جريدة عمان
دشّنت صباح أمس وزارة التربية والتعليم والشركة العمانية للاتصالات «عمانتل» المشروع الوطني «نظام درب السلامة» لإدارة حافلات المدارس بالسلطنة وتتبعها، بتكلفة مالية بلغت أكثر من نصف مليون ريال عماني، ويستهدف في مرحلته الأولى خلال هذا العام 2019/2018، والعام الدراسي القادم أكثر من خمسة آلاف حافلة مدرسية على مستوى المديريات التعليمية؛ وقد تمكنت الوزارة من تركيب النظام في (631) حافلة حتى الآن، ويهدف المشروع إلى تقديم خدمة النقل الذكي التي تعد الخدمة الأولى من نوعها في المنطقة.
وقد أقـــــيم حـــفل التدشين في مركز عمان للمؤتمرات والمعارض بمدينة العرفان، تحت رعاية معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم وبحضور عدد من المسؤولين.
ويعد مشروع درب السلامة إحدى ثمار الشراكات المتعددة بين وزارة التربية والتعليم و«عمانتل»، ونصت الاتفاقية التي تمّ توقيعها في فبراير العام الماضي على أن تقوم عمانتل بتزويد الحافلات المدرسية في المدارس الحكومية والخاصة التي تشرف عليها الوزارة بحلول اتصالات مبتكرة وتجهيزها بأحدث المواصفات بالإضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات ومعلومات خاصة بمشروع نظام درب السلامة وفق أحدث الأنظمة المعمول بها عالمياً وربطها مباشرة مع قاعدة بيانات البوابة التعليمية الخاصة بالوزارة من خلال الشبكات المتكاملة التي تمتلكها الشركة، لتقوم الوزارة فيما بعد بإدارة المشروع والإشراف عليه.
وأكدت معالي الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية وزيرة التربية والتعليم «أن الوزارة تمضي قدماً في توظيف التكنولوجيا الحديثة في التعليم وتتسابق دول متقدمة في توظيف التكنولوجيا الحديثة في التعليم نظراً للتغيير الذي تحدثه هذه التكنولوجيا في أساليب التعليم إلى جانب تعزيز الأمن والسلامة»، مشيرة إلى سعي الوزارة في مواكبة هذا النمو العالمي.
وعبّرت معاليها عن سعادتها بالإعلان عن هذا المشروع بالتعاون مع عمانتل، مثمنة الجهود المبذولة في فتح آفاق أوسع لتطوير النهج التربوي والتعليمي في السلطنة، وتمهيد الطريق نحو جعلهما أكثر كفاءة وسهولة.
وقال طلال بن سعيد المعمري الرئيس التنفيذي للشركة العمانية للاتصالات «عمانتل» «إن توطيد الشراكة مع مؤسسات القطاعين العام والخاص تعد نقطة ارتكاز تنطلق منها الشركة في أعمالها حيث أن التطور الهائل والسريع لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات يفتح آفاقاً واسعة لإحداث تغييرات جذرية في أنماط الحياة».
وأضاف «نحن في عمانتل – وبفضل شبكتنا الممتدة وعلاقاتنا المتينة مع كبرى شركات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات – على استعداد تام لتقديم الدعم لكافة المؤسسات بالسلطنة ورفدها بحلول تقنية تساهم في تطوير أعمالها».
وأوضح المعمري «لا يقتصر دورنا في استقطاب هذه التقنيات والحلول الرقمية الحديثة ووضع الأرضية المناسبة التي تمكن من تحقيق الاستفادة القصوى منها، بل أيضاً الوقوف جنباً إلى جنب مع كافة المؤسسات في السلطنة الراغبة في تعزيز حلولها الرقمية بما يحقق تطلعاتها الحالية والمستقبلية، ويأتي هذا تماشياً مع استراتيجية الحكومة في دعم التحول الرقمي ومساعينا الحثيثة لإثراء الحياة في مختلف جوانب الحياة في السلطنة».
من جانبه قال الدكتور علي بن حميد الجهوري مدير عام المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة مسقط والمشرف على مشروع «نظام درب السلامة» بالوزارة: «يعد المشروع إضافة حقيقية إلى إجراءات الأمن والسلامة في الحافلات المدرسية، حيث إنه يمكن الوزارة وأولياء الأمور التحقق من سلامة أبنائهم عن بعد من خلال الحلول الرقمية».
وأضاف «يتضمن ذلك تتبع سير الحافلات المدرسية وضبط سرعتها، وإشعار أولياء أمور الطلبة عند خروج الحافلة من المدرسة واقترابها من منزل الطالب، وإشعار المدرسة في حالة وجود أحد الطلاب في الحافلة عند وصولها للمدرسة بعد توقفها، وتنبيه إدارة المدرسة والمختصين في المديريات التعليمية عند خروج الحافلة عن مسارها المرسوم لها مسبقا» مؤكدا أنه يمكن لأولياء الأمور تتبع مسار الحافلة عبر البوابة التعليمية وتطبيق ولي الأمر على الهواتف الذكية.
وأوضح الجهوري أن عمانتل ووزارة التربية والتعليم تتكفل بتكاليف تشغيل نظام إدارة الحافلات المدرسية في أكثر من 450 حافلة مدرسية من الحافلات الجديدة التي دخلت إلى الخدمة في الأعوام الدراسية من 2014 وحتى 2016، كما أنه يمكن إدخال ميزات إضافية إلى البوابة التعليمية وتطبيق ولي الأمر مستقبلاً بما يمكن من تتبع سلامة الأبناء بصورة أكبر.
واختتم حديثه قائلا: إن تدشين نظام درب السلامة سيشهد تطورًا مستمرًا وفقًا للتطور التقني الذي يشهده العالم في هذا المجال، فهو نظام مفتوح يتيح للوزارة التطوير والتجديد فيه وفقًا لمتطلبات العملية التعليمية حيث من المؤمل أن يتم ربط تسجيل الدخول في وسائل النقل المدرسية بنظام الحضور والانصراف للطلاب بحيث يتم سحب المعلومات من الحافلة تلقائيًا وإرسالها إلى قواعد البيانات بالبوابة التعليمية، كما سيتيح الخيار لولي الأمر خاصية مشاهدة ابنه في الحافلة بشكل مباشر للاطمئنان عليه بالإضافة إلى إضافة مميزات تفاعلية أخرى على تطبيق ولي الأمر وغيرها من مجالات تطوير النظام».
قال كريم بخش البلوشي الرئيس التنفيذي لمؤسسة الرنيم العالمية للخدمات التعليمية «تعد مدرسة الرنيم من المدارس المطبقة لمشروع « نظام درب السلامة»، ولا زال المشروع في أولى مراحله وهي مرحلة التدشين، ومرت المدرسة في الفترة الماضية بفترة تجربة المشروع وذلك من أجل مواكبة التقنيات الجديدة، وهناك استجابة واضحة من قِبل أولياء الأمور، وتعد هذه خطوة جبّارة لأمان وسلامة أبنائنا الطلبة والطالبات».
وأوضح أن وجود البطاقات مع الطلبة ليس ضمانا وأقترح تفعيل البصمة بديلة للبطاقة لأنها تعد أكثر أمانا، مشيرا إلى أن في المدرسة تمّ تطبيق نظام البصمة في الحضور والانصراف، إذا لم يبصم الطالب أو الطالبة بعد الساعة الثامنة صباحا تصل رسالة لولي الأمر تعلمه بذلك.
من جهته قالت منى بنت محمد السالمية مديرة مدرسة بساتين المعرفة «بدأ المشروع في المدرسة كمشروع افتراضي حيث تم اختيار المدرسة لتطبيق المشروع افتراضيا، حيث تمّ في البداية نقل بيانات الطلبة من خلال فريق من «عمانتل» و«التربية» وفريق من المدرسة أيضا، «موضحة أنه تمّ أخذ عينات تجريبية من أولياء الأمور للتطبيق، وكانت ردود أفعالهم متباينة وهناك استجابة كبيرة وأبدوا ارتياحهم وسعادتهم بالمشروع.
يقدم مشروع «نظام درب السلامة» عددا من الخدمات للطالب وولي الأمر والمديرية والوزارة وإدارة المدرسة وهي موزعة كالتالي: