جريدة عمان
تقرير – نوال الصمصامية
حصد صندوق أشوكا للأبحاث في مجال الإيكولوجيا والبيئة ( ATREE) بجمهورية الهند جائزة اليونسكو – السلطان قابوس لصون البيئة للعام الجاري 2019م في دورتها الخامسة عشرة تقديرًا لإسهاماته الرائدة في مجال صون البيئة، وأوضح القائمون على أعمال الصندوق أن الفوز يعد تتويجًا للجهود المتواصلة والعمل المستمر في مجالات البيئة، معربين عن شكرهم وامتنانهم لجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – ومؤكدين أن الجائزة تعد حافزًا لهم للتوجه الدائم للحفاظ على التنوع البيئي والموارد الطبيعية ولتكثيف الجهود والعمل في مجالات البحوث.
وبتكليف من المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – قامت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم رئيسة اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم بتسليم جائزة اليونسكو – السلطان قابوس لصون البيئة لعام الجاري 2019م وذلك ضمن الاحتفال الذي أقيم في العاصمة المجرية بودابست، ضمن فعاليات المنتدى العالمي للعلوم، الذي تنظمه الأكاديمية المجرية للعلوم بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة – اليونسكو.
وأوضح الدكتور كمالجتباوا باوا رئيس صندوق أشوكا للأبحاث أن أحد أبرز الأسباب لنيلهم هذه الجائزة هو تنفيذ العديد من الأنشطة في صون البيئة والتنمية المستدامة والأعمال البيئية أبرزها نظام الايكولوجيا في جبال الهملايا، واكتشاف أنواع جديدة في سلسلة جبال غاتس الغربية، كما قاموا باستصلاح الأراضي العشبية في كوتش والأراضي الرطبة في كيرلا.
وقام باوا بنشر أكثر من 180 بحثًا و10 كتب ودراسات وإصدارات خاصة من المجلات. ولأكثر من عقدين، عمل صندوق أشوكا للأبحاث في مجال الإيكولوجيا والبيئة ( ATREE) على القضايا الاجتماعية والبيئية من مستويات السياسة المحلية إلى العالمية.
ويعتبر ( ATREE ) مجتمعا ملتزما بحفظ البيئة والتنمية المستدامة والاجتماعية العادلة. ويركز على تحقيق الحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة، لتمكين استخدام هذه المعرفة من قبل واضعي السياسات والمجتمع، وتدريب الجيل القادم من قادة البيئة.
ولتنفيذ هذه المهمات، يعمل فريق الصندوق على قضايا مثل التنوع البيولوجي، وتخفيف آثار تغير المناخ والتنمية، وموارد الأراضي والمياه، والغابات وخدمات النظام الإيكولوجي، ويعد صندوق أشوكا للأبحاث في مجال الإيكولوجيا والبيئة مكانًا رائدًا للبحث المبتكر وللحلول المناسبة التي تواجه البيئة والناس.
وينفذ الصندوق برامج متعددة تدمج البحوث التطبيقية والعمل الاجتماعي، ويعمل الباحثون في هذه المؤسسة عبر العلوم الاجتماعية والطبيعية لتوليد المعرفة في تخصصات مختلفة في العلوم ودراسات الاستدامة، ثم تنقل هذه المعرفة من خلال مجموعة متنوعة من وسائل الإعلام في مختلف المناطق الجغرافية، منها برنامج الغابات والحكومات، حيث يركز هذا البرنامج على الأنظمة والسياسات الاقتصادية والتغيرات الثقافية والتدابير الفيزيائية الحيوية التي ستؤدي إلى تحسين إدارة الغابات في جنوب آسيا، مما يحقق نتائج أكثر استدامة وتعزيزًا للرزق.
ومن أهم المشروعات الخدمية والبحثية التي ينفذها صندوق أشوكا للأبحاث في مجال الإيكولوجيا والبيئة في هذا المجال هي دور منظمات المجتمع المدني في تمكين إدارة الموارد المجتمعية المستدامة والعادلة في ولاية ماهاراشترا، والاستخدام المستدام للموارد الحيوية في الهيمالايا الشرقية.
أما برنامج المياه والأرض والمجتمع، فإنه يستخدم نهجا متعدد التخصصات قائم على حل المشكلات لتوليد المعرفة التي يمكن أن تسهم في تفسير أسباب غياب الاستدامة والتلوث وضعف موارد المياه.
ويهدف البرنامج إلى إيجاد رؤية قابلة للاستخدام يمكن أن تساعد في تحديد الحلول الاجتماعية والتكنولوجية والحكم لمشاكل المياه في الهند.
ومن أبرز المشروعات لذلك، مشروع الاستخدام المستدام للموارد الطبيعية لتحسين صحة الإنسان ودعم التنمية الاقتصادية، ومشروع العلاقة بين المياه الجوفية والصرف الصحي في المدن الصغيرة شبه الحضرية في بنجالور. كما يهتم برنامج التخفيف من تغير المناخ والتنمية على الطاقة المتجددة وإدارة النفايات والاستهلاك المستدام، ويدير البرنامج حاليًا مشروعين في مدينة بنجالورو، حيث يهدف البرنامج إلى فهم العوامل الاجتماعية والمؤسسية والسلوكية التي تعرقل مسارات التنمية المستدامة والعادلة ومنخفضة الكربون. وتعد مشروعات سماد النفايات الرطبة القائم على المجتمع والدوافع السياسية لتوسيع الطاقة المتجددة في الهند أبرز المشروعات لبرنامج التخفيف من تغير المناخ والتنمية.
أما برنامج رصد التنوع البيولوجي، فينفذ من خلال البحوث التطبيقية وأنشطة التوعية باستخدام التصنيف المتكامل ورصد التنوع البيولوجي والتغيرات في النظام الإيكولوجي، ويهدف البرنامج إلى تحسين إدارة التنوع البيولوجي والنظم الإيكولوجية من خلال مجموعة متنوعة من المخرجات للتأثير على السياسات الحالية وتخطيط الحفاظ على البيئة.
وتعد مشروعات الإدارة المشتركة والاستخدام المستدام للمنتجات غير الخشبية في ثلاث مناطق محمية من غاتس الغربية بتمويل من قسم التكنولوجيا الحيوية، ومشروع سلالة جزيئية من القواقع الأرضية من غاتس الغربية بتمويل من مجلس أبحاث العلوم والهندسة، وبناء نظام معلومات التنوع البيولوجي في بوابة أسام للتنوع البيولوجي في نيودلهي، من المشروعات الرائدة في برنامج رصد التنوع البيولوجي.
وتتمثل خدمات النظام البيئي ورفاهية الإنسان في استكشاف دور خدمات النظام الإيكولوجي في تخطيط استخدام الأراضي المحلي واتخاذ القرارات، وتطوير فهم أفضل للأهمية الاجتماعية – الإيكولوجية والاقتصادية لخدمات النظام الإيكولوجي ودورها في تعزيز المساواة والبيئة العدالة، وتسهيل الدعم السياسي والمجتمعي للحفاظ على تعزيز خدمات النظام الإيكولوجي.
ومن خلال النظام البيئي ورفاهية الإنسان، يتم توفير منح دراسية متعددة التخصصات للحفاظ على البيئة والتنمية المستدامة في جبال الهيمالايا، والاستخدام المستدام للموارد الحيوية في الهيمالايا الشرقية، بالإضافة إلى تحديد الروابط بين خدمات النظام الإيكولوجي وسبل المعيشة.
أما برنامج المناظر الطبيعية وسبل العيش يقوم بفحص عمليات النظام الإيكولوجي عبر أنواع مختلفة من المناظر الطبيعية (تتراوح بين الأراضي العشبية القاحلة وشبه القاحلة والغابات الرطبة).
ويشارك البرنامج أيضا في دراسة مختلف الدوافع الطبيعية والاجتماعية التي تغذي هذه العمليات وتؤثر عليها. ومن المشروعات التي تنفذ في هذا البرنامج تحديد الروابط بين خدمات النظام الإيكولوجي وسبل المعيشة بالإضافة إلى تحسين فوائد الغابات مع تقليل آثار الأمراض الحيوانية المنشأ الناشئة إلى الحد الأدنى: المشاركة في تطوير أداة متعددة التخصصات للغابات في الهند.
وتعمل مبادرات صندوق أشوكا للأبحاث الإقليمية عن كثب مع المجتمعات المحلية لتوليد المعرفة والمساهمة في الحلول ذات الصلة، حيث تهدف إلى تطوير مناظر طبيعية متعددة الوظائف في شمال شرق الهند والتي بدورها تحمي التنوع البيولوجي، وتحافظ على النظام البيئي بنزاهة وتعزز رفاهية شعبها.
وتركز مبادرات الصندوق في جبال الهمالايا الشرقية على استراتيجيات للتنمية مما تعزز في حفظ التنوع البيولوجي ورفاه الإنسان، وتعمل هذه المبادرة على إنشاء مجتمعات محلية مدعومة اقتصاديًا واجتماعيًا ومؤسسات مرنة وموارد بشرية لمواجهة التحديات البيئية.
وتعد جائزة اليونسكو – السلطان قابوس لصون البيئة للعام الجاري 2019م في دورتها الخامسة عشرة تكريما للمساهمات الرائدة للأفراد أو الجماعات أو المعاهد أو المنظمات في مجالات أبحاث البيئة والطبيعة، والتعليم والتدريب البيئي وغيرها من المجالات المتعلقة بالبيئة.