جريدة الوطن
متابعة ـ فيصل بن سعيد العلوي وخالد بن خليفة السيابي : تصوير ـ حسين المقبالي. :
بتكليفٍ من المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ توّج معالي الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالله السالمي وزير الأوقاف والشؤون الدينية أمس الفائزين بجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب في دورتها السابعة المخصصة للعمانيين، حيث تم تكريم الباحث حمد بن عبدالله بن سعيد السكيتي الفائز بالجائزة في مجال دراسات التراث الثقافي غير المادي عن فرع الثقافة عن عمله “السنة النجمية العمانية” ، وعيسى بن سالم بن حمد الصبحي الفائز في مجال الأفلام القصيرة عن فرع الفنون عن فيلمه “الأسود لا يليق بك” وقد منح الفائزين بموجبه وسام الاستحقاق للثقافة والعلوم والفنون والآداب بالإضافة إلى مبلغ مالي قدره خمسون ألف ريال عماني، كما تم في الفعالية الإعلان عن مجالات الدورة الثامنة لعام 2019م والمخصصة لعموم العرب حيث تم الإعلان عن التنافس في مجال “دراسات علم الإجتماع” عن فرع الثقافة ومجال “الطرب العربي” عن فرع الفنون ومجال “أدب الرحلات” عن فرع الآداب، حيث يتنافس على الجائزة وفق ما هو مُقرّر لها هذه الدورة العُمانيون إلى جانب العرب عموما ، بحيث تكون الترشيحات فردية أو من خلال المؤسسات الأكاديمية ويمنح الفائز في كل مجال وسام السلطان قابوس للثقافة والعلوم والفنون والآداب بالإضافة إلى مبلغ مالي قدره (مائة ألف ريال عماني).
ويستقصي كتاب “السنة النجمية العمانية” الفائز في مجال دراسات التراث الثقافي غير المادي عن فرع الثقافة عن موروث عماني تعرض للإهمال مدة طويلة من الزمن حتى كاد أن يتلاشى، وهو إرث كان يستخدم قديما لتنظيم شؤون الحياة الاقتصادية والاجتماعية من خلال النجوم في الوقت الذي يغفل المهتمون آنذاك التقويم الشمسي والاعتماد على التقويم القمري والتقويم النجمي، ويتمثل العمل في تقويم يعتمد على حركة النجوم أعده العماني لينظم بها حياته الاجتماعية والاقتصادية كالزراعة والحصاد والصيد في البر والبحر. وهذا التقويم ينقسم إلى حسابين حساب الدرور وحساب الطوالع إضافة إلى المعلومات الثرية التي تمكن الكاتب في جمعها وسردها في هذا الكتاب.
أما فيلم “الأسود لا يليق بك”الفائز في مجال الأفلام القصيرة عن فرع الفنون للمخرج عيسى بن سالم بن حمد الصبحي فيتعرض لقصة واقعية حدثت لأفراد في المجتمع صاغ من خلالها تلك الحكايات بجزئيات التفاصيل الواقعية الحقيقية في المجتمع العماني في فيلم سينمائي يغوض في تلك الأحداث.
وكان قد تم الإعلان في المؤتمر الصحفي الخاص بالجائزة في دورتها المخصصة للعمانيين والتي جرى مراسم تتويج الفائزين بها أمس عن حجب جائزة مجال الشعر الشعبي عن “فرع الآداب” لعدم وجود عمل يستوفي جميع الشروط والضوابط المقررة لهذا المجال ، تجدر الإشارة إلى أن لجنة التحكيم لمجال الشعر الشعبي قد ضمت كلا من كاتب الأغنية الكويتي بدر ناصر أحمد ناصر بورسلي، والشاعر الدكتور سيف بن محمد بن سيف الرمضاني (الباحث في الأدب العربي) ، والشاعر حمود بن علي بن سيف العيسري (مساعد أمين عام مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم) ، كما ضمت لجنة الفرز كلا من الشاعرة والناقدة الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية والشاعر الدكتور محمد بن عبدالكريم الشحي، والشاعر علي بن سالم الحارثي.
أما في مجال دراسات التراث الثقافي غير المادي فضمت لجنة التحكيم كلا من السيد سعيد بن سلطان البوسعيدي، مدير عام الفنون بوزارة التراث والثقافة، والدكتور حكمت عبد الرحيم حامد النوايسة، مستشار وزير الثقافة للتراث بالمملكة الأردنية الهاشمية والدكتور طارق المالكي، الأستاذ المحاضر بجامعة الحسن الثاني بالمملكة المغربية، فيما كانت لجنة الفرز في هذا المجال تضم كلا من الدكتور سعيد بن محمد الهاشمي، أستاذ مشارك بقسم التاريخ بكلية الآداب بجامعة السلطان قابوس والدكتورة آسية بنت ناصر بن سيف البوعلي، مستشار أول العلوم الثقافية بمجلس البحث العلمي، وناصر بن سالم الصوافي مدير دائرة التراث الثقافي غير المادي بوزارة التراث والثقافة.
أما لجنة التحكيم لمجال الأفلام القصيرة فقد تكونت كلا من مجدي أحمد علي، وهو مخرج تلفزيوني وسينمائي ورئيس مهرجان شرم الشيخ السينمائي بجمهورية مصر العربية، ومحمد بن سليمان الكندي رئيس الجمعية العمانية للسينما، وعلي حسين علي يعقوب الجمري وهو مخرج من مملكة البحرين. وكان في لجنة الفرز الأولي لهذا المجال كل من المخرج العماني أنيس بن إقبال بن حسن، والمخرج أحمد بن عامر الحضري، والمخرجة أمل بنت خلفان الكثيرية.
وقد شهدت الدورة السابعة لجائزة السلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب مشاركة كبيرة استوفت متطلبات الترشح 74عملا في جميع المجالات، حيث بلغ عدد المترشحين في مجال دراسات التراث الثقافي غير المادي 22 مترشحا، بينما بلغ عدد المترشحين في مجال الأفلام القصيرة 32 مترشحا، وفي مجال الشعر الشعبي بلغ عدد المترشحين 20 مترشحا.
وكان قد شهد الحفل الذي أقيم مساء أمس بنادي الواحات عرض فيلم عن الجائزة تناول دوراتها المختلفة مرورا بالدورة التي جرى تكريم فائزيها، كما ألقى سعادة حبيب بن محمد الريامي الأمين العام لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم كلمة للمركز تطرق خلالها إلى الجائزة وأهميتها والأهداف الأصيلة التي تحملها إضافة إلى المعلومات المتعلقة بالجائزة من خلال الاهتمام بالمشاركة من خلال الأعداد المتزايدة للترشح في كل مجال. كما تم في الحفل تقديم وصلة موسيقية إضافة إلى التكريم وإعلان مجالات الدورة الثامنة.
تأتي جائزة السُّلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب انطلاقا من الاهتمام السامي لحضرة صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ بالإنجاز الفكري والمعرفي وتأكيدًا على الدور التاريخي لسلطنة عُمان في ترسيخ الوعي الثقافي باعتباره الحلقة الأهم في سلم الرقي الحضاري للبشرية، ودعمًا من جلالته ـ أعزه الله ـ للمثقفين والفنانين والأدباء المجيدين، حيث أصدر جلالته في 27 من فبراير 2011م المرسوم السُّلطاني السامي رقم (18/2011) القاضي بإنشاء جائزة السُّلطان قابوس للثقافة والفنون والآداب.، وتهدف الجائزة إلى دعم المجالات الثقافية والفنية والأدبية باعتبارها سبيلاً لتعزيز التقدم الحضاري الإنساني.الإسهام في حركة التطور العلمي والإثراء الفكري، وترسيخ عملية التراكم المعرفي ، وغرس قيم الأصالة والتجديد لدى الأجيال الصاعدة؛ من خلال توفير بيئة خصبة قائمة على التنافس المعرفي والفكري. فتح أبواب التنافس في مجالات العلوم والمعرفة القائم على البحث والتجديد، وتكريم المثقفين والفنانين والأدباء على إسهاماتهم الحضارية في تجديد الفكر والارتقاء بالوجدان الإنساني، وتأكيد المساهمة العُمانية ماضيًا وحاضرًا ومستقبلا؛ في رفد الحضارة الإنسانية بالمنجزات المادية والفكرية والمعرفية.