جريدة عمان
أكد الدكتور غالب بن سيف الحوسني رئيس مجلس إدارة الجمعية العمانية للموارد البشرية «أوشرم»، أن الجمعية وبالتعاون مع الاتحاد الدولي للمدربين ووزارة القوى العاملة، تستعد لإطلاق مشروع معني بتوثيق شهادات «المدرب المعتمد»، وذلك استعدادا لفعاليات الجمعية لعام 2019، حيث انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة المدرب المعتمد دون معايير حقيقية تخول أي شخص القيام بتقديم المحاضرات وبرامج تدريب «التنمية البشرية» وغيرها من المجالات.
وقال: «هناك كثيرون ظهروا في الآونة الأخيرة يدعون أنهم مدربون معتمدون لذلك تعمل الجمعية العمانية للموارد البشرية، بالتعاون مع وزارة القوى العاملة، والاتحاد الدولي للمدربين، على إعداد مشروع منح شهادة (المدرب المعتمد)، ومن خلال هذا المشروع، على كل من يرغب بالحصول على تلك الشهادة أن يدخل في برنامج تدريبي حقيقي، ويجتاز مجموعة من الاختبارات والامتحانات، فإذا ما نحج بها يُمنح الشهادة مصدقة من الاتحاد الدولي للمدربين، ووزارة القوى العاملة».
جاء حديث الحوسني على هامش الملتقى الشهري الختامي لهذا العام للجمعية العمانية للموارد البشرية الذي أقيم مؤخرا بمركز التدريب والتطوير بشركة تنمية نفط عمان، وتحدث بالملتقى أيضا كل من فريد بن خلفان الحارثي مدير التدريب والتطوير بشركة تنمية نفط عمان، ومحمد بن أحمد الريامي مدير أول تخطيط القوى العاملة في الشركة العمانية للاتصالات (عمانتل).
وتابع الدكتور غالب حديثه الخاص لـ «عمان» قائلا: «نعمل في الجمعية على إطلاق (البرنامج الوطني للقيادة في القطاع الخاص)، ضمن مشروع سند، والخطة أن يتدرب في هذا البرنامج 10000 موظف من الدرجات الوظيفية المتوسطة في القطاع الخاص خلال 5 سنوات، وعلى دفعات، ويهدف البرنامج إلى تأهيل الموظفين العمانيين لتولي المناصب العليا في القطاع الخاص، ويأتي تلبية لخطط الإحلال الوظيفي والتعمين، والبرنامج مبادرة من الجمعية العمانية للموارد البشرية (أوشرم)، وسيتم تنفيذه تحت مظلة وزارة القوى العاملة، والتي نتطلع معها للمزيد من التعاون لتنفيذ برامج ومشاريع مشتركة، ولتنفيذ البرنامج هناك تعاقد مع شركة محلية تستقطب المحاضرين من داخل السلطنة وخارجها لتأهيل المتدربين».
وحول الخطة الأولية لتنفيذ البرنامج قال الحوسني: «في المرحلة الأولى، والتي تعتبر مرحلة تجريبية سنقوم بتدريب 500 موظف لمدة 6 أشهر تمثل الدفعة الأولى، على أن نقوم بعدها بتدريب حوالي 2500 موظف بالسنة الواحدة، لنحقق تدريب 10000 موظف، كما أن التدريب لن يكون متواصلا، بل بحدود أسبوع من كل شهر، يكون فيه المتدرب مرتبطا بالعمل وليس مفرغا».
وحول خطة المؤتمر السنوي القادم أفاد الحوسني: «هناك لجنة مشكلة في الفترة الحالية، للبحث عن محور أساسي للمؤتمر السنوي القادم في عام 2019، وغالبا سيتناول المؤتمر موضوع الإنتاجية في ظل المتغيرات».
وعن أبرز ما قامت به الجمعية خلال العام الحالي قال: «خلال عام 2018 قمنا بتنظيم العديد من الفعاليات، ومن أبرزها ما يمكن تسميته الفعالية السنوية للجمعية، وهو المؤتمر السنوي وعقد في أكتوبر الماضي تحت عنوان (المستقبل هو الآن.. هل نحن مستعدون) بحضور حوالي 700 شخص من مختلف القطاعات، وكان المتحدثون من داخل السلطنة وخارجها متناولين مختلف الموضوعات المتعلقة باستشراف المستقبل ومواكبة التطور والثورة الصناعية الرابعة وغيرها من الموضوعات».
وأضاف: «بالنسبة للفعاليات الأخرى فهي كذلك متنوعة، منها حلقات العمل الشهرية، والتي نختتمها اليوم للعام الحالي، وهي حلقات نحدد فيها موضوعا محددا متعلقا بالموارد البشرية، منها علاقات الموظفين، واستخدام التكنولوجيا، والتدريب الوظيفي، وزيادة الإنتاجية، ومن البرامج التي تم تنفيذها خلال العام الحالي، برنامج (إعداد السيرة الذاتية ومواجهة المقابلات الشخصية)، وذلك بالتنسيق والتعاون مع جامعة السلطان قابوس، وقمنا بتدريب عدد من الطلاب على إعداد السيرة الذاتية، وإجراء محاكاة المقابلات الوظيفية، وتأهيل الطلاب في هذا المجال وتزويدهم بأبرز الأساسيات، وهذا البرنامج سيتواصل في العام القادم وبالتعاون مع مختلف الجامعات والكليات».
ودعا الدكتور غالب الحوسني المختصين في مجال الموارد البشرية للانضمام للجمعية، موضحا أن هناك ثلاثة أنواع من العضويات، العضوية الأولى للمختصين والموظفين في مجال الموارد البشرية، ويتمتع أصحاب هذه العضوية بمزايا منها المشاركة في المؤتمر السنوي بتخفيض في الرسوم، والمشاركة في الحلقات الشهرية، ويمكنهم تقديم حلقات العمل والمشاركة في التنظيم، كما يملكون حق التصويت والترشح لعضوية مجلس الإدارة. أما العضوية الثانية فهي للمهتمين بالمجال من غير المتخصصين في مجال الموارد البشرية، والعضوية الثالثة المخصصة للطلبة.
مشيرا إلى أن أصحاب العضوية الثانية والثالثة لا يمكنهم التصويت والترشح لعضوية مجلس الإدارة.
وتضمن الملتقى الختامي للجمعية جلستين، تحدث في الأولى فريد بن خلفان الحارثي مدير التدريب والتطوير بشركة تنمية نفط عمان حول النهج المتكامل للموارد البشرية، والتي تناولها من عدة محاور حيث تطرق إلى المنظومة المتكاملة للموارد البشرية، إضافة الى تحديد الاحتياجات المتعلقة بالموارد البشرية في بيئة العمل وتحدث عن إدارة توفير الاحتياجات من الموارد البشرية وإعدادها وتوفيرها لبيئة العمل من حيث التوظيف الداخلي والخارجي لشغل مناصب قيادية عليا، كما تحدث عن إدارة الأداء والإنتاجية من حيث العوامل المحفزة والتقييم والمكافآت وتطرق الحارثي إلى إدارة التدريب والتطوير من حيث التدريب التقني والمهني والإشرافي، مؤكدا على أن التدريب حق وواجب لكافة العاملين في القطاع مشيرا إلى أن أولوية التدريب للعمانيين وان الشركة تسهم سنويا في تدريب العديد من الكوادر العاملة في القطاعين الحكومي والخاص في كافة مجالات التدريب.
وفي الجلسة الثانية والتي حملت موضوع «رفع الأداء والإنتاجية» تحدث محمد بن أحمد الريامي مدير أول تخطيط القوى العاملة في الشركة العمانية للاتصالات (عمانتل) عن تاريخ الأداء من حيث نشأته وتطوره في ظل المتغيرات الحالية في مجال الاتصالات والتكنولوجيا والذي يعكس أداء الشركات والعاملين بها، وأشار إلى كيفية عملية التحول والتطوير في إدارة الأداء والإنتاجية، مشيرا إلى أهمية أدوات قياس الإنتاجية وكيفية تغيير الإنتاجية للأفراد مواكبة لتطوير التكنولوجيا في القطاع.
وتطرق الريامي لتجربة عملية في إدارة الأداء في عمانتل من حيث كيفية إدارة الأداء بالطريقة النمطية إلى الطريقة الحديثة المواكبة للتكنولوجيا والتركيز على التدريب الفردي من قبل المديرين، وتقبل الأفكار والمقترحات من كافة العاملين ومناقشتها معهم بما يخدم ويطور الفرد وإنتاجيته.