جريدة عمان
استطلاع – مُزنة بنت خميس الفهدية
تميزت المشاريع الفائزة في برنامج تحويل مشاريع التخرج في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة إلى شركات ناشئة (UPGRADE) بالابتكار في التنفيذ، واستنباط الأفكار من الصعوبات والتحديات في المجتمع المحلي، وإيجاد حلول مبتكرة لها عبر الاستفادة من التقنيات الحديثة، بالإضافة إلى سهولة تطبيقها، مع الكشف عن إمكانيات شبابية واعدة في مجالات التقنية والمعرفة العلمية بين الطلبة المتقدمين للمشاركة.
واستطلعت «عُمان» إنجازات مشاريع فازت في برنامج تحويل مشاريع التخرج في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة إلى شركات ناشئة عن قرب إلى أين وصلت؟؟ الذي يقوم على شراكة تعاونية متميزة بين مجلس البحث العلمي والشركة العمانية للاتصالات –عمانتل- التي تلعب دورا محوريا في نجاح البرنامج، حيث يحتضن البرنامج في نسختيه الأولى والثانية 6 مشاريع بالإضافة إلى النسخة الثالثة للعام الحالي التي تم مؤخرا الإعلان عن 3 مشاريع فائزة فيها.
وقال وليد بن محمد بن طالب المعولي المدير التنفيذي لشركة مختبر الذكاء البحري (iLab Marine) عن مشروعهم «روبوت بحري للكشف عن التلوث النفطي»: «إن مشروعنا الذي فزنا به في «أبجريد» هو روبوت بحري على شكل قارب، يقوم بالكشف عن التلوث النفطي في البحر، صمم الروبوت بحيث يعمل ذاتيا دون وجود ملاحين على متنه».
وأضاف: «يبدأ الروبوت عمله بتلقي بلاغ التلوث من الجهات المعنية، التي تكون في العادة مشكوك في صحتها إذا ما كانت تلوث نفطي أم مد أحمر، بإدخال موقع البلاغ (على شكل إحداثيات GPS)، ويشرع الروبوت في الإبحار نحو الموقع، وفور وصوله يقوم بأخذ عينة ويفحصها مبدئيا للتأكد من وجود النفط من عدمه، ثم يرسل نتائج التحليل آنيا للجهات المعنية. ثم يرجع للميناء محملا بالعينة التي تحتاجها وزارة البيئة والشؤون المناخية في تحديد السفينة المسؤولة عن التلوث ومحاكمتها قضائيا إن ثبت احتوائها على التلوث».
وأوضح المعولي أنه تم تطوير جهاز تجميع العينات وفق المعايير العالمية التي تعتمدها وزارة البيئة والشؤون المناخية في تجميع العينات وحفظها، كما تم تطوير جهاز تحليل العينات بطريقة مبتكرة باستخدام تقنيات تحليل الطيف مدعمة بخوارزميات الذكاء الاصطناعي، وأبرز إنجازاتنا هو تحويل المشروع إلى شركة- شركة مختبر الذكاء البحري (iLab Marine)، تعنى شركتنا بتطوير تكنولوجيا بحرية لخدمة المؤسسات المختصة بالمجال البحري والمائي، في القطاعات اللوجستية والبيئية والسمكية.
وتعد الأولى من نوعها في سلطنة عمان، حيث إن طول سواحل السلطنة، وانفتاحها على المحيط، وتوجه العالم للثورة الصناعية الرابعة يستدعي انبثاق مؤسسة مختصة بتطبيق التقنيات الحديثة في تنمية القطاعات البحرية، ونسعى إلى تسهيل استغلال مواردنا البحرية في بناء مستقبل مستدام مبني على تقنيات الثورة الصناعية الرابعة.
وأوضح أنه بعد استخراج السجل التجاري والحصول على منحة تدريب لمدة أسبوعين مع الصندوق العماني للتكنولوجيا، واحتضان مركز ساس لريادة الأعمال، وخبرة تجارية في برنامج «ابدأ» مع حاضنة الردهة، بدأنا عملنا في دراسة احتياجات السوق، وبعد 6 أشهر حصلنا على أول استثمار من الصندوق العماني للتكنولوجيا ممثلا في (مسرّعة تكوين) يتضمن الحصول على تدريب مكثف لمدة 3 أشهر على أيدي خبراء إيرلنديين في دراسة السوق وكيفية صياغة خطاب استثماري لمخاطبة المستثمرين وأصحاب الأعمال.
وأشار المعولي إلى بعض التحديات التي واجهتهم منها قلة الخبرة في المجال التجاري، وتطلب الأمر منا بناء هذه الخبرة بالطريقة الصعبة (وهي التجربة والخطأ)، بالإضافة إلى تحفظ بعض المؤسسات من استخدام التقنيات الحديثة في العمليات البحرية، وبطئ إتمام العمليات معها، كما أن (الاستمرار) هو أكبر تحد، حيث ظروف العمل في شركة ناشئة أشبه بالعيش في صحراء قاحلة، بسبب قلة الموارد وتأخر إتمام المعاملات مع المؤسسات المختلفة، وخروج بعض أعضاء الفريق، ففي البداية قد يتوجه البعض نحو ريادة الأعمال بسبب (شح الوظائف)، لكن فور حصولهم على بواعث أمل قد ينحسر توجههم لتأمين وظيفة مستقرة، وأخيرا قلة الموارد حيث أن منتجاتنا ليست مجرد تطبيقات هواتف كحال معظم المشاريع التقنية، إنما هي تكامل لأنظمة ميكاترونية تحتاج لأجهزة تصنيع متخصصة، وإلكترونيات دقيقة، وبرمجيات متقدمة، والتي تستدعي ضخ مبالغ طائلة، والحمد لله استطعنا التغلب جزئيا على هذا التحدي بتكوين شراكة مع مصنع الابتكار، ونأمل في تحقيق شراكات مشابهة مع شركات التصنيع الأخرى.
ونحاول العمل مع عدة مؤسسات لتقديم خدمات تحسن من عمليات فحص الموانئ وتقليل تكلفتها باستخدام مركبات غير مأهولة وتقنيات الذكاء الاصطناعي، كما نقوم بتطوير جهاز قياس ذاتي التعلم لمراقبة جودة المياه بشكل مستمر طبقا لمعايير الجهات المعنية، مما يساعد على الكشف عن التغيرات البيئية بشكل أسرع. أما منتجنا الأكثر تعقيدا هو نظام تكنولوجي متكامل فائق الذكاء للمساعدة على إدارة مشاريع الاستزراع السمكي وتقليل تكاليفها التشغيلية.
وأشار المعولي إلى جهود مجلس البحث العلمي والشركة العمانية للاتصالات عمانتل من خلال استفادتهم من حلقات القيادة والتخطيط المقدمة من المدرب سعيد البلوشي بالتعاون مع مجلس البحث العلمي في بناء القدرات الذاتية والمعرفة التجارية، كما يقوم مركز ساس لريادة الأعمال بمنح الفائزين -في أبجريد- احتضان لمدة 3 سنوات، علاوة على الحلقات والاستشارات والخدمات التي يقدمها المركز دون مقابل، ويحصل الفائزون أيضا على منحة مالية مقدمة من عمانتل، ونأمل من المؤسسات والشركات الخاصة منحنا الفرصة في صنع مستقبل عمان البحري، ورغم عدم اختيارنا للمشروع الذي فزنا به في أبجريد ليكون أحد منتجات الشركة حاليا، إلا أن دراسة السوق بطريقة موضوعية ساعدتنا في الكشف عن احتياجات أخرى في السوق والتي نعالجها الآن بالخبرة التقنية التي بنيناها أثناء عملنا في مشروع الروبوت البحري.
قالت زينب بنت سالم البلوشية عن مشروع فريقها «تطبيق ويرفيو للواقع الافتراضي للباحثين عن عمل: «إن المشروع يُعني بتقنية الواقع الافتراضي وكيفية الاستفادة منها لخدمة قطاع الموارد البشرية، فمن خلال مشروعنا نقوم بتحويل عملية الاستعداد الوظيفي (وهي الأيام أو الأسابيع الأولى للموظف الجديد في المؤسسات والشركات) بتقنية الواقع الافتراضي، حيث نقوم بمحاكاة هذه العمل والهدف منه هو تحسين من العملية لمواكبة التطور، وزيادة من إنتاجية الموظف الجديد بأسرع طريقة، وتحويل العملية من طريقة ذات طابع ممل إلى عملية ممتعة وتفاعلية، كما نقوم بمساعدة الشركات بالقيام بتدريب الموظفين الجدد وتعريفيهم على بيئة العمل.» وأضافت: «قمنا بالبحث عن مدى فعالية هذه الفكرة وقابليتها للتطبيق، وتمّ عرضها على عدد من المختصين ثم بدأنا العمل على نموذج مبدئي لاختباره، وشاركنا في برامج وفرص تدريبية للتطوير من الفكرة وتحسينها».
وأوضحت أن المشروع حاليا في مرحلة تطوير وتطبيق أول مشاريعنا لأول زبون لنا آملين أن نوفق بذلك، ونسعى إلى تطوير المشروع وذلك بإضافة تقنية الذكاء الاصطناعي له ليزيد من فعاليته.
وعرجت بالحديث عن مشاركتهم في برنامج تحويل مشاريع التخرج في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة إلى شركات ناشئة (UPGRADE) الذي يعد نقطة فارقة بالنسبة لها، وقالت: «كان نقطة البداية لتحويل المشروع من مجرد كونه مشروع تخرج إلى شركة ناشئة فمن خلاله حصلنا على التدريب والتوجيه اللازم لتطوير الشركة وأعضائها، مثمنة جهود مجلس البحث العلمي والشركة العمانية للاتصالات «عمانتل» حيث يولي مجلس البحث العلمي اهتمامه منذ فوزنا في البرنامج وحتى اليوم وذلك بالحلقات التدريبية ومساعدتنا في المشاركة في الفعاليات والمؤتمرات المختلفة، أما من جانب عمانتل فقد حصلنا على الدعم المالي وذلك للبدء في تطبيق المشروع على ارض الواقع.
ونأمل في المستقبل ان نوسع نطاق القطاعات الذي يدعمها المشروع ليشمل قطاعات أخرى مثل قطاع السلامة والتدريب في الشركات والمؤسسات.
قال فارس بن جمعة آل جمعة إن تطبيق /عناوين/ عبارة عن «منصة لإدارة العمليات اللوجستية، تستهدف الشركات والمؤسسات التي ضمن خدماتها «التوصيل» وتمتلك أسطولها الخاص من السيارات، وبدأت من المعاناة التي يواجهها المستهلك عند رغبته باستلام أي غرض من منزله حيث يواجه العديد من المشاكل منها وصف للعنوان، والتأخر في التوصيل، وعدم الالتزام من ضمن السائق، مؤكدا أن عناوين في مرحلة التشغيل، وتم إصدار الإصدار الثاني منه قبل بضعة أشهر، وحاليا نعمل على توسعة فريق المبيعات واستهداف الدول الخليجية في الوقت نفسه من خلال الدعاية والإعلان.
وأضاف فارس: «لحسن حظنا أحد أكبر شركات مزودي الأثاث في السلطنة رحبت بفكرة العمل عن كثب لديهم، حيث ركزنا على ٣ أجزاء أساسية لديهم واستمر العمل معهم أكثر من ٣ أشهر».
وتطرق في حديثه إلى أبرز إنجازاتهم المتمثلة في توصيل أكثر من ١٨٠٠ طلبية بنجاح من خلال المنظومة وتسجيل أكثر من ١٥٠٠ عنوان للزبائن، وتسجيل أكثر من ١٥ شركة لدينا ونعمل مع شركات لوجستية لإدخالهم في منظومتنا لتوصيلاتهم التي تفوق الـ٧٠٠ في اليوم الواحد، وفوزنا في مسابقة Upgrade، ودخولنا في Google Accelerator بالتعاون مع SAS، وتأهلنا في نهائيات عدة مسابقات.
وأوضح أكبر تحدي للفريق هو أن القطاع اللوجستي في الشركات قطاع مستحوذ من قبل الوافدين، لذلك نواجه الكثير من التحديات كعمانيين للدخول في هذا القطاع وكسب ثقة المديرين حتى نستطيع عرض قدراتنا فيه، ولكننا متأكدون مع الوقت بأنها لن تكون مشكلة.
وتوجه بالشكر والتقدير لبرنامج تحويل مشاريع التخرج في تقنيات الثورة الصناعية الرابعة إلى شركات ناشئة (UPGRADE) الذي له الفضل الكبير في صقل مهاراتنا وإعادة تعريفنا بالأساليب العلمية والصحيحة لإنشاء شركة ناشئة في التكنولوجيا، والدعم تلخص في دعم مادي مقداره ١٠.٠٠٠ ريال عماني من عمانتل ولاحقا تم اضافة ١.٥٠٠ ريال للمبلغ، وسفرة إلى أمريكا في إحدى الشركات العالمية للاستثمار في التكنولوجيا وأيضا مكاتب للشركة واستشارات في الجانب المالي والتكنولوجي والإداري، ونسعى إلى التوسع خارج عمان من خلال تحويل مشروعنا إلى ما يعرف بـ SaaS – برنامج كـ خدمة الذي يسهل لزبائننا التسجيل في خدماتنا بسهولة من خلال الإنترنت بدون الحاجة إلى فريق مبيعات لكل دولة، وعمل شراكات استراتيجية مع مزودي خدمات سحابية في السلطنة لنكون جزءا من خدماتهم المقدمة لعملائهم، وتطوير عناوين لاستخدامه في الشركات اللوجستية متعددة الزبائن والتي توصل منتجاتهم بالنيابة عنهم، واختتم حديثه قائلا: «تطبيق عناوين وسع مداركنا وفهمنا للتجارة في قطاع التكنولوجيا، وتغير منظورنا من بناء تكنولوجيا تستهلك داخل عمان فقط، إلى الرغبة في تصدير تكنولوجيا عمانية إلى العالم العربي!»
وتحدث أحمد بن سالم البلوشي عن مشروعهم قائلا: «جاءت فكرة المشروع كإعادة صياغة وتطوير لنسخة من مشروع تخرج سابق مع إضافة العديد من الميزات والإمكانيات والتحسينات، وهو عبارة عن نظام يستخدم تقنية الواقع المعزز لإثراء وتعزيز تجربة السائح أثناء تواجده في الأماكن السياحية بالسلطنة باستخدام تطبيق في هاتفه الذكي، بالإضافة إلى توفير مقترحات لأماكن سياحية قريبة لزيارتها وتوفير بعض الخدمات الأخرى التي يحتاجها السائح كالفنادق والمطاعم القريبة».
وأضاف البلوشي» يقوم النظام بالتعرف على المعلم الذي يوجه السائح هاتفه نحوه وبناء على ذلك يوفر له معلومات بأشكال مختلفة كالنصوص والصور والنماذج ثلاثية الأبعاد ومقاطع الفيديو المتعلقة بذلك المعلم السياحي».
وأوضح أحمد في حديثه أن أكبر إنجاز لهم هو الفوز في برنامج Upgrade الذي يعد فرصة للانطلاق نحو عالم ريادة الأعمال وتحويل المشروع من مجرد «مشروع تخرج» إلى شركة «تعزيز» تدعم وتعزز السياحة في السلطنة.
وأشار إلى عملية التحول من مجرد مشروع إلى شركة فقد عملوا على وضع خطة مقسمة على مراحل يتم من خلالها التحول من مجرد نموذج أولي إلى تطبيق يمكن لجميع السياح استخدامه في مختلف محافظات السلطنة، وسيكون ذلك بالتعاون والاستعانة بخبرات شركاء برنامج Upgrade.
وعدد أعضاء الفريق الذي عمل على المشروع هو 3 وجميعهم طلاب هندسة حاسب آلي وشبكات بكلية الهندسة بجامعة السلطان قابوس بإشراف 2 من الدكاترة من نفس التخصص.
واختتم حديثه بتوجيه كلمة للشباب قائلا: «استغلوا الفرص واعلموا ان لكل مجتهد نصيبا وأن الإنجاز لا يأتي إلا بعد العمل الجاد والصبر، اما الشباب المقبلون على اختيار مشاريع تخرجهم فنقول لهم، انتقوا أفكار مشاريعكم بعناية واعلموا أن العالم في تطور وتقدم مستمرين واعملوا على أن يكون لناتج جهدكم وعملكم على المشروع مكانا في السوق، لا أن يبقى بداخل الأدراج ويُنسى بعد التخرج.»