جريدة الرؤية
افتتح أمس المؤتمر الدولي السادس لكلية التربية بجامعة السلطان قابوس تحت شعار "التربية الفنية والتحديات المعاصرة" وذلك بقاعة المؤتمرات في الجامعة، تحت رعاية معالي الدكتور رشيد بن الصافي الحريبي رئيس مجلس المناقصات، وبحضور سعادة الدكتور علي بن سعود البيماني رئيس الجامعة وعمداء كليات التربية في الوطن العربي وأمين عام الجمعية العلمية لاتحاد كليات التربية ومعاهدها، بجانب أعضاء اللجنة التنفيذية للجمعية، وعدد من المختصين والمهتمين من داخل الجامعة وخارجها.
ويبلغ عدد المشاركين في المؤتمر 171 مشاركا من 16 دولة عربية وأجنبية من بينها: السلطنة، ومصر، والسعودية، وتونس، ولبنان، وقطر، والعراق، والأردن، وليبيا، وبريطانيا، وتايلند، وإيران، وماليزيا.
ويتناول المؤتمر خلال أيامه الثلاثة سبعة محاور هي: التربية الفنية والقضايا المعاصرة، ومناهج التربية الفنية وطرق تدريسها، والتربية الفنية والتكنولوجيا المعاصرة، والبحث العلمي والتربية الفنية، والتنمية المستدامة وخدمة المجتمع، الفنون والعلوم البينية، وأخيرا محور التعليم والتعلم في التربية الفنية
وفي بداية الحفل ألقت الدكتورة فخرية بنت خلفان اليحيائية أستاذ مشارك بقسم التربية الفنية بكلية التربية ومقرر عام المؤتمر ورئيسة اللجنة العلمية كلمة أشارت فيها إلى أن العاملين في مجال التربية الفنية يدركون التحديات التي تعاني منها هذه المادة وهي ليست وليدة اللحظة، بل إنّها وعلى مدار عقود مضت تعاني من التهميش في منظومة التعليم، وهذا الأمر ليس في الدول العربية فحسب بل معظم دول العالم، إذ اعتبرت ترفا غير ضروري لا يحمل أية قيمة معرفية بل يأخذ من وقت الطالب وجدوله الدراسي.
مضيفة أنّ هذه النظرة تطورت لتشمل كافة أطراف العملية التربوية؛ بدءا من بالأسرة التي دائما ما تبحث عن مدرسة توفر لأبنائها منهجا جيدا في مواد مثل: الرياضيات، والعلوم، واللغات، ولكن نادرا ما تبحث عن مدرسة توفر لهم منهجا جيدا في تدريس الفنون. مُردفة أنّ هذا الأمر ينطبق أيضا على المؤسسات المعنية بتدريس الفنون التي قلّما تهتم بحسن اختيار المدرسين الأكفاء لهذه المادة كما يحدث عند اختيار مدرسي باقي المواد، يضاف إلى ذلك قلة الدعم المالي والمعنوي، وقلة التجهيزات من الغرف المخصصة لممارسة الحصة.
وشددت اليحيائية على أهميّة تغيير الوضع الراهن لتدريس هذه المادة لأننا نعيش الفن ونتحرك في الفن، وأننا نمارس الفن في أبسط أمورنا الحياتية، نمارسه ونحن نختار ما نلبس، وما نسكن وحتى نوع القلم الذي نمسك ونوع وتصميم السيارة التي نختار.
وقالت اليحيائية: "سنتطور عندما ندرك أنّه لا يمكن تصور العالم بدون الفن، لأنه يعطي الحياة صورتها المتجددة، ويمنح التعليم بريقا مختلفا ليصبح تعليما من أجل الحياة وللحياة".
وقدم الدكتور بشير مخول رئيس جامعة الفنون الإبداعية بالمملكة المتحدة والمتحدث الرئيس في المؤتمر ورقة بعنوان "أن تكون مبدعا يعني أن تكون إنسانا" ذكر من خلالها أنّ أي محاولة لتحديد الطريقة التي يتم بها تحقيق التعليم الإبداعي الكافي، لا بد أن تأخذ بعين الاعتبار عملية التفكير والعملية الإبداعية وتوليد الأفكار وإنتاجها، وإننا بحاجة إلى إيجاد طرق من خلال العمل مع تلك العوامل الخارجية عن طريق البحث والتجريب للتدابير والإجراءات والعمليات التي تدعم تحقيق هذه الأهداف الرئيسية لتعلم الإبداع؛ مما يخدم احتياجات حياتنا المتغيرة بسرعة. مشيرا إلى أنّ الثورة الرقمية والعولمة والتطور التكنولوجي المتسارع كلها تعمل على تحويل العالم من حولنا والإبداع يقع في قلب هذا التغيير الهائل ويقود إلى الابتكار، ويفتح فرصا لا نهاية لها ويقدم آفاقا جديدة في التعليم والبحث.
وأُقيم على هامش المؤتمر حفل تكريم للمتحدثين الرئيسيين وعمداء كليات التربية ومعاهدها في الوطن العربي.
وقام معالي الدكتور الحريبي بافتتاح المعارض المصاحبة للمؤتمر وهي معرض "تطلعات" لطلبة قسم التربية الفنية، ومعرض "تحديات" لفنانين أدركوا أنّ الفن التشكيلي يمكنه أن يكون رفيقهم في حياتهم اليومية، وهم من الأشخاص ذوي الإعاقة، ومعرض ثالث تضمن مجموعة من الملصقات البحثية.
وتصاحب المؤتمر عدد من حلقات العمل الفنية التخصصية والتي يقدمها فنانون متخصصون، حيث سيتم مساء اليوم افتتاح معرض "تجليات" للأساتذة المشاركين في المؤتمر، وذلك ببيت الزبير، بالإضافة إلى الجلسات الرئيسية التي تتضمن حلقات نقاش للفنانين المحترفين.
يذكر أنّ المؤتمر في نسخته السادسة يركز على التربية الفنية وتحدياتها ويستعرض الكثير من القضايا ويناقش مجالات التطوير في مناهجها وطرائق تدريسها وعلاقتها بمتطلبات العصر بغية وضع رؤى إبداعية جديدة نحو تطوير المادة، والمساهمة في إيجاد حلول فاعلة للتحديات والمخاطر التي تواجه قضايا التربية الفنية المختلفة.