جريدة عمان
استقبلت معالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي صباح أمس بمكتبها البروفيسور محمد مهدي علويان مهر رئيس جامعة شيراز الصناعية والوفد المرافق له والذي ضم عددًا من المسؤولين والأكاديميين في قطاع التعليم العالي الإيراني، وقد حضر اللقاء من الجانب العماني البروفيسور عامر بن علي الرواس نائب رئيس جامعة السلطان قابوس للشؤون الأكاديمية وخدمة المجتمع، وفاتن هاني مديرة مشروع جامعة عمان.
في بداية اللقاء رحبت معالي الدكتورة راوية البوسعيدية بالوفد الزائر وأكدت على عراقة ومتانة العلاقات الطيبة التي تربط السلطنة وإيران، وناقشت معاليها أوجه التعاون الممكنة بين الجانبين في قطاع التعليم العالي، والتي ستعزز ما هو قائم من تعاون مشترك بينهما في هذا القطاع. واستعرضت معاليها جهود حكومة السلطنة في تنويع التخصصات بما يواكب المشاريع التنموية المستقبلية وسياسات التعمين فيها، وأشارت إلى المجالات الاستثمارية الواعدة في السلطنة التي تحرص الحكومة على تنميتها وإعداد الكوادر العمانية المؤهلة فيها والمتمثلة في قطاعات التعدين والصناعات التحويلية واللوجستيات والسياحة والاستزراع السمكي، بالإضافة إلى استعراض تجربة السلطنة في تعزيز ثقافة ريادة الأعمال وارتباطه بالتعليم الجامعي، ودعم مشاريع الشباب وتنمية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.
وأكدت معالي وزيرة التعليم العالي على توجه حكومة السلطنة في السنوات الأخيرة نحو التركيز على برامج التعليم المقرون بالتدريب والتطبيق العملي، مشيرة إلى أن مشروع جامعة عمان جاء تعزيزا لجهود الحكومة في هذا المضمار، حيث ستكون الجامعة متعددة التخصصات مرتكزة على ثلاثة مجالات رئيسية هي نظم التقنية والمعلومات، والطاقة والاستدامة، والعلوم الصحية والطبية، مع ربط تخصصات الطلبة ببرامج الإدارة وريادة الأعمال؛ ليكونوا قادرين بعد التخرج على تأسيس مشاريعهم الخاصة، حيث سيكون الخريج إلى جانب تخصصه، قد درس كيفية إنشاء وإدارة المشاريع الخاصة.
وفي معرض حديثها أشارت معالي الدكتورة رواية البوسعيدية إلى تنوع المجالات المتاحة التي يمكن التعاون فيها بين مشروع جامعة عمان وجامعة شيراز الصناعية وغيرها من الجامعات الإيرانية ومنها الاستشارات الفنية والأكاديمية والبحوث المشتركة وغيرها، إلى جانب الاستفادة من التجارب الناجحة والخبرات المتوفرة لدى الجانب الإيراني فيما يتعلق بريادة الأعمال والتعليم المقرون بالتدريب.
من جانبه اعرب الدكتور محمد مهدي علويان مهر رئيس جامعة شيراز الصناعية عن أهمية هذه الزيارة للتباحث في فتح مجالات تعاون متعددة بين الجامعة ووزارة التعليم العالي ومؤسسات التعليم العالي بالسلطنة، إلى جانب أن الزيارة جاءت لمتابعة طلب الجانب الإيراني إنشاء فرع لجامعة شيراز الصناعية بالسلطنة. وقدم الدكتور علويان مهر نبذة عن الجامعة وما تتمتع به من سمعة طيبة من خلال جودة ما يقدم فيها من برامج وتخصصات، حيث تحتل الجامعة المرتبة الرابعة كأفضل جامعة في إيران.
وبحسب نظام تصنيف جامعات تايمز للتعليم العالي العالمي، فقد تم تصنيف جامعة شيراز للتكنولوجيا بين أفضل الجامعات الناشئة على مستوى العالم. والذي وضع الجامعة على المرتبة 151-200 بين أفضل الجامعات العالمية للعام 2019م.
بعدها قدم البروفيسور عامر بن علي الرواس نائب رئيس جامعة السلطان قابوس للشؤون الأكاديمية وخدمة المجتمع نبذة عن جامعة السلطان قابوس وكلياتها وتخصصاتها، ومجالات التعاون البحثي القائم بين الجامعة وجامعات العالم المختلفة منها جامعة شيراز وجامعة طهران، مضيفا : إن هذا التعاون البحثي بين جامعة السلطان قابوس والجامعات الإيرانية جاء من خلال وجود عدد من المحاضرين الإيرانيين العاملين بالجامعة والذي نتج عنه أبحاث مشتركة مع الجانب العماني، في مجالات متنوعة. وأكد الرواس على ترحيب جامعة السلطان قابوس بتوسيع مجالات التعاون مع جامعة شيراز الصناعية وغيرها من جامعات إيران.
وجرى خلال اللقاء كذلك الحديث عن التعاون بين مركز الاستشهاد للجامعات في العالم الإسلامي ومقره مدينة شيراز ووزارة التعليم العالي في تنظيم حلقة عمل في مجال إعداد وكتابة وتوثيق الأوراق العلمية يقدمه المركز بمشاركة مؤسسات التعليم العالي العمانية، كما تم الترحيب بمقترح الوزارة في إدراج مجلة كلية العلوم التطبيقية في قائمة المجلات العلمية المدرجة في توثيق مجلات المركز.
وفي ختام اللقاء وجه رئيس جامعة شيراز الصناعية والوفد المرافق له دعوة لمعالي الدكتورة راوية البوسعيدية لزيارة الجامعة لتعرف عن قرب على ما تقدمه من تخصصات وبرامج مقرونة بالتدريب المهني، إلى جانب دعوة معاليها لزيارة مجمع الجامعات الإسلامية والذي يعنى بتعزيز شبكة التعاون بين دول العالم الإسلامي في مجالات التعليم العالي ورفع مستوى تصنيف جامعاته.