يعد الوقف التعليمي مورداً مستدامًا يساعد المؤسسات التعليمية على تحقيق رؤيتها ورسالتها التي وجدت من أجلها، ومن الأهمية بمكان إيجاد شراكة في دعم وتمويل التعليم بين الحكومة والجهات المستفيدة من النظام التعليمي، ومن هذا المنطلق يسعى مجلس التعليم إلى إقامة منتدى "دور الوقف في دعم التعليم وتمويله" بتاريخ 23 أكتوبر 2019م بفندق كمبينسكي مسقط، وذلك بحضور عدد من المختصين من الجهات الحكومية والخاصة والأهلية، وبمشاركة محلية وإقليمية ودولية.
نفذ مجلس التعليم على مدار يومين حلقات عمل تحضيرية تسبق المنتدى بتاريخ 19-20 فبراير من العام الجاري، وذلك بمشاركة عدد من الجهات المختصة من القطاعين الحكومي والخاص؛ وقد كان للعروض المقدمة - والتي بلغت عددها (8) أوراق عمل خلال الحلقات النقاشية - والمداخلات، والمقترحات التي طرحها المشاركون الأثر الملموس والبارز لصياغة وبلورة التوصيات الأولية لمنتدى "دور الوقف في دعم التعليم وتمويله"، ليشكل رافداً داعماً للجهود المبذولة في هذا الجانب، وتفعيلاً لدور الوقف والإمكانات والفرص المتاحة من خلاله لتمويل التعليم ومؤسساته في السلطنة، وذلك بالاستفادة من التجارب والممارسات الإقليمية والدولية الناجحة في هذا المجال.
وتنوعت مواضيع أوراق العمل المقدمة أثناء الحلقات التحضيرية، حيث استعرضت تاريخ الوقف في الحضارة الإسلامية عامة وفي عُمان خاصة، وأهمية تنويع مصادر تمويل التعليم، وضرورة إيجاد آليات جديدة لتمويله، وكذلك التجارب الوقفية العالمية الناجحة في دعم مسيرة مؤسسات التعليم العالي، والتوعية الإعلامية للوقف التعليمي، بالإضافة إلى البناء المؤسسي للأوقاف التعليمية في السلطنة بشقيه الإطار التشريعي، والتنظيمي، واستعراض التجارب المحلية لبعض المؤسسات الوقفية، فضلاً عن مبادرات شركات القطاع الخاص في مجال دعم التعليم.
وحول المنتدى أوضح سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي أمين عام مجلس التعليم: "إن الأوقاف تعدُّ من أهم موارد التعليم في عُمان قديماً، وقد تنوعت هذه الأوقاف بين أوقاف للمدارس العامة، وأوقاف مدارس القرآن الكريم، إضافةً إلى أوقاف المعلمين، وأوقاف المتعلمين، ومن أجل إعادة إحياء هذا النهج الرشيد للوقف التعليمي وتفعيله؛ فقد بارك مجلس التعليم إقامة هذا المنتدى ليُعنى بالوقف التعليمي، ودوره في إثراء الحركة العلمية والثقافية في البلاد، وكذلك لإيجاد شراكة لدعم وتمويل التعليم، وصولاً إلى تأمين الدعم المالي له، وهو ما نصت عليه إحدى التوصيات الواردة في الاستراتيجية الوطنية للتعليم 2040 بــــ (إيجاد مصادر تمويلية مستدامة وبعيدة المدى وتوفير مصادر تمويلية بديلة أخرى لقطاع التعليم؛ لتأمين الدعم المالي له)، وخلال المنتدى سيتم استعراض التجارب الإقليمية والدولية الناجحة في هذا المجال، حيث سيتم استضافة متحدثين من داخل السلطنة وخارجها لعرض تجارب مؤسساتهم التعليمية من ناحية، ودور الوقف في دعم التعليم بمراحله المختلفة بشكل عام من ناحية أخرى".
الجدير بالذكر، أنَّ منتدى "دور الوقف في دعم التعليم وتمويله" يسعى إلى تسليط الضوء على دور الأوقاف التعليمية في دعم التعليم في مراحله المختلفة، والوقوف على أبرز التحديات العملية لمشاريع أوقاف التعليم، واقتراح الحلول المناسبة لها، وذلك من خلال استعراض عدد من التجارب الإقليمية والدولية الرائدة في هذا المجال، فضلاً عن تفعيل الشراكة المجتمعية بين القطاعات والجهات ذات العلاقة بالأوقاف التعليمية، وصولاً إلى الخروج بمرئيات محددة، وآليات عملية تساعد مؤسسات التعليم في تنظيم أوقافها واستثماراتها الوقفية.
ومن المؤمل أن يسهم المنتدى في رفع الوعي العام حول أهمية الوقف التعليمي ودوره، فضلاً عن نشر ثقافة المشاركة المجتمعية في دعم قطاع التعليم وتمويله، إضافة إلى الإسهام في وضع التشريعات اللازمة لتفعيل الوقف التعليمي على مستوى الدولة، وكذلك على مستوى المؤسسات التعليمية في السلطنة.