أصدر مجلس التعليم مؤخراً كتاب "محطات مشرقة في مسيرة التعليم في سلطنة عُمان"، الذي يسعى إلى توثيق بعضٍ من منجزات مسيرة التعليم في السلطنة منذ بزوغ النهضة المباركة إلى الآن، وذلك من خلال الوقوف على أبرز الجوانب الحضارية في هذه المسيرة التي شملت مختلف أرجاء هذا الوطن المعطاء، بتنوع قطاعاته ومؤسساته التعليمية الرائدة. كما جاء هذا الإصدار ليحتفي بمنجزات نهضة عصريــَّة، ترتكز على رؤية حكيمة لعاهل البلاد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم - حفظه الله ورعاه- وتستشرف آفاق المستقبل.
وقد بني هذا الإصدار على فكرة استعراض هذه المحطات عن طريق رصد التطور الزمني لمسيرة الإنجازات في مجالات التعليم والتدريب والتأهيل في وحدات الدولة كافة.
الجدير بالذكر، بأنّ الكتاب قد تم إثرائه بعدد من الصورة الضوئية لصاحب الجلالة السلطان المعظم -أبقاه الله- التي تعبر عن مدى حرص جلالته -أعزه الله- على الارتقاء بمسيرة التعليم في السلطنة.
ولتحقيق هذا الغرض المنهجيّ جاء الكتاب في خمسة عشر فصلاً، أُفرِدَ الفصل الأول منه لمجلس التعليم؛ ليبرز دور المجلس في النهوض بقطاع التعليم بمختلف أنواعه ومراحله ومخرجاته، والعمل على ضمان جودته، بما يتفق والسياسة العامة للدولة، وخطط التنمية، وحاجات سوق العمل.
وجاء الفصل الثاني؛ ليكشف للقارئ لمحات عن التعليم في السلطنة قبل عام 1970م، أما الفصلين الثالث والرابع من الكتاب فقد تضمَّنا أبْرز المحطات المشرقة في مسيرة التعليم بشقَّيْه المدرسي والعالي، من حيث نمو أعداد المدارس، والجامعات، والكليات الخاصة، وكذلك الارتقاء بالمستوى العلمي والمعرفي للمنتسبين للقطاع، منذ بداية النهضة المباركة إلى الآن.
واستعرض الفصل الخامس أهم المحطات المشرقة في مسيرة التعليم بجامعة السلطان قابوس، بدءاً بمرحلة التأسيس ومروراً بمراحل التطوير والتحديث التي شملت كلياتها العلمية، ومراكزها البحثية، ومستشفاها الجامعيّ، وكذلك إعطاء لمحة عن عنايتها بالبحث العلمي والابتكار، من خلال الوقوف على منجزات مراكزها العلمية، والكراسي البحثية التي أنشئت بها.
كما تطرَّق الكتاب في الفصل السادس إلى تبيان المحطات المشرقة في مسيرة التعليم بمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم، الذي يسعى إلى إبراز دور السلطنة الحضاري والثقافي والعلمي على الصعيدين الإقليمي والدولي، كما يتبع المركز عدداً من معاهد العلوم الإسلامية، وكذلك كلية السلطان قابوس لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، إضافة إلى إشرافه على كراسي السلطان قابوس العلمية.
واشتمل الفصل السابع على توضيح أبرز المحطات المشرقة في مسيرة التعليم التقني والتعليم والتدريب المهني، الذي تَمثَّل في إنشاء الكليات التقنية، والمعاهد والمراكز التدريبية المهنية، التي حولت مؤخراً إلى كليات مهنية.
أما الفصل الثامن فقد خُصِّصَ لبيان أبرز المحطات المشرقة في مسيرة التعليم الصحي، الذي تجلَّى في إنشاء عددٍ من معاهد التمريض، والمعاهد التخصصية، إضافة إلى معاهد العلوم الصحية وصولاً إلى تحويل هذه المعاهد إلى كلية عُمان للعلوم الصحية، والمعهد العالي للتخصصات الصحية.
كما تضمن الفصل التاسع أبرز المحطات المشرقة في مسيرة المجلس العماني للاختصاصات الطبية؛ والذي يأتي إنشاؤه بهدف تطوير التعليم الطبي التخصصي، ورفع المستوى الصحي بالسلطنة، من خلال إلحاق الأطباء وغيرهم من الكوادر الصحية ببرامج تدريبية ذات مستوى عالٍ في شتى التخصصات الطبية والصحية.
أما الفصل العاشر من الكتاب فقد استعرض أهم المحطات المشرقة في مسيرة التعليم العسكري، الذي تَمثل في إنشاء المدارس والكليات العسكرية المتخصصة، والمراكز التدريبية لمختلف أسلحة قوات السلطان المسلحة، وكذلك كلية الحرس السلطاني العماني التقنية، وأكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة في مدينة نزوى، فضلاً عن كلية الدفاع الوطني، والكلية العسكرية التقنية.
وخُصِّصَ الفصل الحادي عشر للحديث عن مسيرة تعليم القرآن الكريم والعلوم الشرعية، الذي تجلَّى في إنشاء مدارس القرآن الكريم، وكلية العلوم الشرعية.
أما الفصل الثاني عشر من الكتاب فقد تحدَّث عن أبرز المحطات المشرقة في مسيرة الهيئة العمانية للاعتماد الأكاديمي، التي تسعى إلى نشر ثقافة الجودة، واعتماد مؤسسات التعليم العالي والبرامج التي تطرحها، من أجل تمكين الخريجين من المنافسة في سوق العمل، والإسهام في عملية النهضة الشاملة التي تشهدها السلطنة.
وأُفرِدَ الفصل الثالث عشر من الكتاب لعرض أبرز المحطات المشرقة في مسيرة مجلس البحث العلمي؛ إذ يأتي إنشاء مجلس البحث العلمي بهدف تنظيم شؤون البحث العلمي بالسلطنة، والنهوض به وتشجيعه ودعمه بمختلف الوسائل المادية والمعنوية، وضمان مواكبته ودعمه لمتطلبات خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
واستعرض الفصل الرابع عشر أبرز المحطات المشرقة في مسيرة اللجنة الوطنية العُمانية للتربية والثقافة والعلوم، التي أنشئت بهدف تحقيق الاستفادة من المنظمات الدولية المعنية بالتربية والثقافة والعلوم والاتصال والمعلومات؛ لتبادل الخبرات والاستشارات في مجالات اختصاصها.
وتناول الفصل الأخير من الكتاب - وهو الفصل الخامس عشر- أبرزَ المحطات الأخرى المشرقة في مسيرة التعليم، التي تمثلت في إنشاء المعاهد المتخصصة، كمعهد الإدارة العامة، ومعهد تطوير الكفاءات، والمعهد العالي للقضاء، والمعهد الدبلوماسي وغيرهما من المؤسسات التي تعنى بمجالي التعليم والتدريب في السلطنة.
ومن المؤمل أن يكون هذا الكتاب ثراء معرفياً ومرجعاً علمياً للباحثين والدارسين، وأن يستفيد منه جميع العاملين بقطاع التعليم والمهتمين بشؤونه، وكذلك شرائح المجتمع المختلفة التي تتطلع لمعرفة هذه الجهود المشرفة منذ بداية النهضة المباركة إلى الآن.
وتتوفر نسخة إلكترونية من هذا الإصدار على الموقع الإلكتروني لمجلس التعليم.