جريدة عمان
كتب ـ ماجد الهطالي
تتواصل المنافسة بين الفرق الخمس المشاركة في برنامج «شعلة جلاس بوينت للابتكار»، بعد انضمامهم إلى مرحلة «ما قبل الاحتضان» التي تستمر على مدار ثلاثة أشهر لتجهيزهم من أجل طرح مشاريعهم النهائية وتصميم خطة كاملة للمشاريع والانتقال إلى المرحلة التالية وهي «الاحتضان» والتي ستستمر على مدار عام كامل.
وستحظى أفضل ثلاث أفكار بتمويل مبدئي لتطوير واختبار المشاريع الثلاثة النهائية يصل إلى 45 ألف ريال عُماني. وستتاح أمامهم الفرصة للتواصل مع المستثمرين من أجل تطوير مشاريعهم على نطاق أكبر، بعد التخرج من مرحلة «الاحتضان».
وتم اختيار هذه الفرق من بين 140 مشاركا من مختلف أنحاء السلطنة بعد عملية تقييم دقيقة من قبل اللجنة التوجيهية التي تتألف من جميع الشركاء ومحكمين مستقلين، وتستمر هذه المبادرة لاحتضان الشركات الناشئة بالتعاون مع مجلس البحث العلمي، ومجمع الابتكار مسقط، والهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة «ريادة»، وصندوق تنمية مشروعات الشباب «شراكة».
وقال بدر السريري مدير عام تطوير المشاريع في جلاس بوينت إن البرنامج تم تصميمه من أجل تشجيع المواهب العُمانية على الابتكار والنجاح في عالم الأعمال، مشيرا إلى أن المبتكرين سيقومون بدور فاعل في تعزيز قطاعي الطاقة المتجددة وإدارة المياه بالسلطنة. حيث يتابع البرنامج تقدم وتطور أفكارهم عن كثب. وأوضح السريري أن البرنامج يتيح الفرصة أمام المبتكرين العُمانيين للاستفادة من بيئة عمل متكاملة توفر لهم الدعم العلمي والتقني والعملي اللازم، مشيرا إلى أنه على مدار عامين، يتم تزويد المشاركين بالمهارات الأساسية اللازمة من خلال التوجيه والإرشاد من أجل تحويل أفكارهم إلى مشاريع قابلة للتطبيق.
وأضاف أن جلاس بوينت تسعى إلى استقطاب المبتكرين الشباب لتطوير ابتكاراتهم التي من شأنها تعزيز قطاعي الطاقة المتجددة وإدارة المياه في السلطنة. وتقوم الشركة في الوقت الراهن بتشغيل وإنشاء أحد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية وهو مشروع «مرآة» في السلطنة والذي يأتي بالتعاون مع شركة تنمية نفط عُمان. ويضم البرنامج محورين أساسيين وهما الطاقة المتجددة وإدارة المياه. ويشمل المحور الأول عددا من الفئات مثل حلول الطاقة المتجددة للاستخدام المنزلي، والطاقة المتجددة لأنظمة التبريد وتكييف الهواء، وتحسين كفاءة الطاقة، إضافة إلى نُظم تحسين توليد الطاقة وتخزينها. أما بالنسبة للمحور الثاني فيركز على طرق تحسين أنظمة إدارة المياه باستخدام الطاقة المتجددة، وحلول تجميع المياه وإدارتها للاستخدام المنزلي.
ويعمل فريق «Solid Waste Recycling Unit» على تصميم وتصنيع نسخة معدلة تتناسب مع الظروف التشغيلية في السلطنة لإعادة تصنيع المخلفات من محطات معالجة الصرف وتحويلها إلى طاقة ومنتجات أخرى مثل الميثان، والسماد، والرماد الصناعي، والبخار. ومن المتوقع أن تضم كل ولاية من ولايات السلطنة محطة واحدة على الأقل لمعالجة مياه الصرف بحيث تكون إحدى الإضافات لكل منطقة صناعية أو ميناء.
ويعمل فريق (Ecotech) على ابتكار نظام بيت زراعي صغير لنمو المزروعات للاستخدام المنزلي في بيئة مفتوحة بدون الحاجة إلى تربة أو مركب وذلك باستخدام مكونات ذات استهلاك فعّال للطاقة والمياه. وجاءت فكرة هذا المشروع بعد أن بات التغير المناخي ونقص المياه ضمن أبرز التحديات البيئية التي تواجهها السلطنة. ويتيح هذا النظام للأشخاص الفرصة لإدارة العمليات الزراعية عن بُعد باستخدام تطبيق رقمي حيث تقوم البيوت الزراعية الذكية المزودة بألواح الطاقة الشمسية بالحفاظ على درجة الحرارة ما بين 15 و25 درجة مائوية، كما يتم إعادة تدوير أوراق النخيل، والتي تُعد أحد التحديات البيئية الكبرى، إلى ألواح تبريد. كما توضح البيوت الزراعية أيضاً كمية المياه المستهلكة والكمية المتبقية. وتستخدم تقنية Ecotech مياه أقل بنسبة 95% عن المزارع العادية. ويمكن للجميع في السلطنة استخدام هذا النظام بما في ذلك أصحاب المنازل، وملاك المزارع والمستثمرين.
ومن ضمن الفرق التي وصلت إلى مرحلة ما قبل الاحتضان فريق «Smart Window»، الذي صمم نظام لتقنيات تبريد سلبية وحساسات وأنظمة تحكم أوتوماتيكية للتظليل. ويساعد هذا النظام في توفير الراحة من درجات الحرارة العالية خلال فصل الصيف وزيادة تدفئتها خلال فصل الشتاء مما يعزز من كفاءة استهلاك الطاقة في المنازل. وهذه هي المرة الأولى التي يتم تحويل هذه التقنية إلى تقنية ذكية بأدوات تحكم تلقائية، حيث تعمل النافذة على تجنب التكثف ويساعد نظام التظليل فيها على تخفيض كمية الحرارة الممتصة.
أما فريق «Automated Irrigation System» ففكرته عبارة عن نظام ري ذكي للاستخدام السكني والتجاري لتوفير المياه باستخدام حساسات خاصة لمراقبة مستويات الأمطار والرطوبة والتبخير. وسيساهم هذا المشروع في حل أحد أكبر التحديات في السلطنة وهي الاستهلاك الكبير لموارد المياه، ويعمل هذا النظام تلقائياً ويحد من استهلاك المياه ويواجه التحديات السابقة المتعلقة بالري، حيث يمكن استخدامه في المنازل والمزارع على حدٍ سواء حيث يزيد من الإنتاجية والجودة باستخدام كميات صغيرة من المياه وفي نفس الوقت يحافظ على المزروعات من الفطريات الناتجة عن عدم توازن كمية الرطوبة في التربة. ولم يتم تطبيق هذا النظام من قبل ويجمع ما بين الكثير من التقنيات والمزايا الذكية التي تجعله أكثر ابتكاراً وتلبية للمتطلبات المتزايدة للمستخدمين.
واعتمدت فكرة فريق «Global Reliance Line»، على الشمس كمصدر للطاقة وتقوم بمعالجة المياه الملوثة وتحويلها إلى مياه صالحة للشرب للاستخدام السكني على نطاق صغير، ويهدف المشروع إلى توفير مياه نظيفة وصالحة للشرب تساهم في تحسين جودة حياة الأفراد. يعتمد المشروع على الابتكارات الناجحة التي تم إطلاقها في السابق. ومن المتوقع أن يعود هذا بالنفع على السلطنة من خلال توفير فرص وظيفية للشباب العُماني. وفي الوقت نفسه، يهدف إلى إيجاد أثر إيجابي عالمي ويعزز من مكانة السلطنة كمركز للابتكار.