جريدة عمان
كتبت: مُزنة بنت خميس الفهدية:
أعلن مجلس البحث العلمي أمس عن المدارس الفائزة في مشروع «المحافظة على الطاقة الكهربائية «مدارسنا ترشد» وتمويل ثلاثين حقيبة تعليمية في الطاقات المتجددة لثلاثين مدرسة» التي تعد إحدى مبادرات برنامج بحوث الطاقات المتجددة بالمجلس بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم وبدعم من المؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال.
حيث جاء الفائزون بالترتيب المركز الأول مدرسة ريحانة بنت زيد للتعليم الأساسي الصفوف 1-9 في محافظة شمال الباطنة، والمركز الثاني مدرسة الإمام احمد بن سعيــد للتعليم الأساسي للبنين الصفوف 5-9 في محافظة شمال الباطنة، والمركز الثالث مدرسة أم الفضـــل للتعليم الأساسي للبنات الصفوف 5-12 في محافظة الداخلية، والمركز الرابع مدرسة أميه بنت قيس للتعليم الأساسي للبنات الصفوف 5-9 في محافظة شمال الباطنة، والمركز الخامس مدرسة أبوحمزة الشـاري للتعليم الأساسي للبنين الصفوف 5-10 في محافظة شمال الباطنة، والمركز السادس مدرسة سـودة أم المؤمنيـن من 5-12 للتعليم الأساسي للبنات في محافظة الظاهرة، والمركز السابع مدرسة عبـــري للتعليم الأساسي للبنات الصفوف 5-9 في محافظة الظاهرة، والمركز الثامن مدرسة تنــــوف للتعليم الأساسي الصفوف 1-9 في محافظة الداخلية، والمركز التاسع مدرسة عمر بن الخطـــاب للتعليم الأساسي للبنين الصفوف 10-12 في محافظة الداخلية، والمركز العاشر مدرسة العيون للتعليم الأساسي للبنات الصفوف 5-12 في محافظة شمال الشرقية.
وتحدث صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد الأمين العام المساعد لتنمية الابتكار بمجلس البحث العلمي خلال رعايته حفل ختام المسابقة بمعهد عمان للنفط والغاز بمجمع الابتكار مسقط عن مسابقة البيوت الصديقة للبيئة، وأثرها في تدشين مسابقة المحافظة على الطاقة الكهربائية في المدارس.
ومن جانبه قال الشيخ خالد بن عبد الله المسن الرئيس التنفيذي للمؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال: إن «المؤسسة دائما تسعى إلى الاهتمام بعملية الإبداع والابتكار، ومن ضمنها التعاون الوثيق مع مجلس البحث العلمي ومنها هذه المسابقة، ونحن سعداء بالنتائج المبشرة في ختام هذه المسابقة التي تشجع لدعم دراسات مستقبلية،» مشيرا في حديثه إلى أن هناك تعاونا مع وزارة البيئة والشؤون المناخية في تنظيم حملة موسعة للمحافظة على صغار السلاحف حيث يتم إرجاع حوالي ما بين 60-70 ألفا من صغار السلاحف سنويا. حضر الحفل عدد من المسؤولين من وزارة التربية والتعليم، ومجلس البحث العلمي ومديري وطلبة المدارس المشاركة في المسابقة.
قال الدكتور أحمد بن سعيد البوسعيدي مدير أبحاث الطاقات المتجددة ومدير مشروع مسابقة المحافظة على الطاقة الكهربائية في المدارس «مدارسنا ترشد»: «جاءت فكرة مبادرة وزارة التربية والتعليم في المحافظة على الطاقة في مجموعة من المدارس بعد نجاح تطبيق فكرة المحافظة على الطاقة في مجلس البحث العلمي كونه مؤسسة حكومية ومع توفر الخبرة والآليات المناسبة، وتوسيع فكرة المبادرة لتشمل شريحة أكبر من المجتمع من أجل نشر ثقافة المحافظة على الطاقة وترشيد استخدامها في المؤسسات الحكومية، حيث إن المبادرة تهدف بشكل كبير إلى المحافظة على الطاقة وغرس سلوكيات الترشيد عبر مناهج التربية والتعليم ومجموعة من البرامج والنشرات التوعوية.»
وأكد البوسعيدي «سعيهم من خلال تنفيذ هذه المسابقة إلى غرس ثقافة استغلال الطاقات المتجددة في شريحة كبيرة في المجتمع، وتحقيق الشراكة الثلاثية بين الحكومة والمجتمع والقطاع الخاص، وأن يكون شبابنا وأبناؤنا قادرين على تنفيذ مشروعات تحقق استدامة أكبر للمجتمع، وضرورة تفعيل الابتكار والبحث عن حلول لكل التحديات الوطنية بسواعد وطنية مخلصة، وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار بشكل أكبر في بناء هذا الجيل الذي يعول عليه الكثير لخدمة الوطن وتحقيق غايات البلاد مستقبلاً خاصة في رؤية عمان 2040م».
وأوضح البوسعيدي معايير اختيار المدارس للمشاركة في المبــــــادرة وهي توفر فواتير الكهرباء لعام 2018، وألا يوجد بها تعديلات خلال هذه الفترات، ومدارس حلقة ثانية، ومراعاة فوراق الجنس بين الذكور والإناث، وأن يكون أعداد الطلاب والطاقم التدريسي متقارب، ولا يوجد تعديلات أو إضافات في المدارس خلال فترة المشروع، وألا تعمل المدرسة بنظامين صباحي ومسائي.
وأضاف أن المدارس أقامت أنشطة وأعمال خلال فترة التوعية منها الأنشطة التوعوية داخل المدرسة ١٥٪، والمبادرة العملية داخل المدرسة ١٠٪، وخارج المدرسة ٥٪. وعرج بالحديث حول التحديات التي تمّ مواجهتها منها اختلاف تواريخ أخذ القراءات بين المحافظات وعلى مستوى الولايات، وتحديات التغيير في المجتمع وبث ثقافة الترشيد لأن أسعار الكهرباء (ولله الحمد) ما زالت معقولة، وضرورة وجود التحفيز لتشجيع المجتمع على بذل المزيد من أجل ترشيد استهلاك الماء والكهرباء.
وفي ختام حديثه أوصى بأهمية تنفيذ برامج تدقيق احترافية لدراسة أسباب استهلاك الكهرباء في المدارس ووضع خطط لخفض استهلاك الكهرباء والماء، وتفعيل استغلال الطاقات الخضراء (الشمس والرياح والمخلفات العضوية)، وتعميم فكرة المدارس الخضراء، وضرورة إيجاد بدائل ذكية لرفع كفاءة الطاقة وترشيد استهلاك الكهرباء في المدارس والمجتمع بشكل عام.
من جهته أشاد المهندس إسماعيل بن سليمان الصوافي رئيس قسم المشاريع المستدامة في المؤسسة التنموية للشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال بنجاح مشروع مسابقة المحافظة على الطاقة الكهربائية واستخدام تقنيات الطاقة المتجددة، والممول من المؤسسة التنموية ضمن برنامجها الرائد في الاستثمار الاجتماعي بتكلفة (35000) ريال عماني بالتعاون مع مجلس البحث العلمي ووزارة التربية والتعليم.
وقال» يعد هذا المشروع امتدادا لالتزام الشركة بدعم مجلس البحث العلمي والمشاريع المتعلقة بالتقنية الحديثة، حيث قامت الشركة بدعم تجهيز مركز النمذجة في مجمع الابتكار التابع لمجلس البحث العلمي، ونحن في المؤسسة سعداء باستمرار هذا التعاون من اجل تهيئة جيل قادر على مواكبة تطورات التقنية والطاقة المتجددة.
وأوضح أن الشركة قامت بتمويل إنشاء مختبرات الابتكار العلمي والروبوت بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في 9 محافظات بالسلطنة، وتهدف جميعها إلى تنشئة جيل قادر على الابتكار والإبداع التقني والمنافسة في المسابقات المحلية والعالمية، وقد لاقت هذه المبادرة نجاحاً واسعاً وإشادة عظيمةً من المجتمع، بالإضافة إلى تعاون الشركة مع وزارة القوى العاملة في تمويل تجهيز وتحديث نحو 14 مختبراً ومعملاً وورش تدريب في مختلف الكليات التقنية والمهنية، مما يشيد جسراً بين التعليم النظري والتطبيق العملي.
قالت راوية بنت سعيد المياسية من مدرسة ريحانة بنت زايد للتعليم الأساسي للصفوف من 1-9 في محافظة شمال الباطنة: «اشتركنا في مسابقة المحافظة على الطاقة الكهربائية في المدارس وتمويل 30 حقيبة تعليمية في الطاقات المتجددة التي تعد فرصة ومبادرة جميلة وواجب وطني، وقمنا بتشكيل فريق على مستوى المدرسة وتحديد الأهداف والأولويات وتنفيذ ومشاركة المجتمع المحلي، وتمّ تنظيم زيارات للأمهات لتوعيتهن، ومتابعة بعض المنازل من حيث ترشيد الاستهلاك، وتحديد طالب من كل فصل مسؤول عن الكهرباء ويقوم بمتابعتها وأيضا أطلقنا مبادرات ومسابقات في الإذاعة المدرسية، كما شاركنا في فعالية ساعة الأرض وأبرز سبب للفوز هو حضور الاجتماعات المنظمة وشعورنا بأنه سلوك وعادة والإحساس بالمسؤولية من منطلق الواجب الوطني».
من جهته عبّر محمد بن هاشم الفارسي من مدرسة الإمام أحمد بن سعيد للتعليم الأساسي للبنين الصفوف 5-9 الحاصلة على المركز الثاني بسعادته وفخره بالجهود الكبيرة التي قدموها في سبيل تحقيق الفوز، وقال نظمنا العملية من خلال أخذ طالبين من كل فصل دراسي لتوعية بقية الطلبة، ونشر الفائدة للجميع.
وقالت عصرية خميس المعمرية من مدرسة أم الفضـــل للتعليم الأساسي للبنات الصفوف 5-12» جاءت فكرة المشروع لإيجاد تكاتف جماعي وتحقيق الهدف، حيث جاء الفوز من خلال قيامنا بالعديد من الأعمال منها نشر محاضرات التوعية التي كان لها الأثر الكبير في نجاح المدرسة وفوزها، وتمّ نقل الفائدة من هذه المسابقة إلى اسر الطالبات».
الجدير بالذكر أن هذا المشروع، يشكل نموذجا للتعاون بين المؤسسات الحكومية والخاصة، وكمبادرة مهمة من القطاعين في مجال تشجيع وتعزيز الشراكة لدعم التعاون لتبني مشروعات تدعم القدرات الوطنية من خلال التدريب والتأهيل، إلى جانب بث ثقافة ترشيد استهلاك الكهرباء لدى طلاب المدارس عن طريق تنفيذ برنامج متكامل في المحافظة على الطاقة الكهربائية، وترشيد الاستهلاك بها وذلك ضمن أنشطة البرنامج البحثي الاستراتيجي لأبحاث الطاقة المتجددة بمجلس البحث العلمي، والذي يسعى إلى تفعيل استخدامات الطاقات المتجددة في السلطنة وبناء السعات البحثية وتنمية القدرات العلمية والبحث عن كيفية مساهمة الأبحاث العلمية والتطبيقات الحديثة للطاقات المتجددة وكفاءة الطاقة في المساهمة الفعلية في عملية التنمية المستدامة في السلطنة والمساهمة الفاعلة في المحافظة على البيئة، ويسعى البرنامج كذلك إلى تقديم واقتراح الحلول العلمية المجربة باستخدام منهج البحث العلمي لصناع القرار، وتأسيس بنية أساسية لمصادر البيانات والمعلومات للاستفادة منها من قبل الباحثين ومتخذي القرار والمهتمين.
وأثمرت مسابقة المحافظة على الطاقة الكهربائية في المدارس عن نتائج إيجابية مهمة عند تطبيق المسابقة في المدارس على مستوى البيئة المدرسية، والمجتمع المحلي، وكذلك في نفوس الطلاب وعقولهم من حيث تطبيق مفاهيم المسابقة المتعلقة بالمحافظة على الطاقة الكهربائية في المدرسة والبيت والمجتمع، كما قدمت المدارس عددًا من حلقات العمل التطبيقية والمسابقات في مجال ترشيد استهلاك الطاقة الكهربائية في المجتمع المدرسي والمجتمع المحيط، وعمل مسابقات للرسم الكاريكاتيري، لوصف مرامي المسابقة، وقصص تتحدث عن الترشيد في استهلاك الكهرباء وتقليله، وبرامج إذاعيةً توعويةً في طابور الصباح وغيرها الكثير من المبادرات.
كما اتخذت بعض المدارس المشاركة إجراءات مختلفة لتفعيل مضمون المسابقة منها تنفيذ حلقة عمل عن المسابقة وأهدافها وشروطها، وتثبيت ملصقات المسابقة على أروقة المدرسة ليتسنى لطلاب ومعلمي وزوار المدرسة من الاطلاع عليها، وإغلاق جميع المفاتيح الكهربائية في الصف بنهاية دوام اليوم الدراسي وأثناء الخروج من الصف لمختلف الأنشطة، وقامت المدارس المشاركة بجهود متواصلة لحث المجتمع المحلي لترشيد الطاقة الكهربائية وزيادة الوعي لدى الطلبة نحو الاستخدام الأمثل للكهرباء فعلى مستوى المدرسة تم استحداث مؤقت لتشغيل وغلق الدائرة الكهربائية عند بداية اليوم الدراسي وتم ضبطه لغلق الكهرباء عند نهاية الدوام الدراسي في بعض مرافق المدرسة، للتوعية بأهمية توفير الطاقة عبر الاعتماد على الإنارة الطبيعية وإطفاء الأجهزة غير المستخدمة وكذلك ضبط المكيفات وضرورة إطفاء المصابيح أثناء الخروج من الصف والقيام بزيارات صفية لتوعية الطلبة وعمل برامج إذاعية تبين دور كل فرد في المحافظة على الترشيد الصحيح والاستخدام الأمثل للطاقة الكهربائية كما قمنا بعمل مطويات تحث على ذلك ونشرها في المجتمع لنشر ثقافة الترشيد في استهلاك الطاقة الكهربائية.
وتتضمن الحقائب التعليمية في الطاقات المتجددة التي سيتم توزيعها على المدارس مناهج وأساليب للتدريب على مبادئ تطبيقات الطاقات المتجددة المختلفة، حيث إن الهدف الأسمى من هذه المبادرة هو بث ثقافة استغلال الطاقات الطبيعية لمختلف الطبقات الحيوية وبالتالي المحافظة على البيئة إلى جانب الاستفادة من هذه الحقائب التعليمية لفتح آفاق جديدة لحلول تطبيقية عملية.