جريدة عمان
عمان: نظمت هيئة تقنية المعلومات بالتعاون مع مايكروسوفت عمان أمس بالمركز الثقافي لجامعة السلطان قابوس منتدى التوجهات الرقمية للثورة الصناعية الرابعة بعنوان «دور الثورة الصناعية الرابعة في تحول الحكومات» بحضور الدكتور سالم بن سلطان الرزيقي الرئيس التنفيذي لهيئة تقنية المعلومات والمهندس عمر بن سالم الشنفري نائب الرئيس التنفيذي للعمليات وعدد من مديري عموم الهيئة وعدد من المتخصصين في قطاع تقنية المعلومات في السلطنة وجمع من المهتمين بالقطاع.
يأتي هذا المنتدى ضمن مساعي الهيئة الحثيثة التي تبذلها في تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لمبادرة عمان الرقمية والحكومة الإلكترونية لتحويل المجتمع إلى مجتمع معرفي ونشر ثقافة الوعي الرقمي لدى المجتمع، ويستهدف مؤسسات القطاع العام والخاص والأكاديميين وصناع القرار والمختصين في تقنية المعلومات من خلال أوراق العمل التي يقدمها متحدثون دوليون وآخرون محليون.
أكد المهندس عمر بن سالم الشنفري نائب الرئيس التنفيذي للعمليات بهيئة تقنية المعلومات على حرص السلطنة على ترسيخ ركائز التحول الرقمي بإيجاد بنية أساسية متطورة لتقنية المعلومات والاتصالات والحرص على إيجاد السياسات والمعايير والبنية التشريعية والقانونية التي تستوعب التحولات الإلكترونية المستجدة، كذلك تم العمل على تطوير الاستثمار في القطاع من خلال عدد من المبادرات والمراكز التي تقدم برامج الاحتضان للشركات الصغيرة والمتوسطة في مجال تقنية المعلومات والتدريب والتأهيل التقني المتقدم للكوادر الوطنية المتخصصة في مجال تقنية المعلومات وتدعيم كل هذه البنية الرقمية بركائز متينة لأمن البنية السيبرانية في السلطنة، وهو ما جعلها تحتل المركز الرابع على مستوى العالم في مجال الأمن السيبراني حسب تقرير الاتحاد الدولي للاتصالات 2018م، أما على صعيد التحول الرقمي فهنالك تطور متصاعد على مستوى توفير المزيد من الخدمات وتحقيق التكامل بين جميع الخدمات الحكومية الإلكترونية.
وأضاف الشنفري: لقد أولينا في السلطنة الاهتمام بالتحولات الكبرى التي أخذت تلوح في الأفق مع القفزات النوعية التي بدأت تحدثها تقنيات الثورة الصناعية الرابعة كالذكاء الاصطناعي، وسلاسل الكتل، وإنترنت الأشياء، والواقع الافتراضي والواقع المعزز، وهنالك مبادرات بدأناها لتطبيق تقنية البلوكتشين وتقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات الناشئة والتي سيتم الإعلان عنها قريبا.
وأضاف الشنفري: إن هذا المنتدى يسلط الضوء على الدور المتزايد للثورة الصناعية الرابعة في التحول الإلكتروني الحكومي وكيفية تعزيز الاستفادة من التقنيات الحديثة الناشئة لتعزيز الإنتاج وتحقيق القيمة الاقتصادية المضافة، وتقليل المصروفات التشغيلية، حيث تؤكد معظم الدراسات بأن توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة كالبلوكتشين، والذكاء الصناعي وتقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز، والبيانات المفتوحة سيحقق وفرة مالية للدول والشركات من خلال تقليل الإنفاق مع زيادة الجودة في الإنتاج.
ولكننا ونحن ننظر للأهمية المتزايدة للذكاء الاصطناعي وأتمتة الخدمات الإلكترونية وغيرها من التقنيات نركز أيضا على أهمية تأهيل الكوادر البشرية بالتدريب الذي يتناسب وتحديات ومتطلبات المستقبل، فالمهارات المطلوبة تتغير حسب التحولات الاقتصادية واحتياجات سوق العمل، ولهذا نحرص في الهيئة على تأهيل الشباب العماني بالمهارات الجديدة التي يتطلبها التعامل مع التقنيات الجديدة الناشئة، كذلك ننظر لأهمية البيانات المفتوحة والتركيز على هيكلة هذه البيانات، ودقتها، وتنظيمها؛ لأن تطبيق أي تقنية من التقنيات للتعامل مع البيانات يعتمد على كيفية استخدام هذه البيانات.
وتطرق إيهاب فوده مدير القطاع الحكومي في الشرق الأوسط وأفريقيا لمايكروسوفت، لمفهوم التحول الرقمي، والفرق بين الثورات الصناعية الثلاث وما قدمته للبشرية إضافة إلى مزايا تقنيات الثورة الصناعية الرابعة كما قال: إن هناك بعض الوظائف التي ستختفي في المستقبل نتيجة توظيف هذه التقنيات، لكن هذا لا يعني القلق فهناك العديد من الوظائف التي ستظهر في المقابل، إضافة إلى الكثير من المزايا التي ستتحقق مع بدء توظيف تقنيات الثورة الصناعية الرابعة.
وأضاف إيهاب: إننا في مايكروسوفت نحرص على التحول رقميا وقد مررنا بمراحل متعددة حتى نصل إلى ما وصلنا إليه، فاليوم وصلنا للحوسبة السحابية الذكية، وكيف يمكن لهذه التقنية أن تغير حياتنا وتحدث عن تجربة مايكروسوفت في الاستفادة من تقنية الذكاء الاصطناعي في تطوير ابتكار يساعد في تشخيص مرض سرطان الثدي، مما يعكس دور التقنيات في مختلف مناحي الحياة.
وتحدث أحمد فراج المدير الإقليمي لحلول القطاع الحكومي والمدن الذكية في مايكروسوفت ورقة بعنوان تمكين التحول الإلكتروني والمدن الذكية عن التحديات التي تواجه المدن والتي تحتاج التحول الرقمي ليتم حلها وتحدث عن بعض المشكلات التي توجد في مدن اليوم وإمكانية الحلول الذكية التي يمكن أن يسهم بها التحول الرقمي في حل مشكلات المدن.
كما قام شركاء مايكروسوفت خلال المنتدى بعرض حلولهم الخاصة بالذكاء الاصطناعي والقائمة على سحابة مايكروسوفت الذكية، وذلك بهدف زيادة الإنتاجية وزيادة مرونة التنقل وابتكار خدمات رقمية جديدة للمواطنين، حيث عرضت شركة «Xebia» حلها المسمى «OCR» الذي يعمل على استخراج النصوص العربية من الملفات والصور ومن ثم يقوم بترجمتها إلى اللغة الإنجليزية، بينما عرضت «brainware» منصة الذكاء الاصطناعي «Pulses» التي تعمل على تزويد صانعي القرار الحكوميين بالعديد من اللوحات المعلوماتية المهمة ، كما توفر تفاصيل واضحة عن مدى رضا المواطنين وسعادتهم، وتقدم تقارير شاملة حول جودة الخدمات التي يقدمها الموظفون ، في حين عرضت شركة «Linkdev» حلها المتمثل بـ«خريطة الاستثمار» وهو عبارة عن منصة تفاعلية للمستثمرين تساعدهم في البحث عن الفرص المتاحة من خلال المناطق الجغرافية والقطاعات وتقديم الرسوم التوضيحة وتوفير أفضل الأفكار على هيئة تقارير، إضافة إلى ذلك استعرضت «Linkdev» حلها التقني الآخر الذي أطلقت عليه اسم «المستشار القانوني الذكي للمستثمرين» ، وهو برنامج شات بوت قائم على تقنية الذكاء الاصطناعي يتعامل مع المستثمرين لفهم احتياجات أعمالهم، كما يعرض الفرص المتوفرة والتي لها ارتباط بالمجال ويقدم المشورة اللازمة بشأن الخطوات التالية لبدء أي نشاط تجاري.
وقامت شركة «Netways» أيضا بعرض حلها المدعوم بالذكاء الاصطناعي لأتمتة العمليات الروبوتية والذي يساعد الإدارات الحكومية من القضاء على المهام الشاقة، وبالتالي يساهم في تمكين الموظفين بالتركيز على إتمام الوظائف المهمة الأخرى، كما عرضت شركة «Intertec» هي الأخرى «حزمة إدارة العمليات الذكية للأعمال» التي تسمح للحكومات برقمنة كل خطوة من العمليات الرقمية المختلفة في منصة رقمية واحدة سهلة الاستخدام ومتوافقة مع الأنظمة الحالية ( ERP ، CRM ، Legacy ، apps ) وغيرها.
وقدم خالد الشبرواي مسؤول حلول الحوسبة في القطاع الحكومي في مايكروسوفت ورقة عمل بعنوان دور الذكاء الاصطناعي في التحول الإلكتروني تحدث فيها عن مزايا الذكاء الاصطناعي والوظائف التي سيستحدثها توظيف هذه التقنية في الدول ، وأهمية أن تتجه الدول للاستفادة منه في الربط بين البيانات الضخمة مثلا واهتمام مايكروسوفت عبر برامجها بالمساعدة في دعم الحكومات في التحول إلكترونيا.