جريدة عمان
عقدت وزارة التعليم العالي ممثلةً في المديرية العامة للبعثات لقاءً مع مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة وذلك بهدف تعريف هذه المؤسسات بالبرنامج العماني للتعاون الثقافي والعلمي مع الدول الشقيقة والصديقة والمستجدات التي تم إدخالها عليه، حيث تمت زيادة عدد المنح الدراسية التي تقدمها السلطنة للدول الشقيقة والصديقة إلى 175 منحة مقدمة لـ69 دولة.
تضمن اللقاء عرضًا مرئيًا قدمه خليل بن إبراهيم الفارسي باحثشؤون مبعوثين بدائرة البعثات الداخلية بالمديرية العامة للبعثات وذلك لتسليط الضوء على البرنامج وأهدافه والفئة المستفيدة منه وأنواع الفرص الدراسية التي يوفرها، والبرنامج الزمني لاستقبال الترشيحات للعام الأكاديمي (2019-2020) وإجراءات العمل المطلوبة والمتعلقة بالمؤسسات التعليمية.
كما تمت الإشارة خلال العرض إلى أن البرنامج العماني للتعاون الثقافي والعلمي والمتمثل في المنح الدراسية التي تقدمها السلطنة للدول الشقيقة والصديقة يعد أحد جسور التواصل الإنساني والثقافي بين السلطنة ومختلف دول العالم، وفي الوقت ذاته يعتبر نافذة رئيسة يطل منها العالم على السلطنة ببعدها الحضاري وعمقها التاريخي، حيث إن هذا البرنامج يستهدف أبناء الدول الشقيقة والصديقة التي تربطها مع السلطنة علاقات دبلوماسية وثقافية.
وقد أوضح العرض أن البرنامج يضم نوعين من الفرص الدراسية وهي المنح والبعثات، وتم تقسيمها بناء على حالة الطالب: مقيم داخل السلطنة أو غير مقيم، واسترسل موضحًا أن منح البرنامج هي منح دراسية معفية الرسوم بكليات العلوم التطبيقية التابعة لوزارة التعليم العالي، وهي مخصصة للطلبة المقيمين بالسلطنة فقط.
في حين أن بعثات البرنامج هي بعثات دراسية معفية الرسوم مع صرف مخصص شهري، وصرف تذكرة سفر لمرة واحدة في السنة لكل طالب، وهذه البعثات مخصصة للطلبة غير المقيمين بالسلطنة، ويتم توزيعها على جامعة السلطان قابوس والكليات التقنية وكليات العلوم التطبيقية وكلية الدراسات المصرفية وكلية العلوم الشرعية ومؤسسات التعليم العالي الخاصة.
وفي معرض حديثه تطرق خليل الفارسي إلى أهداف البرنامج التي تتمثل في الحصول على منح دراسية للطلبة العمانيين لمختلف المراحل التعليمية للدراسة في مختلف دول العالم والتي أتاحت لهم الفرصة للاطلاع على تجارب علمية جديدة وثقافات متنوعة، وتعريف الطلبة الأجانب بحضارة السلطنة وشعبها وحكومتها ونهج قيادتها وما تتسم به من قيم التسامح والسلام، الأمر الذي سيخلق انطباعًا جيدًا لدى هؤلاء الطلبة وتعريفهم بالقيم التي يتحلى بها الإنسان العماني ومما سيشجع أقرانهم الطلاب للالتحاق بمؤسسات التعليم العالي العمانية. إضافة إلى أن البرنامج سيسهم في زيادة نسبة الطلبة الأجانب بمؤسسات التعليم العالي العمانية، حيث إن ذلك مؤشر من مؤشرات الجودة في التعليم، كما سيشجع البرنامج على إبرام الاتفاقيات الثنائية بين هذه الدول والسلطنة للتعاون في مجال التعليم العالي.
وحول آليات التقديم للبرنامج قال خليل الفارسي: إنَّ المديرية العامة للبعثات قامت بوضع آلية جديدة للتقدم للتنافس على مقاعد البرنامج، وذلك بالتنسيق مع دائرة التعاون الثقافي بوزارة الخارجية ومؤسسات التعليم العالي التي تستقبل طلبة البرنامج، حيث تضمن الآلية الجديدة سهولة في استقبال طلبات الترشح وسرعة البت في تلك الطلبات بالإضافة إلى تعديل الاشتراطات الأكاديمية لقبول الطلبة في ضوء شروط المؤسسات التعليمية التي ستستقبلهم، حيث تتضمن تلك الآلية أن يقدم الطالب أوراق الترشح عبر سفارة بلده، والتي تقوم بإرسال الطلبات المستوفية الشروط ووفق المقاعد المحددة لها مع الوثائق الضرورية إلى وزارة الخارجية، مع إضافة مرشحين اثنين فقط (احتياطا)، ثم تقوم وزارة التعليم العالي بفرز الطلبات، وإبلاغ السفارات عبر وزارة الخارجية بنتائج الفرز.
بعدها يأتي دور السفارة – الطالب المعني بالأمر بالتأكيد على قبول الطالب للمقعد الدراسي. وهنا تقوم الوزارة بمخاطبة المؤسسة التعليمية بنتائج الفرز بحيث يتجه الطالب المقيم والحاصل على مقعد بكليات العلوم التطبيقية إلى أقرب كلية من كليات العلوم التطبيقية لاستكمال تسجيله، أما الطالب غير المقيم فتتولى المؤسسة التعليمية التي تم قبوله بها عملية إصدار تأشيرة سفر له، وبناء عليها تقوم الوزارة بحجز تذكرة سفر للطالب للقدوم للسلطنة والالتحاق بالمؤسسة التي تم قبوله بها على أن تتولى المؤسسة التعليمية استقبال الطالب في المطار، ومساعدة الطالب في الحصول على بطاقة مقيم وفتح حساب بنكي واستكمال بياناته في نظام الوزارة الإلكتروني (أساس)، كما تم التأكيد على أهمية التزام الطلبة بالضوابط والتعليميات الصادرة من الوزارة بشأن البعثات والمنح الدراسية.
وتحدث خليل الفارسي عن الأصداء الإيجابية التي حققها البرنامج لدى الدول التي استفاد طلابها من المنح المقدمة من قبل السلطنة، وما ترتب على ذلك من زيادة فعالية التعاون القائم بين الوزارة وتلك الدول في مختلف قضايا التعليم العالي ومنها الجوانب المتعلقة بالتبادل الطلابي، وقد دفع ذلك الوزارة إلى الحرص على استمراريتها وتطويرها وتوسيع نطاقها بما يتلاءم مع المعطيات التي استحدثت منذ بدء التطبيق الفعلي للبرنامج في العام الأكاديمي 2009/2010م وذلك من حيث التشجيع على الاستمرار على تقديم المنح الدراسية للدول الشقيقة والصديقة، والترحيب باستقبال أعداد إضافية من الطلبة وفق برنامج تبادل المنح الدراسية، حيث تم التوسع في أعداد المقاعد المخصصة لهذا البرنامج من 50 مقعدًا في العام الأكاديمي 2009/2010م إلى 75 مقعدًا في العام الأكاديمي 2014/2015م وفي العام الأكاديمي 2018/2019م وصل العدد إلى 175 مقعدًا.
كما شمل التوسع كذلك في أعداد الدول المستفيدة من البرنامج، حيث وصلت في العام الأكاديمي 2019/2020 إلى 69 دولةً.
وفي نهاية اللقاء تم فتح المجال للمؤسسات التعليمية لطرح استفساراتهم ومقترحاتهم لتطوير آلية العمل في البرنامج بما يسهم في توفير خدمات أكاديمية ذات جودة عالية، علمًا أنه سبق عقد هذا اللقاء قيام المديرية العامة للبعثات باستطلاع آراء المؤسسات التعليمية لمعرفة التحديات التي تواجه تنفيذ البرنامج ومقترحاتهم للتغلب عليها.