جريدة عمان
استطلاع – ماجد الهطالي
يطمح المبتكرون الشباب إلى أن تجد مشروعاتهم دعما يساعد في تحويل هذه الأفكار الإبداعية إلى أفكار ومشروعات منها ما يتم تسويقه تجاريا ومنها ما يخدم المجتمع في مختلف المجالات، ودعا المبتكرون المشاركون في معرض «مسابقة الابتكار» الجهات المعنية في القطاعين الحكومي والخاص إلى دعم وتبني أفكارهم من أجل تشجيعهم على تحويل إبداعاتهم إلى واقع ملموس يسهم في التنمية وفي إيجاد فرص عمل وتشجيع ريادة الأعمال.
وأكدوا على أهمية مسابقة الابتكار التي أطلقتها وزارة القوى العاملة في أبريل 2018 كإحدى مبادرات بوابة البيانات المفتوحة، والتي تسعى إلى إيجاد بيئة تنافسية بين الطلبة والمشاركين في المسابقة، وتدعم وتعزز الابتكار في شتى المجالات.
وقال محمود بن سيف الفارسي طالب بالكلية المهنية في عبري: إن مشروع فريقه عبارة عن جهاز يدوي محمول مصمم للتحليل بالأشعة السينية الفلورسنتية للمواد الجيولوجية المتنوعة (المعادن، الخامات، الصخور، التربة) ولا يحتاج لأخذ عينات وتجهيزها للتحليل، وبيّن الفارسي أن الجهاز يحتوي على عدة ملحقات كعصا قياس طويلة للقياسات الصعبة للوصول إلى مناطق أسطح الانجرافات، وخامات المعادن، أو التربة في أماكن التفريغ، ومكان إضافي للقياس بالأشعة السينية الفلورسنتية للعينات في أوعية العينات أو أكياس البولي إيثيلين.
وأوضح الفارسي أن الجهاز يستخدم في تحليل التربة ومعرفة ما ينقصها من عناصر ليتم معالجتها لاحقا، ويغطي التحليل مناطق واسعة ومناسبة لمعرفة نوع والعناصر المفقودة بشكل مفصل، مشيرا إلى أن الجهاز يحتوي على نظام تحديد المواقع GPS لمعرفة الموقع الجغرافي لهذه المنطقة وحفظ موقع تلك المنطقة كمرجع لاحقا دون الحاجة لإعادة التحليل التربة في تلك المنطقة مرة أخرى، وشريحة هاتف تمكن من إرسال نتائج التحليل إلى المستخدم وإلى المختبرات، وأيضا لاستقبال اقتراحات وحلول لمعالجة التربة المتدهورة.
وأشار محمود الفارسي إلى أهم مميزات الجهاز هو أن مساحة التحليل تصل إلى 200 سم مربع، مما يحسن بشكل كبير من دقة وصف نتائج الاختبار، والجهاز يصنع بشكل مقاوم للضربات والرطوبة والغبار، ولديه نطاق واسع لدرجة حرارة العمل، مما يسمح بعمل الجهاز في كل أوقات السنة، ونتائج القياس تعلن عبر سماعة رأس سلكية أو لاسلكية ما يسمح من توفير الوقت والسيطرة على عملية الاختبار، وكذلك حجم الجهاز مناسب للتنقل، وخفيف الوزن، وسهل الاستخدام.
وأعرب الفارسي عن تمنيه أن تقوم الجهات المعنية بتبني المشروع لما فيه من أهمية كبيرة في أنشطة متعددة.
وقالت الزهراء بنت سعيد السعيدية الرئيس التنفيذي لمشروع «rue»: إن المشروع معني بتقديم حلول مبتكرة لمعالجة تشققات الشوارع وإظهارها بمظهر لائق وذلك بواسطة ابتكار آلة متكاملة تعمل بطاقة متجددة.
وأضافت السعيدية: إن الآلات المستخدمة في معالجة العيوب والتشققات في الشوارع تتمحور في آليتين أساسيتين هما آلة التسخين وآلة الكبس، حيث إن هذه الآلات تعمل بالطاقة غير المتجددة باستخدام المواد مثل البترول والديزل، لذلك جاءت فكرة ابتكار آلة الكبس وآلة التسخين تعملان بالطاقة المتجددة، فتم استخدام آلة الكبس التي تعمل بالألواح الشمسية لكبس الأسفلت على التشققات الموجودة في الشوارع، واستخدام آلة تعمل على تسخين الأسفلت بطريقة عملية الاحتباس الحراري.
وأوضحت الزهراء السعيدية أن نوعية الأسفلت المستخدم ذو جودة عالية أفضل من الأسفلت المستخدم محليا، ويستمر لفترات طويلة بالرغم من حركة السير اليومية، ويتصف بالمرونة والذي يمنع إطارات السيارات من التلف، ومستخلص من خامات البيئة.
وأشارت الزهراء السعيدية إلى أن المشروع يهدف إلى توظيف الطاقة الشمسية لتشغيل الجهاز، وتوفير طرق آمنة لتقليل الحوادث المرورية، والاستفادة من المواد صديقة البيئة، وتقليل من الاعتماد على الطاقة غير المتجددة، وتقليل الاعتماد على مصادر خارجية للعمل في رصف الطرق.
وأكدت أنها دعم مشروعات الابتكار يساهم في تعزيز وتطور الاقتصاد الوطني.
وقالت هاجر بنت حمد الجلبوبية طالبة بالكلية المهنية للعلوم البحرية وصاحبة مشروع «الوقود الحيوي»: إن فكرة المشروع تتجسد في استخراج الوقود الحيوي «الديزل» من خلال الطحالب، وناشدت الجلبوبية الجهات المعنية وبالأخص القطاع الخاص للنظر في مشروعها وتبني الفكرة، موضحة أن منتجات المشروع طبيعية 100% ولا يوجد بها أي تكلفة، خصوصا أن الطحالب وزراعتها ليس بالأمر الصعب مع وجود الاهتمام والدعم لكافة القطاعات في السلطنة من أجل ذلك.
وقالت ريم بنت مرهون الكلبانية من فريق مشروع «الحذاء الذكي»: إن المشروع عبارة عن خدمة إنسانية تخدم المكفوفين، موضحة أن الحذاء يساعدهم على الحركة بكل أريحية، وذلك لأن الحذاء يتحسس الأجسام الثابتة والمتحركة من مسافة 50 سم، وأشارت الكلبانية إلى أن الحذاء يصدر هزة كلما اقترب المكفوف من أي جسم قد يصطدم به مما قد يسبب الأذى، وتم توصيل الحذاء بسماعة لاسلكية «بلوتوث»، والتي تعمل على تحديد مكان الخطر بدقة، ومن مميزات الحذاء أنه مرتبط بتطبيق يتم تحميله على الهاتف النقال، ويعمل بالبحث الصوتي على تحديد المواقع «GPS»، وخاصية التعقب يساعد أهالي المكفوفين على تتبع حركات المكفوف، وبه خاصية صحة المكفوف عن طريق قياس ضغط الدم ونبضات القلب.
ويتكون فريق عمل المشروع من ثلاث طالبات هن ريم الكلبانية ورزان الكلبانية والثرياء المقبالية، وقد اتفقن على أن أهم صعوبة واجهتهن هي توفير الأدوات المستخدمة في الدائرة الكهربائية وبعد التقصي والبحث حصل الفريق على الأدوات وقام بتوفيرها.
وقال حمد بن عبدالله العبري طالب بالكلية التقنية في نزوى وصاحب مشروع حقيبة التبريد الذكية: إن فكرة المشروع جاءت لتكون بديلا لحقيبة حفظ الطعام، والتي تستخدم غالبا للرحلات، موضحا أن الحقيبة هي على شكل حقيبة المدارس من أجل تسهيل عملية حملها وكفاءتها عالية حيث تتحكم في درجة الحرارة من 6 إلى 25 درجة مئوية.
وأشار العبري إلى أن الحقيبة تمتاز بأنها تستمر لمدة 32 ساعة متواصلة بعمل وإمكانية شحن بطارية الحقيبة من خلال خلية «ETC»… وكذلك يمكن شحن البطارية من خلال بنك الطاقة الذي يستخدم في شحن الهواتف النقالة.
وتمنى حمد العبري تبني مشروعه من أجل تحويل الفكرة إلى منتج يستخدمه المستهلكون، واعتبر انه من الإيجابي جدًا الإكثار من المعارض المسابقات التي تساهم في عرض قدرات ومهارات الطلاب وزيادة قدرتهم للانخراط في العمل وتأسيس مشروعاتهم، وتحفيزهم وتشجيعهم على بذل المزيد من الإبداع، وهناك ضرورة أيضا لاستضافة شركات محلية وإقليمية وعالمية في هذه المسابقات ليتاح لها الاطلاع على مشروعات وابتكارات الشباب العماني واستغلالها بشكل مفيد.
وقال علي بن خميس الخروصي طالب بالكلية التقنية بالمصنعة: إن مشروعه متخصص في مجال التصميم وإيجاد الحلول التقنية في مجال الإلكترونيات والطاقة.. ويتم تصميم الأجهزة لمواجهة بعض الصعوبات التي تواجهه الأشخاص من خلال عدة برامج منها تصميم ثلاثي الأبعاد وبرامج تصميم الإلكترونيات، بعدها تتم طباعة هذه القوالب عن طريق طابعة ثلاثية الأبعاد.
وأضاف الخروصي: إن من أهم الأجهزة التي قام المشروع بتصميمها حتى الآن «جهاز إسطبل الخيل» وأجهزة توليد الطاقة الكهربائية عن طريق الطاقة الشمسية، وأجهزة فك المتفجرات، مشيرا إلى أن المشروع تأسس قبل سنتين، وأوضح الخروصي أن من أهم الصعوبات التي تواجه المشروع عدم وجود بعض المواد لتصنيع الأجهزة، ويتم استيراد تلك المواد من خارج السلطنة، مؤكدا أن المشروع لم يتلق دعما من القطاع الخاص.
وقال عبدالله المعمري طالب بالكلية التقنية بشناص: إن مشروع فريقه عبارة عن إعادة تدوير إطارات المركبات، حيث إن أكثر من 1.5 مليون مركبة تسير على طرق السلطنة، موضحا أن الإطارات التالفة تؤثر على المدى البعيد أثارا سلبية على البيئة، وتعمل فكرة المشروع على إعادة تدوير هذه الإطارات واستخدامها كعازل صوت وحرارة للمباني.
وبيّن المعمري أن عازل الصوت المستخرج من إعادة تدوير الإطارات يختلف عن العازل المتوفر حاليا في الأسواق من ناحية أنه يكون أكثر جودة نظرا إلى أن المطاط يتمدد وينكمش من درجات الحرارة المختلفة، كما أن عمره المطاط الافتراضي أطول من غيره، وسعره أقل.