مما يعود بالسلب على وضع الطالب نفسه، وهذا ما تتم ملاحظته عليه، حيث الحذر الشديد ووضع الابن تحت المراقبة، كما أن «لا زيارات ولا أصدقاء ولا مشاهدة التلفاز» مع استعداد يومي متواصل، يعقبه فشل، حيث إنه ثبت علميا أن سياسة الترغيب والترهيب، أفضل من الترهيب المستمر أو حتى الوسطية في التعامل مع الأمور، فالدعم النفسي والمعنوي والتشجيع الوسطي هو الأفضل خلال فترة الامتحانات، التي تعود بالفائدة وبالإيجاب على نفسية الطالب أثناء أداء الامتحانات.
وشدد سالم البوسعيدي ولي أمر على أهمية المراجعة قبل النوم بهدوء حيث إن المراجعة بدون عصبية أو توتر ستثبت العديد من المعلومات بذاكرتك أكثر من الشد العصبي الذي سيحول كل المعلومات إلى تشويش، موجها رسالته إلى كل طالب أن في كل مؤسسة تعليمية هناك مُرشدون تربويون يساعدونك على التعامل مع قلق الامتحانات، هؤلاء عون ثمين لك في دراستك.
قال الطالب عبدالملك بن محمد الدرمكي: «إنني أقوم بإعداد جدول مسبق لمراجعة المواد، وتقوم أسرتي بتهيئة الأجواء المناسبة للمذاكرة، من خلال النوم المبكر ومساعدتي في شرح بعض الدروس، والحمد لله متهيئ نفسيا للامتحانات، وبإذن الله سوف أواجه الامتحان بثقة تامة واعتبره فرصة لعرض ما ذاكرته، حيث قمت بوضع جدول مذاكرة منظم وغير مضغوط، وتنظيم ساعات النوم كان لها الدور الأبرز في تسهيل المذاكرة ».
وقالت الطالبة بسمة بنت حمد الهنائية في الصف العاشر» لا بد أن نشد العزم نحو تحقيق الحلم، ومن الضروري أن نكون على أتم الاستعداد للامتحانات، من خلال التخطيط للمذاكرة بإعداد جدول له أو بأية وسيلة أخرى مناسبة، ولا بد من إدارة الوقت،» مشيرة إلى دور الأسرة في الرقي بمستوى الأبناء في توفير الجو الملائم للمذاكرة، وتقديم التشجيع والتحفيز لهم ودعمهم ومساندتهم.
من جهتها قالت الطالبة أروى بنت أحمد الهشامية: «تساعدني أمي في وضع جدول المذاكرة وتنظيم وقتي، واستمتع كثيرا بمشاهدة التلفاز ولكني فترة الامتحانات أتوقف عن المشاهدة وهذا يمثل تحديا بالنسبة لي، وأسعى للمحافظة على مستوايا العلمي جيدا، والتفوق في مرحلتي الدراسية، وهذا لا يحصل إلا بالتهيؤ نفسيا وعمليا لذلك، مع الابتعاد عن النشاطات الأخرى التي كنت أقوم بها في الأيام السابقة، فيجب أن أكون على أهبة الاستعداد قبل الدخول إلى قاعة الامتحان.
أما الوارث الهشامي فيقول: «أراجع دروسي باستمرار قبيل الامتحانات وأضع جدولا زمنيا للمذاكرة حسب المواد، وأسرتي تشجعني وتدعمني بشكل مستمر، موضحا أن القلق من صعوبة الامتحانات والتوقف عن ممارسة بعض الهوايات كلعب كرة القدم يشكل لي تحديا نوعا ما».
أما الطالبة سلمى الحديدية فقالت: «الحمد لله مراجعتي باستمرار للمواد ولو لمدة قصيرة ساعدني على التدرج وصولاً إلى الدراسة المركزة والطويلة قبل الامتحانات الرئيسية، كما ساعدتني على فهم النقاط المهمة واستيعابها بشكل أسهل». مضيفة: أهمية مراجعة الدرس بعد الحصة مباشرة، حيث تساعد على تحديد المعلومات التي لم تستوعبها خلال الحصة، بالإضافة إلى ضرورة تقسيم الواجبات الدراسية إلى أجزاء عديدة يمكن السيطرة عليها، خصوصا عند المراجعة الرئيسية قبيل الامتحان.
من جهته أوضح الطالب زياد أمبوسعيدي أن تحمل المسؤولية هو طريق الطالب للنجاح ويتأتى عبر إدراك الطالب للقرارات بخصوص الأولويات والوقت والقدرات، وقال أرى من وجهة نظري أهمية وضع الطالب أولوياته بنفسه حتى لا يدع الآخرين أو عوامل أُخرى تبعده عن أهدافه، مشيرا إلى أن نجاح الطالب يأتي باجتهاده.
وقال: « خلال هذه الفترة يشعر معظم الطلبة بالخوف من عواقب ونتائج الامتحان، وأتمنى أن تكون أسئلة امتحانات هذا العام سهلة، خاصة في المواد التي أجد فيها صعوبة ببعض الدروس المقررة، وكلي أمل أن يكون النجاح والتوفيق من نصيبي مع زملائي.
وعرجت الطالبة رغد بنت محمد الفارسية بالحديث حول ضرورة البحث عن أفضل الحلول لأي مشكلة أو عائق، حيث قالت: « عندما لا أستوعب مادة معينة، لا أعيد قراءتها فقط بل أجرب طرقا أُخرى مثلا استشير المعلمة أو المشرفة التربوية أو أي زميلة، حتى لا تتراكم عليّ الصعوبات إلى نهاية الفصل، و أخاف أن تضيع كل جهودي، وأنسى في قاعة الامتحان كل ما حفظته، لكني متفائلة بالحصول على معدل عال، لأكون فخورة به وسط عائلتي التي وفرت لي كل سبل الراحة استعدادا لهذه الامتحانات»
في فترة الامتحان لابد للطالب أن يقرأ الأسئلة جيدا ويضع وقتا محددا للإجابة عن كل سؤال، وأن يعطي لكل سؤال حقه من الوقت، أما بعد الامتحان فيجب عليه ألا يضيع الوقت في مناقشة الأجوبة مع الزملاء، لأن ذلك من شأنه أن يجعل الطالب يشك بصحة إجاباته، ويدفعه إلى عدم الثقة بقدراته، وعلى الطالب التركيز على صحته والابتعاد عن المنبهات والأجواء المشوشة، وضرورة تهدئة النفس، بالإضافة إلى أهمية الاستفادة من الامتحانات التجريبية، والتواصل مع المعلم في حال مواجهة صعوبات في الفهم، والتوكل على الله بعد الدراسة والمثابرة جيدا وعدم تأجيل الدراسة حتى ليلة الامتحان. وبالنسبة لأولياء الأمور ضرورة توفير سبل الراحة لأبنائهم الطلاب وعدم الضغط عليهم في المراجعات بشكل يؤثر علي أدائهم في الاختبار، بالإضافة لتوفير الأجواء المنافسة والمناخ العام الملائم وتشجيعهم.