جريدة الرؤية
اختتمَ المركزُ الوطنيُّ للتوجيه المهني ومجموعة نماء، البرنامجَ التدريبيَّ "خبرات العمل"، في إطار تعاون مشترك للعام الثاني على التوالي؛ بهدف إيجاد فرص حقيقية للطلاب للتعرف عن قرب على مختلف الوظائف والخدمات التي تُقدمها الشركة، وممارسة العمل الميداني من خلال مختلف البرامج والزيارات الميدانية التي تقدمها الشركة للطلاب المتدربين.
وأوضح سيف بن حارب الغافري مدير دائرة الدراسات والدعم الفني بالمركز الوطني للتوجيه المهني، أنَّ برنامج خبرات العمل أحد البرامج التي يُنفذها المركز الوطني للتوجيه المهني بالشراكة مع القطاعين العام والخاص؛ حيث تمَّ تنفيذ البرنامج في نسخته الأولى بالتعاون مع بنك ظفار، والشركة العمانية لنقل الكهرباء.
أمَّا النسخة الثانية، فقد تمَّ تنفيذها بالشراكة مع شركة الكهرباء القابضة مجموعة نماء، والهيئة العامة لحماية المستهلك، والمؤسسة العامة للمناطق الصناعية "مدائن"، وهدف البرنامج إلى تدريب مجموعة من الطلاب على المهارات العلمية والعملية في هذه القطاعات؛ من خلال مساعدة الطلاب على اكتشاف قدراتهم المهنية، والممارسة الفعلية للوظائف التي تتناسب مع ميولهم المستقبلية، إضافة للتعرف عن قرب على طبيعة هذه الوظائف تحت إشراف مختصين.
وأكَّد سعيد بن عبدالله البطاشي أحد المدربين في شركة مسقط لتوزيع الكهرباء، أهمية البرنامج ومدى انضباط الطلاب فيه، وأضاف أنَّ جدول البرنامج كان منسقا ويحتوي على حصص نظرية وعملية وزيارات لمواقع محطات، والحصص العملية كانت أكثر عن النظرية حتى لا يكون مملا. وبخصوص الجانب العملي من البرنامج، فقد تلقى الطلاب شرحًا عن إنتاج الطاقة وكيفية نقلها وتوزيعها حتى تصل المنزل مع بعض الرسومات التي توضح هذه العملية، وكان أحد المهندسين يقوم بعملية تشغيل وغلق للمحطة بشكل افتراضي.
وأشار محمود بن خلفان اليعربي من شركة مزون لتوزيع الكهرباء وأحد المشرفين على البرنامج، إلى أنَّ البرنامج يعد نقلة نوعية ضمن البرامج المهمة لدى الطالب؛ إذ يمر الطالب بتجربة متميزة؛ حيث تمَّ عمل تدريب للطلاب في ثلاث محافظات؛ هي: الداخلية متمثلة بالمكتب الرئيسي، وشمال الشرقية ممثلة في إبراء، وجنوب الباطنة ممثلة في مكتب ولاية الرستاق، وتنوعت الحلقات التدريبية بالنسبة للطلاب من مكتب إلى آخر، فبين تدريب على مبادئ الصحة والسلامة في بيئة العمل والسلامة عند التعامل مع المعدات الكهربائية ومعرفة آلية عمل التيار الكهربائي والوقوف على جميع الخطوات عبر الزيارات الميدانية والتجارب العملية.
وأضاف اليعربي أنَّ تدريب الطلاب تميز بتجارب فريدة من نوعها في شركة كهرباء مزون؛ أولها: التعامل مع المشتركين عبر مركز التواصل بعد تدريبهم لخدمة المشتركين. وسيجري تطوير البرنامج في الأعوام المقبلة ليشمل عددا أكبر مع التخصصية في البرامج التدريبية التي ستُسهم في تكوين جيل أكثر وعيًّا بالمستقبل المهني.
وعن رأي الطلاب المشاركين بالبرنامج ومدى استفادتهم منه، قال سعيد الفرعي: أرى أن برنامج خبرات العمل من أفضل البرامج المقدمة لتدريب طلاب المدارس، وساعدنا في التعرف على بيئات العمل عن قرب. وتمكنت من خلال البرنامج أن أصقل شخصيتي في العمل الجماعي، واكتساب مهارة التعاون، والمبادرة والمسؤولية. كما أكسبني البرنامج خبرة في معرفة متطلبات سوق العمل، واستطعتُ التعرف على ما يناسبني من بيئات العمل المختلفة، وأصبحتْ لدي خلفية أكبر عن بعض التخصصات. وأضاف الفرعي: أرى أن مدة البرنامج أسبوعين قد تكون ضيقة إلى حد ما، ونطلب زيادة المدة وأقدم كل الشكر للعاملين في المركز الوطني للتوجيه المهني بوزارة التربية والتعليم والشركة العمانية لنقل الكهرباء على كافة الجهود المقدمة في البرنامج.
ورأى الطالب محمد الوائلي أنَّ البرنامج من أنجح البرامج التي انضم إليها في مسيرته العلمية، وقال: استمتعتُ بصحبة أصدقائي ومهندسي الشركة العمانية لنقل الكهرباء، واكتسبت العديد من الخبرات، وتمكنت من خلالها تحديد مساري المهني في المستقبل بإذن الله. وعبر الوائلي عن استفادته الكبيرة من خلال التعرف على كيفية نقل الكهرباء وتوصيلها للمنازل وصيانتها وتشغيلها، وكذلك التعرف على الطريقة الأفضل في حالة انقطاع التيار الكهربائي المفاجئ وقوانين الصحة والسلامة.
وقالت الطالبة سارة البوسعيدية: إنَّ برنامج "نقلة" أتاح لي فرصة تدريبية مثرية؛ فقد تعرفت من خلال التدريب على تخصص الكهرباء وطريقة نقل وتوزيع الكهرباء، وكيفية الحفاظ على موارد الطاقة، ونوع الأجهزة المستخدمة، واكتسبنا معلومات جديدة عن التخصص وأهميته كمصدر للطاقة. كما أنَّ الدمج بين الجانب النظري والعملي كان له تأثيرٌ كبيرٌ في صقل مواهبنا ومداركنا المعرفية والعملية. وقد أسهم التدريب في خلق بيئة تفاعليّة بينا كطلاب وبين موظفي الشركة من خلال العمل بروح الفريق الواحد والتعاون في إنجاز المهام.
من جانبها، قالت الطالبة ريمان الحجرية: قبل دخولي التدريب في برنامج خبرات العمل (نقلة) كنت غير مدركة لمستقبلي من التخصص الجامعي والتخصص المستقبلي المهني، كما أن دخولي في البرنامج أتاح لي الفرصة للتعرف على بيئة العمل ونظام العمل فقد استمتعنا كثيرا أثناء التدريب وعرفنا على عدد من أماكن العمل المختلفة، وأنصح جميع زملائي الطلاب بالاستفادة من برنامج خبرات العمل من خلال التدريب؛ مما سيساعدهم في التعرف على المهن والتخصصات عن قرب ليستطيعوا اختيار تخصصهم ومهنتهم المستقبلية.
أما الطالبة عائشة الخروصية، فقالت إنَّ استفادتها من البرنامج تمثلت في الورشة التعريفية والمحاضرات التوضيحية التي قدمها المختصون في الشركة العمانية لنقل الكهرباء لمعرفة آلية وأنظمة العمل والتعرف على مهارات بيئة العمل كالالتزام بالوقت والانضباط والتعاون ومواجهة التحديات بروح الفريق الواحد.