جريدة عمان
كتب-أحمد بن حمدان الفارسي
حصل الباحث ناصر بن حمد الزعابي على شهادة الدكتوراه في علوم التربية بدرجة مشرفة من جامعة تونس بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية وذلك من خلال دراسته التي جاءت بعنوان «مقاربة اجتماعية نفسية لدراسة جاهزية المؤسسة التعليمية العمانية لتحقيق الجودة فيها» لمدارس التعليم ما بعد الأساسي.
وهدفت الدراسة لتحديد أبرز معوقات تطبيق الجودة في التعليم و التي قد تسهم في مساعدة أصحاب القرار بوزارة التربية والتعليم والمهتمين بالجودة التربوية والتعليمية والإدارات التعليمية والمدرسية بما تقدمه لهم من نتائج وتوصيات.
واعتمد الباحث في اختيار عينة دراسته التطبيقية على الطريقة الطبقية العشوائية إذ بلغ عددها (926) فرداً موزعين بواقع (90) فرداً للمعلمين والآذاريين و(836) فرداً من الطلبة وأولياء أمورهم في مدارس التعليم ما بعد الأساسي لمحافظات شمال الباطنة وجنوب الباطنة والداخلية والظاهرة وقد تم أخذ نسبة مئوية تقارب الـ (4%) من المجتمع الأصلي لعدد 11 محافظة وعينة الدراسة موزعة حسب المحافظة والعدد والنوع الاجتماعي .
وسبق ذلك الإعداد في المرحلة الأولى التعرف على مفاهيم الجودة وأثرها على الحقل لتعليمي وآليات تطبيقها والأدوات المستخدمة وإسقاط المواصفات بمختلف الإصدارات التي تتوافق مع العملية التعليمية التعلمية، كما قام الباحث ناصر الزعابي بتناول تجارب الدول على مستوى التجارب العالمية والاستفادة منها واكتساب ما يتوافق مع السياسات التعليمية للدول العربية وفق القيم والاتجاهات و تبلورت مشكلة الدراسة في التساؤل الرئيسي من خلال كيف يمكن تحقيق مقاربة اجتماعية نفسية لدراسة جاهزية المؤسسة التعليمية العمانية لتحقيق الجودة فيها؟ وتفرع منه مجموعة تساؤلات.
واعتمد الزعابي في الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي والذي ينتمي إلى نوع البحوث الوصفية المسحية (Survey)، التي تستهدف تصوير وتحليل وتقويم خصائص مجموعة معينة أو موقف معين تغلب عليه صفة التحديد وخرجت عدة نتائج للدراسة التي توصل لها الزعابي منها: إن المعلمين والإداريين العاملين يدركون الأهمية الكبيرة للمحاور الأربع بدرجة (عالية) فيما يتعلق بمتطلبات تطبيق الجودة وجاهزية البيئة المدرسية، وأجمعت (الرسالة) أن تطبيق إدارة الجودة يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتحسن الأداء المدرسي لدى المعلمين والطلبة وأن درجة تأثير الإدارة في تطوير الأداء المدرسي في سلطنة عُمان من وجهة نظر مُديري المدارس ومعلميها (متوسطة)، كما أظهرت أن المتغيرات لا يعد لها ذلك التأثير في تطبيق الجودة وجاهزية البيئة المدرسية للمعلمين والإداريين كونه راجعاً إلى أن هدف الجميع هو الارتقاء والتميز في أداء المهام والواجبات الوظيفية، وتكاد تكون نظرتهم واحدة فيما يخص تطبيق الجودة وجاهزية البيئة المدرسية كون البيئة والظروف المحيطة بهم هي واحدة للجميع سواء من يمتلك خبرة قصيرة أو متوسطة أو طويلة وهذا ربما يعود برأي الباحث إلى السمات الشخصية والقيادية والفروق الفردية بين الأفراد ووجود فروق دالة إحصائياً فيما يتعلق بوجهة نظر أولياء أمور الطلبة حول قيام إدارة مدارس أبنائهم بعدم التواصل معهم أو إشراكهم من خلال مجلس الآباء في صياغة الخطط والبرامج وإيجاد شراكة لصنع واتخاذ القرارات وأكدت الدراسة بان الطلبة يُقرون بأن إدارات مدارسهم تسمح لهم بالمشاركة في وضع الخطط لرفع مستوى جاهزية مدارسهم لتحقيق الجودة فيها وانهم يدركون أهمية دورهم بالمساهمة في تحقيق المساواة والشراكة بالمجتمع المدرسي.
فظهرت الدراسة تولي اهتماما ببعض التوصيات منها: تدريب المعلمين والإداريين وتثقيفهم على أهمية تطبيق مبادئ إدارة الجودة والعمل على تنمية القيم والاتجاهات لبناء ثقافة تنظيمية راسخة لتأكيد الجودة وعمليات تنفيذها لدى كل المشتركين في العملية التعليمية وإبراز أهمية تلك القيم التي تحقق الجودة وإشراك جميع المهتمين بمسيرة العملية التعليمية في اتخاذ القرارات بحيث تكون قرارات تشاركية مما يعود لها الأثر في تحقيق القيمة القيمية والإيمان التام بالدفاع عن الفكرة والولاء لسبيل تحقيقها ويلتزم الجميع بتنفيذها بالإضافة إلى ضرورة تشجيع جميع المدراء في مدارس التعليم ما بعد الأساسي على توفير المناخ النفسي والاجتماعي لأعضاء الهيئة التدريسية من خلال خلق التعاون والانسجام فيما بينهم وبين الطلبة، مما ينعكس بصورة إيجابية على الأداء والإنجاز المدرسي بصورة عامة والتركيز على أهمية وضع الخطط التطويرية التربوية وذلك بمشاركة الجميع (المدراء والمعلمين والطلبة وأولياء الأمور) والبعد عن المركزية في رسم الخطط واتخاذ القرارات وتفعيل الأدوار الحقيقية التي رسمتها السياسات التعليمية في ظل مواكبة التنمية المستدامة.