جريدة عمان
حقق مشروعان بحثيان لطلاب من جامعة صحار إنجازا عبر إحرازهما جائزة التكنولوجيا الإيطالية لعام 2018 في مجال تكنولوجيا صناعة البلاستيك والمطاط، التي تنظمها وكالة التجارة الإيطالية ورابطة مصنعي الآلات الإيطالية، وبرعاية منظمة أمبلاست الإيطالية، حيث تُمنح هذه الجائزة للفرق البحثية الطلابية في التخصصات الهندسية والفنية بعد منافسة متخصصة تعتمد على تقديم الأبحاث حول مختلف الموضوعات التقنية والتكنولوجية، مثل استخدام تقنيات الإنتاج، بما في ذلك الآلات والبلاستيك والتغليف وغيرها من المنتجات الصناعية.
وتمّ اختيار الفريقين البحثيين للطلاب العمانيين للفوز بالجائزة نظير التميز الذي ظهر به بحثهم، والنتائج العلمية للمشروع القابلة للتطبيق، إلى جانب إيجاد حلول ابتكارية لإحدى المشكلات البحثية المرتبطة بصناعة التكنولوجيا البلاستيكية، حيث يعتمد نظام المسابقة على تقديم أوراق البحث حول الموضوعات المتعلقة باستخدام إنتاج التكنولوجيا في قطاعات محددة، وتمثلت لجنة التحكيم في خبراء الصناعة والأكاديميين والمهندسين الإيطاليين والدوليين.
وتفوق الفريق الطلابي البحثي العماني المشارك على المشاركين في نسخة الجائزة لهذا العام البالغ عددهم (61) طالبا وأستاذا من كندا والصين وإيران والمكسيك ورومانيا وروسيا والولايات المتحدة وأوزبكستان وفيتنام، والذين تم اختيارهم من قبل الجامعات المتعاونة مع الجهة الإيطالية، وانقسمت مجالات المسابقة في قطاعات الميكانيكا المتعلقة بمعالجة الجلود والزجاج وتغليف الأغذية ومعالجتها والسيراميك والمنسوجات والبلاستيك والمعادن، وتضمنت نسخة هذا العام تخصيص أول يومين للتدريب المتقاطع برعاية أكاديمية الفنون الجميلة لتقديم فهم أفضل للنمط الإداري والصناعي الذي يميز الشركات الإيطالية، وتوزعت الأيام المتبقية على برامج محددة لزيارة الشركات بالتعاون مع الجمعيات التجارية المعنية.
ففي المشروع البحثي الأول الممول من مجلس البحث العلمي ضمن برنامج دعم بحوث الطلاب، استطاع الطالبان مداد بن سعيد الحديدي ومؤيد بن سالم الحراصي العضوان في أحد فرق المشروعات الطلابية ضمن برنامج دعم بحوث الطلاب الذي يموله مجلس البحث العلمي (FURAP) بدورته الخامسة من القيام بتطوير مشروعهم البحثي حول التصنيع المحلي وتقييم الأداء لطابعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج النماذج الصناعية عبر تطبيق إجراءات بحثية مضافة بما ينسجم مع متطلبات جائزة التكنولوجيا الإيطالية لعام 2018 وبالتالي المشاركة والفوز بالجائزة.
وقد مهد تمويل مجلس البحث العلمي المقدم للفريق الأساسي للمشروع والمكون من أربعة طلاب من جامعة صحار لمشروعهم البحثي الأساسي بعنوان «تطوير وتقييم الطابعات ثلاثية الأبعاد لأغراض التصنيع وصناعة النماذج» لهذا الإنجاز، وقام فريق العمل الأساسي قبل المباشرة في التصميم بدراسة الإخفاقات والمحددات في أجهزة الطباعة ثلاثية الأبعاد في العالم حيث أثمرت نتائج دراستهم البحثية عن تحديد أحد التحديات التي تعاني منها تلك الطابعات، وهي: تقطع وتكسر السلك البلاستيكي (Filament) الذي يغذي أداة البثق كنتيجة لحركة المحاور الترددية والسريعة وبالتالي تنتج في العديد من الأحيان تقطعات في السلك، وفشل الطابعة على مواصلة بناء النموذج.
ولذلك قام الفريق البحثي الأساسي بإيجاد حلول تصميمية من خلال جعل الحركة للمحورين من المحاور الأفقية تتم من خلال قاعدة الطابعة بدلا من حركة الباثقة التي يرتبط بها السلك البلاستيكي المغذي لمادة البلاستيك، وبالفعل فقد تم اعتماد التصميم الجديد وتصنيع الطابعة واختبارها بنجاح.
وتجدر الإشارة إلى أن تصنيع وضبط مثل هذه المعدات تتطلب دقة تصنيعية عالية وكذلك معايرة وضبط الأجزاء يحتاج إلى أجراءات التصنيع الدقيقة حيث يتطلب الحصول على توافق حركي لأربعة محاور حركية بالإضافة إلى السيطرة على درجة الحرارة الآنية ليتم بنجاح إيصال المادة البلاستيكية إلى الموقع المطلوب لها ضمن هيئة الشكل للنموذج قيد التصنيع.
ويهدف هذا المشروع الابتكاري بالدرجة الأولى إلى كسب المعرفة أو ما يسمى (know-how) وبما يتيح توطين التقنيات المتقدمة لخدمة قطاع الصناعات التحويلية في السلطنة، كما أن تنفيذ هذا المشروع الابتكاري ساعد على إظهار الصورة الواعدة عن إمكانية المهندس العماني وقدرته في الابتكار التكنولوجي والصناعي.
أما المشروع الثاني لطلبة جامعة صحار المكون من الطالبتين ميعاد بنت محمد الشيزاوية وفاطمة بنت سليمان البادية والذي فاز أيضا بالجائزة في المجال نفسه، فقد كان في مجال إعادة تدوير البلاستيك واستخدامه في الزراعة كوسط لنمو المزروعات في تطبيقات الزراعة المائية، حيث كما هو معلوم فإن النفايات البلاستيكية هي واحدة من أكثر الملوثات السمية التي تشكل تهديدًا خطيرًا لنظامنا البيئي بسبب قدرتها على مقاومة التدهور الطبيعي، ومن ناحية أخرى فإن الأمن الغذائي يتطلب المزيد من الأبحاث لتوليد حلول مجدية للتعامل مع المناخ شديد الحرارة ونقص الماء، وحاليا تعتبر تطبيقات الزراعة المائية في البيوت المحمية من الحلول الواعدة في مجال تقنيات الزراعة، ولذلك فإن هذا المشروع التجريبي يدرس إمكانية استخدام نفايات البلاستيك في إنتاج وسط دعم نمو النبات (بديلا عن التربة الاعتيادية) للاستخدام المحتمل في تطبيقات الزراعة المائية.