جريدة عمان
أكد سعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي أمين عام مجلس البحث العلمي أن المجلس يدعم البحوث التربوية ويسعى إلى نقل المعرفة الحاصلة من هذه البحوث إلى الجهات المطبقة ومنها المؤسسات التعليمية سواء كانت ممثلة في وزارة التربية والتعليم أو في مؤسسات التعليم العالي، موضحا انه يتم تطبيق الكثير من هذه البحوث، ونرى عددا كبيرا من الباحثين هم من يقومون بعملية التطوير داخل مدارسهم.
وقال سعادته خلال رعايته أمس الندوة الثانية لبحوث خريجي البرامج التأهيلية بوزارة التربية والتعليم التي نظمتها الوزارة ممثلة في المديرية العامة لتنمية الموارد البشرية: إن البحث يعد يشكل أمرا أساسيا في التطوير، ومن هنا تأتي أهمية البحوث التربوية التي نرى نتائجها وثمارها في عملية إدارة المدارس وعملية التعلم بشكل عام، وتحدث سعادته عن أهمية الندوة قائلا: الندوة مهمة جدا، فعدد كبير من البحوث التربوية يبشر بالخير وأن التعليم في السلطنة يتحسن باستمرار ويواكب التطورات على المستوى العالمي وليس على المستوى المحلي فقط.
وألقى الدكتور بدر بن حمود الخروصي المدير العام للمديرية العامة لتنمية الموارد البشرية في بداية الندوة التي عقدت بالجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا كلمة قال فيها: إن تعظيم الاستفادة من نتائج البحث العلمي هي مسؤولية مؤسسية وفردية على حد سواء، وفي إطار الجهد المؤسسي يمكن الإشارة إلى اعتماد نهج سنوي يتمثل في حصر مخرجات البحث العلمي لموظفي الوزارة والعمل على نشرها سواء من خلال الإصدار السنوي للأطروحات العلمية أو من خلال توظيف الوسائط الإلكترونية المختلفة في بوابة سلطنة عمان التعليمية، مشيرا إلى أن تنظيم هذه الندوة يأتي كمساحة أخرى خطط لها ليلتقي فيها الباحثون مع أقرانهم في التخصصات التربوية والعلمية المختلفة كما يلتقون فيها مع المسؤولين في القطاعات المختلفة بالوزارة والمديريات التعليمية بالمحافظات لتعميق فرص الحوار والنقاش بين المعنيين بالشأن التربوي تحت مظلة البحث العلمي ونتاجاته المعرفية المختلفة.
وتطرق إلى الجهد الكبير الذي يبذله مجلس البحث العلمي في بناء خارطة الأولويات البحثية من خلال مشروع الإستراتيجية الوطنية للبحث العلمي والتطوير 2020-2040، وعن ذلك قال: هذه مبادرة محورية تسهم في توجيه الجهد العلمي نحو قضايا التطوير الأكثر إلحاحا في القطاعات التنموية المختلفة، ومنها قطاع التعليم.
قدم بعدها الدكتور سليمان بن محمد البلوشي عميد كلية التربية بجامعة السلطان قابوس الورقة الرئيسية تناولت استخدام البحث التربوي في تطوير التعليم وتطوير الممارسات المهنية للتربويين وركز في ورقته على طريقة التميز البحثي واستعرض إحصاءات حول إسهامات السلطنة في البحث على مستوى العالم والمنطقة الخليجية والجامعات المحلية كما أكد على الباحثين أهمية مراعاة الدقة والجدة والحداثة، والاهتمام بالمشاركة في المؤتمرات ونشر البحوث، والتقدم للجوائز التي تستهدف الباحثين، والاهتمام بالنشر الدولي، والحضور في منصات الباحثين المختلفة ليتعرف العالم على الباحثين العمانيين، كما ركز البلوشي على ثقافة استخدام البيانات والمؤشرات التربوية.
تأتي الندوة الثانية لبحوث خريجي البرامج التأهيلية بوزارة التربية والتعليم التي تستمر يومين لعرض نتائج تلك الدراسات والبحوث ومناقشة سبل تطوير عملية البحث والاستفادة من نتاجها في تطوير المنظومة التعليمية، ويتم فيها تقديم 85 بحثاً من الأطروحات الجامعية، و15 بحثًا من مشاريع برنامج البحوث الإجرائية في جلسات متزامنة موزعة على أربع قاعات كما تأتي استكمالا للجهود التي بذلها الخريجون وتحقيقا للاستفادة المثلى من بحوثهم، ولما لاقته النسخة الأولى من الندوة من نجاح ورضى.
وتهدف الندوة إلى الاستفادة من البحوث التربوية والباحثين ومضاعفة العوائد الناتجة من النتاج الفكري للدراسات، وتسليط الضوء على الاتجاهات البحثية التربوية (الواقع والمأمول)، وتدارس أهم ما جاء في دراسات الباحثين (الخريجين) في رسائل الماجستير والدكتوراه من نتائج وتوصيات، وإتاحة الفرصة للمسؤولين عن هذه القطاعات للالتقاء المباشر مع الباحثين لتبادل المعرفة والخبرة وتقديم رؤاهم في كيفية توظيفها والاستفادة منها وتقدير ودعم البحوث والباحثين التربويين باعتبارهم ركيزة أساسية في تطوير المؤسسات التعليمية المختلفة، وتفعيل توصيات البحوث التربوية في وضع رؤية مستقبلية بالاحتياجات البحثية للنظام التعليمي، والخروج بإجراءات فعلية تُعنى بمعالجة القضايا التربوية، وتنمية الوعي لدى العاملين في الحقل التربوي بأهمية البحث ودوره في تطوير العملية التربوية، واقتراحبحوث جديدة من توصيات البحوث المطروحة.
وتستهدف الندوة 250 مشاركا من المختصين والمهتمين بالبحث التربوي من ديوان عام الوزارة والمديريات التعليمية بالمحافظات، ومن الملتحقين بالدراسات العليا في التخصصات التي تستهدفها الندوة من موظفي الوزارة بالجامعات، وتغطي الندوة عددا من التخصصات هي الإدارة (القيادة التربوية)، وتنمية الموارد البشرية، والجودة والقياس والتقويم التربوي، وعلم النفس، والإرشاد والتوجيه، والتوجيه المهني، وتقنية المعلومات، وعلم الاجتماع، والمناهج وطرائق التدريس، والتخصصات الأكاديمية، والإشراف التربوي، ومشاريع برنامج البحوث الإجرائية وتنطلق الندوة من رسالة مفادها استثمار نتائج البحوث التربوية في تطوير العملية التعليمية، والتربوية، بما يعود بالنفع على الطلبة، ويسهم في رفع المستوى التحصيلي لهم، وتأتي نتيجة إيمان الوزارة بأهمية تحقيق التنمية المهنية لجميع موظفيها فهو خيار إستراتيجي تسعى إلى تحقيقه بكل السبل والفرص المتاحة، فتعمل جاهدة إلى تنويع أدوات وأساليب الإنماء المهني بشقيه التدريبي والتأهيلي، متطلعة إلى إعداد كوادر بشرية قادرة على تلبية احتياجاتها الحالية والمستقبلية، ومواكبة للتطورات والتغييرات المتسارعة.