جريدة الوطن
كتب ـ يوسف الحبسي:
ركز مؤتمر المدن الذكية والثورة الصناعية الرابعة الذي بدأ أعماله أمس بمركز عمان للمؤتمرات والمعارض بالتزامن مع معرض كومكس 2019 على أبرز التوجهات العالمية في مجال الثورة الصناعية الرابعة وإنترنت الأشياء والمدن الذكية إضافة إلى البيانات الضخمة وسلاسل الكتل (البلوكتشين) وذلك بمشاركة عدد من المختصين والمهتمين في مجال تقنية المعلومات والاتصالات من داخل وخارج السلطنة، ويستمر يومين.
وقال إبراهيم بن طالب الوردي القائم بأعمال مدير عام الخدمات الالكترونية بهيئة تقنية المعلومات: “إن كافة الظروف في السلطنة مهيأة للاستثمار في المدن الذكية وبأن هناك حرصا واهتماما من القائمين على التخطيط في السلطنة بتطوير المدن الذكية، حيث ركزت إحدى الأولويات الوطنية لرؤية عمان 2040 الخاصة بتنمية المحافظات والمدن المستدامة على بناء مدن ذكية ومستدامة بجودة عمرانية عالية للمعيشة والعمل إلى جانب توفير وسائل نقل متنوعة وسهلة الوصول مع التنمية العمرانية.
وأشار الوردي إلى أن هناك عدداً من المبادرات والمشاريع الاستراتيجية التي تقوم الحكومة بتنفيذها في الوقت الراهن ونذكر منها على سبيل المثال “مشروع نظام العنونة الموحد” والذي يعمل المركز الوطني للإحصاء والمعلومات على تنفيذه بالتنسيق مع كافة الجهات ذات الاختصاص والذي يعتبر أحد المكونات الرئيسية للمدن الذكية كما أن “خدمات البيانات المكانية الجغرافية” توفر قاعدة صلبة لأي مدينة ذكية في مرحلة التخطيط وحتى التنفيذ والرصد.
وأضاف: أن الجيل الجديد من شبكة النطاق العريض المتمثلة في خدمة الألياف البصرية مزايا وفوائد كثيرة للسلطنة موفرة سرعات عالية للاتصال بالإنترنت وبالشبكات الحكومية والخاصة مما سيوفر البنية الأساسية اللازمة لتمكين ونمو المدن الذكية، حيث تعمل الشركة العمانية للنطاق العريض وشركات الاتصالات الأخرى على توفير هذه التقنيات وتوسيع شبكة الألياف البصرية في كافة ربوع السلطنة.
وقال إبراهيم الوردي: أن الأرقام والإحصائيات تشير بشكل واضح إلى أن السلطنة حققت قفزات كبيرة نحو الحكومة الإلكترونية، فقد حققت السلطنة المرتبة الثانية عربياً في مؤشر الخدمات الإلكترونية في مسح الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية الصادر عن إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بمنظمة الأمم المتحدة لعام 2018 والمركز 43 في مؤشر المشاركة الإلكترونية متقدمة بـ33 مركز عن ترتيبها في عام 2016.
وتحدث الوردي في كلمته عن دور الهيئة في وضع عدد من السياسات والمعايير لضمان سرية وخصوصية البيانات في انشاء المدن الذكية فقال: إن هناك العديد من المخاطر والتحديات التي لا ينبغي إغفالها في خطط التحول للمدن الذكية ومن أهم هذه المخاطر انتهاك خصوصية وسرية البيانات، وإمكانية تعرض أجهزة البنى الأساسية للمدن الذكية للاختراقات الأمنية حيث تشير كثير من الدراسات أن كثير من الأشياء المتصلة بالإنترنت تحتوي على ثغرات أمنية خطيرة من الممكن استخدامها لاختراق تلك الأجهزة وتعطيلها عن العمل أو سرقة المعلومات التي تحتويها، ولذا قامت هيئة تقنية المعلومات بوضع عدد من السياسات والمعايير التي تضمن سرية وخصوصية البيانات بما فيها معيار أمني خاص بالأجهزة الذكية وإنترنت الأشياء، بالإضافة إلى توفير الخدمات والاستشارات وكافة الدعم اللازم في مجال أمن المعلومات وحماية البيانات للجهات الحكومية وغيرها كما أن السلطنة بصدد إصدار قانون خاص بحماية البيانات الشخصية وكل ذلك من شأنه تقليل الآثار الناتجة عن التحديات والمخاطر الأمنية المتعلقة بالمدن الذكية.
اشتمل المؤتمر في اليوم الأول على عدد من المحاور، حيث تناول المحور الأول سلسلة الكتل (البلوكتشين) والذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والتقنيات الناشئة في المدن الذكية، إضافة إلى توظيف الذكاء الاصطناعي لتقليل التكلفة المالية وزيادة الإيرادات .. كما تمت مناقشة توظيف الذكاء الاصطناعي في الحقبة الرقمية وانترنت الأشياء في التحول الرقمي.
وعرضت شركة تنمية نفط عمان مقتطفات عن نظام حلول “نبراس” وهو نظام عماني لتحقيق التحول الرقمي لزيادة القيمة المؤسسية للشركة، وسيناقش المؤتمر اليوم الثلاثاء المباني الذكية واستخدام الذكاء الاصطناعي في التحول الرقمي المؤسسي، إلى جانب التعليم الالكتروني المستقبلي والألعاب الالكترونية.
وعلى هامش مشاركته في المؤتمر قال الدكتور حافظ الشحي المدير التنفيذي لمنصة المدن الذكية وأحد المشاركين في المؤتمر: أن أهم إنجازات المنصة في العام الحالي هو ادخال مفهوم الثورة الصناعية الرابعة في منظومة رؤية 2040 حيث تم التركيز على موضوع التقنية ودراسة تأثيراتها في مختلف القطاعات.
وأضاف: من المشاريع القادمة “مختبر الذكاء الصناعي” وفكرته تعتمد على إيجاد حلول ذكية لجميع التحديات التي تواجهها المؤسسات الحكومية وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص والعام وسيتم الإعلان عنه قريباً، وفي الجانب الآخر فإن هناك توجهاً لإقامة هاكاثون صلالة لإيجاد حلول ذكية وذلك بعد نجاح هاكاثون صحار بالتعاون مع مجموعة أسياد.
وعن ورقة العمل التي قدمها الشحي تحدث عن تجهيز البيئة والموارد البشرية وتقبل المجتمع العماني لتوظيف الثورة الصناعية الرابعة، بالإضافة إلى التغيرات في المهارات المطلوبة والقدرات للموظفين بشكل خاص وللمجتمع بشكل عام وذلك من أجل مواكبة التطور التقني والتحديثات في مجال الثورة الصناعية الرابعة.