جريدة عمان
بدأت في جامعة السلطان قابوس فعاليات الملتقى الأحيائي الخامس تحت عنوان «الثروة»، والذي تنظمه سنويا كلية العلوم ممثلة بمجموعة الاحياء، بحضور الدكتور علي بن حسين اللواتي خبير الموارد الوراثية والحيوانية والنباتية التابع لمجلس البحث العلمي، وعدد من الأساتذة والطلبة، وذلك في قاعة معارض مركز خدمات الطلبة في الجامعة، وتستمر هذه الفعالية لمدة أربعة أيام.
ويهدف الملتقى إلى استعراض الوسائل والتقنيات الحيوية لإيجاد حلول وتحسينات فيما يتعلق بالطب كتجميد الأجنة وإنتاج المضادات الحيوية، ولا ننسى الجانب الخاص بالزراعة والذي يتطرق لعدة مواضيع منها الزراعة المائية والأسمدة العضوية وأخيرًا التقنيات النانوية في تغليف الأعلاف الحيوانية والنباتية، كما يستعرض الملتقى جانب الطاقة، وكيفية استغلال علم الأحياء لإنتاج الطاقة النظيفة عن طريق تصنيع غاز الميثان والإيثانول والديزل الحيوي ويستعرض أمثلة حية تطبق هذه التقنيات، بالإضافة إلى الجانب السياحي الذي يكشف عن عدة مشاريع سياحية لجذب السياح ورفد الاقتصاد العماني مستغلين التنوع الأحيائي الذي تزخر به السلطنة.
وعلى الجانب الآخر يوجد ركن المساعدة الذي يقوم بعرض مشاريع الشركات الصغيرة والمتوسطة التي تنتج منتجات باستخدام مواد حيوية للتعريف بها وللإجابة على أسئلة الزوار فيما يتعلق بالمشاريع الحيوية.
يستعرض الملتقى في المعرض المصاحب له أهم المشاريع التجارية الحيوية التي نجحت في تحويل هذا العلم الزاخر إلى منتجات ذات نفع وفائدة للمستهلكين في شتى القطاعات، فالملتقى يركز على خمسة جوانب رئيسية هذا العام منها الجانب الصناعي إذ تُعدّ الصناعة العمود الأساسي في الإنتاج، ويعرض الركن الخاص به مجموعة من التطبيقات والصناعات التحويلية والكيميائية التي تستغل الموارد الحيوية كالكائنات المجهرية والفطريات لتصنيع منتجات ذات جودة عالية.
جاء هذا الملتقى كنتاج لأفكار بُنيت على أساس علمي صلد، ليثبت أن علم الأحياء واسع لا يمكن أن يختزل وأن الثروات التي تكمن فيه لا تنضب بل تتجدد. الجدير بالذكر، إن الأحياء ليس مجرد علم يختزل في الكتب العلمية والمختبرات إنما هو ثروة تكمن في كل حياة على هذه الأرض، والثروة العظمى هي استغلال كل مورد صغير للانتفاع به ورفد الاقتصاد الوطني، بالإضافة إلى ذلك يأتي الملتقى الأحيائي الخامس هذه السنة مكملاً للملتقيات الأربعة الماضية وحاملاً مسمى (plotous) أي الثروة في اللغة اليونانية، وتعد الثروة هي الركيزة الأساسية للملتقى الأحيائي هذا العام فهو يسلط الضوء على استغلال الثروات الحيوية لإنتاج مصادر دخل جديدة ومستدامة ترفد الاقتصاد الوطني، في ظل الظروف الاقتصادية والحث على تنويع مصادر الدخل المحلية.