جريدة عمان
كتبت- مُزنة الفهدية:
أكد سعادة الدكتور هلال بن علي الهنائي أمين عام مجلس البحث العلمي أن المجلس أسس منذ إنشائه في عام 2005م نظاما لدعم البحوث والابتكارات يواكب النظم العالمية، وترسخ عن تفعيل هذا النظام ثقافة التمويل التنافسي للبحوث والابتكارات بما يدعم الارتقاء بجودة البحوث المنفذة، حيث استقبل مجلس البحث العلمي خلال الفترة من عام 2009 إلى 2018م 1544 طلبًا لتمويل مشاريع بحثية و860 طلبًا لتمويل مشاريع في مجال الابتكار وبعد تقييمها وتصنيفها وفق معايير الجودة والأصالة وتناسقها مع الأولويات الوطنية، موّل المجلس 615 مقترحًا بحثيًا و100 مقترح للابتكار ساهمت بشكل فاعل في تطوير السعة البحثية والابتكارية في السلطنة.
وأشار إلى أن المجلس أسس عددًا من برامج البحوث الاستراتيجية بهدف توفير الحلول العلمية للتحديات التي تواجه التنمية كبرنامج أبحاث حوادث المرور وبرنامج أبحاث دوباس النخيل وبرنامج أبحاث الطاقة المتجددة والمرصد الاجتماعي وغيرها، والتي ساهمت بشكل فاعل في تحقيق الأهداف المرجوة.
وقال سعادته: «مع سعي العالم الحثيث للاستفادة من تكامل التقنيات «تقنية المعلومات مع التقنية الحيوية وتقنية النانو والعلوم الإدراكية» فيما بات يعرف بالثورة الصناعية الرابعة، فقد أسس المجلس من خلال البرامج المختلفة معهد تكامل التقنيات المتقدمة ومركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية وكرسي أبحاث النانو وكرسي علوم المواد والمعادن ومنصة المدن الذكية وبرنامج تحويل مشاريع التخرج إلى شركات ناشئة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، كما أسس منظومة تدعم توجه السلطنة نحو الاستفادة القصوى من معطيات هذه المرحلة الجديدة في تطور الحضارة البشرية».
وتطرق الهنائي إلى مركز عمان للموارد الوراثية الحيوانية والنباتية الذي يقوم بجهود دؤوبة للحفاظ على الموارد الوراثية الثمينة وتسويقها تجاريًا لما فيه خير للأجيال القادمة، وضمان نشر المعرفة التي تثمر عنها دراسة هذه الموارد ومشاركتها وتطويرها من أجل خير ورفاهية العالم أجمع، وسيكون مؤهلًا للقيام بالبحوث وأنشطة الابتكار التي تركز على مجالات بيولوجية مثل: تسلسل الحمض النووي والطباعة الثلاثية الأبعاد للأعضاء والأنسجة، والتعديل الجيني للنباتات والحيوانات.
وأوضح أن منصة المدن الذكية التي أنشئت بالتعاون مع بلدية مسقط وهيئة تقنية المعلومات والمجلس الأعلى للتخطيط وشركة عمانتل وشركة نماء القابضة وشركة عمران ستتمكن من التركيز على البحث العلمي والابتكار في مجالات الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، وإنترنت الأشياء، وسلسلة الكتل، والمدن الذكية، وأمن المعلومات وغيرها من التقنيات المتعلقة بالثورة الصناعية الرابعة، كما أن معهد تكامل التقنيات المتقدمة الذي يعمل الآن على تطوير أجهزة في مجالات الطاقة المتجددة ومعالجة المياه والمركبات ذاتية القيادة والتحكم بالتعاون مع مؤسسة هلم هولتز الألمانية ستكون لديه المقدرة على تكوين شركات تنتج نظم مطورة في هذه المجالات وغيرها كالروبوتات والطابعات ثلاثية الأبعاد والمركبات ذاتية التحكم والأقمار الاصطناعية.
وعبّر عن فخره بمركز الابتكار الصناعي كأحد برامج المجلس التي أسسها بالتعاون مع وزارة التجارة والصناعة والمؤسسة العامة للمناطق الصناعية، مشيرًا إلى أنه قد تحول الآن إلى شركة مستقلة تدعم جهود الحكومة في تنفيذ توجهاتها لتنويع مصادر الدخل. وأضاف: إن الشراكات مع الشركاء المحليين والدوليين، سواء من القطاع العام أو الخاص تأتي في قلب منظومة الابتكار بمجلس البحث العلمي، وهناك العديد من هذه الشراكات المحلية والإقليمية ذات التأثير الملحوظة أبرزها مسابقة الجدران المتساقطة وجائزة الغرفة للابتكار وبرنامج تحويل مشاريع التخرج التقنية لشركات ناشئة ومنصة إيجاد ومنصة المدن الذكية ومؤتمر لندن للعلماء الشباب وغيرها من الشركات المحلية والدولية.
الجدير بالذكر أن مجلس البحث العلمي يولي أهمية قصوى للاستثمار في نقل التقنيات بما يخدم النشاط البحثي والابتكاري في السلطنة، ويفخر مجلس البحث العلمي بالدور المحوري الذي قام به في تأسيس صندوق رأس المال المغامر «ابتكار» بالتعاون مع شركة النفط العمانية وعمانتل والصندوق الاحتياطي للدولة برأس مال قدره خمسون مليون ريال عماني، وقد باشر الصندوق عمله في دعم الابتكار ونقل المعرفة.