جريدة عمان
تغطية – حمد بن محمد الهاشمي
احتفلت جمعية المهندسين العمانية أمس الأول بيوم المهندس الخليجي الثاني والعشرين، تحت رعاية سعادة المهندس سالم بن ناصر العوفي وكيل وزارة النفط والغاز، بحضور أعضاء مجلس إدارة الجمعية، وعدد من المسؤولين والضيوف من السلطنة والخليج العربي، وعدد من المهندسين العمانيين بالسلطنة، في فندق كيمبينسكي بمسقط.
وقد تم إقرار يوم المهندس الخليجي من قبل المجلس الأعلى للاتحاد الهندسي الخليجي، لتزامنه مع تأسيس الاتحاد في 1997، إذ أن تخصيص هذا اليوم للمهندسين الخليجيين يعد تكريما لهم ولإسهاماتهم في بناء النهضة العمرانية والصناعية في دول الخليج العربي.
أشاد سعادة المهندس سالم العوفي بجهود جمعية المهندسين العمانية في عملية تطوير وتحسين أداء مهنة الهندسة والمهندس. وأكد على ضرورة تعاون الجهات المختلفة مع الجمعية في موضوع التحقق من الشهادات وتصنيف المهندسين. وتمنى سعادته أن تكون الجمعية هي الجهة التي يفخر بها المهندس العماني عندما يحصل على شهادة الاعتماد منها، ليكون هذا الاعتماد بوابة العبور إلى العالمية. وأكد سعادته على ضرورة أن تواصل الجمعية جهودها لتحقق نتائج ملموسة.
وألقى المهندس خميس بن سالم الصولي رئيس مجلس إدارة جمعية المهندسين العمانية كلمة، قال فيها: «إن التقاءنا اليوم ضمن هذه الاحتفالية البهيجة التي تحيي الذكرى الثانية والعشرين ليوم المهندس الخليجي، هي احتفاء بالإنجازات والجهود الاستثنائية، تكريما للمهندسين والمهندسات الخليجيين، وإسهاماتهم في بناء صرح النهضة العمرانية والصناعية التي نعيشها اليوم في دول مجلس التعاون خصوصا، وهذا العالم مترامي الأطراف بشكل أشمل وأعم».
وأضاف: المهندسون هم عصب عمليات التطوير، وأيقونة تحقيق العلامة الكاملة لأي تجربة تنموية ناجحة، وهم العنصر الأكثر أهمية في استمرار النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة، فالمهندس كرأسمال بشري واعد هو ضمانة تحقيق القيمة المضافة للاقتصاد، بمساهماته الفعالة، ولقد كان هذا هو المنطلق الرئيس الذي تأسست بناء عليه جمعية المهندسين العمانية قبل ثمانية عشر عاما، كمساهم وطني في دعم وتحفيز القطاع الهندسي والمهندسين العاملين فيه، عبر تنظيم ورفع مستويات أداء مزاولة المهنة، وتطبيق نظم النماء والتوجيه، وتنمية القدرات، وتوثيق التعاون العلمي والمهني بين المهندسين العمانيين وزملائهم في ربوع المعمورة، والعمل على غرس المفاهيم الهندسية وتعريف النشء بأهميتها.
مشيرا إلى أن الجمعية تمكنت من تحقيق نجاحات مشهودة في هذا الخصوص، تكللت بنيل عضوية اتحاد المهندسين العالمي، كدليل علمي على قدرة ومكانة المهندس العماني، وثقة العالم أجمع في إمكاناته ومهاراته.
وأكد المهندس أن منهجية استشراف المستقبل للقطاع الهندسي، تستدعي وعيا كاملا بأن منظومة الدراسة على مقاعد كليات الهندسة، ليست بالسهولة التي تتبدى للبعض، بل هي واحدة من أصعب المسارات التعليمية واكثرها كلفة، كما أن تنامي أعداد مخرجات الكليات كل عام، يفرض نمطا توظيفيا يبتعد عن التقليد، إلى حيث تُبنى حلول أكثر عملية ومنطقية لاستيعاب الخريجين من المهندسين، واستثمار طاقتهم ومعارفهم، كخطوة توصل إلى تحقيق استفادة أكبر أثرا يعم نفعها البلاد، وتدفع بمؤشرات النماء والاستثمارات إلى المناطق الآمنة.
وتضمن الاحتفال توقيع مذكرة تفاهم لتوفير التدريب المهني للمهندسين العمانيين الخريجين الجدد، من خلال برنامج الأهداف الوطنية، بين جمعية المهندسين العمانية، وشركة تنمية نفط عمان، وقعها من جانب الجمعية المهندس خميس بن سالم الصولي رئيس مجلس إدارة الجمعية، ومن جانب الشركة وقعها المهندس عبد الأمير العجمي المدير التنفيذي للشؤون الخارجية والقيمة المضافة بالشركة.
وعن برنامج الأهداف الوطنية، صرح المهندس خميس الصولي قائلا: يستهدف البرنامج 100 مهندس عماني حديث التخرج، ويهدف البرنامج إلى تقليص «تفاوت المهارات» لدى المهندسين حديثي التخرج، ورفع معدلات التعمين في قطاع الهندسة، وستعمل المبادرة على تزويد الباحثين عن عمل بمجموعة من المهارات الفنية والإدارية التي من شأنها أن تعزز مهاراتهم الوظيفية وتسهل انتقالهم من التعليم الجامعي إلى سوق العمل.
من جانبه قال المهندس عبد الأمير العجيلي: «إن هذه المذكرة مثال رائع آخر على تعاوننا مع أطراف أخرى للارتقاء بالمهارات الوظيفية لدى الباحثين عن عمل، وكذلك رفع نسب التعمين في هذا القطاع الهام.
وأضاف: وتعد المذكرة هذه في إطار دعمنا المستمر للناشئين العمانيين، وهدفنا المتمثل في إيجاد 21 ألف فرصة عمل للعمانيين في القطاعات النفطية وغير النفطية في عام 2019».
علما أن شركة تنمية نفط عمان سوف تمول برنامج التدريب، بينما ستتولى جمعية المهندسين العمانية إيجاد المدربين وتنفيذ البرنامج على أعلى المقاييس. وستشترك الشركة والجمعية مع ذوي الشأن للتأكد من أن البرنامج يتضمن مرئيات مؤسسات القطاع، وأنه يستجيب لمتطلبات سوق العمل العماني. كما ستعمل جمعية المهندسين العمانية بالتعاون مع الجمعية العمانية للخدمات النفطية (اوبال) على تأمين فرص عمل للمهندسين الذين أكملوا البرنامج التدريبي بنجاح في مختلف المؤسسات المسجلة كأعضاء في قاعدة بياناتها وغيرها من المؤسسات. وسيجمع البرنامج التدريبي بين التدريب النظري والعلمي، بحيث يحتوي الجزء النظري على محاضرات وحلقات عمل يقدمها محترفون من القطاع، وفي الجزء العملي يتابع مشرفون سير التدريب ويقيمون تطور أداء المتدربين، والتأكد من تحقيق أهداف البرنامج.
وعلى هامش الاحتفال نظم مجلس إدارة جمعية المهندسين العمانية اجتماعا لجمعيته العمومية، حيث استعرض الأعضاء التقرير السنوي لعام 2018، وأهم الإنجازات التي حققتها الجمعية. وتم مناقشة بناء علاقات الجمعية مع القطاع الأكاديمي والقطاع التجاري، والاستمرار في تطوير علاقات الحالية، وتنظيم الفعاليات كالندوات والبرامج التدريبية، ومشاركة الجمعية في الفعاليات الدولية. كما سلط الاجتماع الضوء على برامج الشراكة لتعزيز المسؤولية الاجتماعية، وبرنامج التحكيم في نزاعات عقود المقاولات، أيضا البرامج التعاقدية، وبرامج الجدول التدريبي السنوي.
واستعراض تقرير رابطة المهندسين العمانيين المحترفين وأهداف الرابطة، واستعراض رابطة المهندسين الإلكترونيين والكهربائيين. وناقشت الجمعية تقريرها المالي، وإيراداتها خلال العام الماضي، بالإضافة إلى استعراض رؤى وتطلعات الجمعية خلال العام الجاري 2019.