جريدة عمان
أكدت فائقة بنت علي السناوية مديرة دائرة الصحة المدرسية والجامعية بوزارة الصحة حرص الوزارة على تطوير خدمات الصحة المدرسية المقدمة لكافة فئات المجتمع المدرسي بصورة عادلة وشاملة في جميع محافظات السلطنة وضمان جودتها، موضحة أن التقارير السنوية للفحص الطبي الشامل للطلبة اعتبرت مشكلة نقص وزيادة الوزن هي أهم المشاكل الصحية الموجودة بين الطلبة ، يليها فقر الدم وضعف الإبصار والطفيليات المعوية، وبينت السناوية مساهمة أطباء الصحة المدرسية في اكتشاف إصابة عدد من الطلبة ببعض أمراض القلب وضعف السمع البسيط .
ولفتت إلى دور وزارة الصحة في تنفيذ التوجيهات السامية بتوفير كادر تمريضي للصحة المدرسية حيث وصل عددهم الآن 788 ممرضا وممرضة، والعمل على تصميم سجل صحي إلكتروني للطلبة في البوابة الصحية تحتوي على كافة البيانات الطلبة الصحية في المدارس خلال فترة دراستهم في الفئة العمرية من 6 سنوات وحتى 18 سنة، كما تم اعتماد السياسة التنظيمية لعمل ممرضي الصحة المدرسية لتكون المرجع الرئيس لتقديم الخدمات الصحية بالمدارس وتواصل العمل على إصدار أدلة الصحة النفسية وأدلة المشورة لصحة اليافعين والشباب لتكون رافدا لممرض الصحة المدرسية في تقديم خدمة ذات جودة عالية .
وقالت مديرة دائرة الصحة المدرسية والجامعية في حديث خاص مع «عمان» : إن وزارة الصحة تعنى بتقديم خدمات الصحة المدرسية كأحد أولوياتها وذلك لأسباب عده منها أنها تخدم قطاع التعليم وما يتضمنه من شريحة لا يستهان بها في المجتمع حيث الزيادة المطردة في أعداد الطلبة وذلك بفضل جهود وزارة التربية والتعليم لنشر العلم، كما تتميز هذه الشريحة بتغيرات متلاحقة سواء من الناحية البدنية أو النفسية أو العقلية مما يجعلها أكثر قابلية إلى الإصابة ببعض الأمراض والمشاكل الجسدية والنفسية.
وأضافت: تتبع دائرة الصحة المدرسية والجامعية للمديرية العامة للرعاية الصحية الأولية بوزارة الصحة، وتختص بإعداد السياسات والاستراتيجيات الكفيلة بتوفير الرعاية الصحية الوقائية والعلاجية والتعزيزية لطلبة المدارس والمراهقين والشباب وتنفيذها وتقييمها مع ذوي الاختصاص في وزارة الصحة والجهات الاخرى، والإعداد والإشراف على تنفيذ وتقييم البرامج الخاصة بمبادرة المدارس المعززة للصحة بالتنسيق مع المختصين بوزارة التربية والتعليم، والتنسيق مع الجهات المختصة بوزارة التربية والتعليم لإدماج المفاهيم الصحية في المناهج الدراسية، والإعداد والإشراف على تنفيذ وتقييم البرامج الخاصة بمبادرة الجامعات المعززة للصحة بالتنسيق مع المختصين بوزارة التعليم العالي، وإجراء الدراسات والبحوث والمسوحات الصحية المطلوبة لرصد التغيرات في المعارف والمواقف والممارسات لطلبة المدارس ومؤسسات التعليم العالي بالتنسيق مع الدوائر المختصة.
وتسعى دائرة الصحة المدرسية إلى تحقيق خدمات الصحة المدرسية من خلال وضع أهداف استراتيجية وهي تعزيز أنماط الحياة الصحية لدى كافة فئات المجتمع المدرسي في جميع محافظات السلطنة، وتطوير خدمات الصحة المدرسية المقدمة لكافة فئات المجتمع المدرسي بصورة عادلة وشاملة في جميع محافظات السلطنة وضمان جودتها، وتعزيز صحة طلبة مؤسسات التعليم العالي في جميع المحافظات.
وتنقسم دائرة الصحة المدرسية والجامعية إلى قسمين وهما: قسم خدمات الصحة المدرسية، وقسم خدمات الصحة الجامعية والمراهقين. وتعتمد منهجية الدائرة من خلال رؤية واضحة وهي نشر الممارسات الحياتية السليمة في المجتمع ، وغاية تهدف إلى رفع الوعي الصحي وتصحيح الاتجاهات وترسيخ السلوكيات والممارسات الحياتية السليمة، حيث تقوم دائرة الصحة المدرسية والجامعية بإعداد البرامج والسياسات التنفيذية للصحة المدرسية ومناقشتها مع ذوي الاختصاص في وزارة التربية و التعليم و الدوائر المعنية بوزارة الصحة.
وتعتمد خدمات الصحة المدرسية في السلطنة على توفير خدمات وقائية في المدارس لطلاب وطالبات المدارس، الهيئة الإدارية والتدريسية ، العاملين بالمدارس ، والمجتمع المحلي من خلال تواجد ممرضي الصحة المدرسية بالمدارس. بينما تقدم الخدمات العلاجية و التأهيلية من خلال المؤسسة الصحية التابعة لها المدرسة.
وحول اقتراح بعض أولياء الأمور إنشاء مطاعم صحية في المدارس وإمكانية الاستفادة من التجارب الدولية، أفادت السناوية بأن وزارة الصحة تعمل جاهدة على تحسين المستوى الغذائي لطلبة المدارس من خلال توعية الطلبة بأهمية التغذية الصحية السليمة ، وتوعيتهم حول كيفية اختيار الوجبة الغذائية ، وأهمية وجبة الإفطار ، وذلك من خلال المناهج الدراسية والفعاليات التربوية الصحية التي تهدف إلى تحسين التغذية المدرسية.
ومن الإجراءات المتخذة تنفيذ المحاضرات والندوات التثقيفية المختلفة للطلبة وأولياء الأمور، وتوزيع المواد التثقيفية المختلفة لمعظم المراحل الدراسية، العمل بنظام التقصي والترصد التغذوي، ومبادرة المدارس المعززة للصحة والصديقة للتغذية، ووضع دليل الاشتراطات الصحية للجمعية التعاونية (المقصف المدرسي).
كما تسعى وزارة الصحة بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم للعمل على تحسين التغذية المدرسية بالمدارس من خلال مراجعة قائمة الأغذية المقدمة بالجمعيات التعاونية المدرسية بما يتناسب مع الاحتياجات الغذائية للطلبة حيث تعتبر الوجبة المدرسية وجبة مكملة للطلبة يستعينون بها لإكمال يومهم المدرسي والمشاريع التغذوية الصحية بالمدارس لها اهتمام بالغ من قبل وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم ويتم طرح كل المشاريع التغذوية ودراستها مع الجهات ذات الاختصاص ومدى ملائمتها من الجانب الصحي للطلبة ومن الجانب الاقتصادي للقطاع الخاص والإمكانيات المتاح توافرها في السوق العماني بهدف استمرارية تلك المشاريع.
وأوضحت مديرة دائرة الصحة المدرسية حول أهمية تعيين أخصائيين في مجال تغذية الطلاب في المدارس ان: صحة طلبة المدارس من أولويات وزارة الصحة متمثلة بدائرة الصحة المدرسية والجامعية من خلال الاهتمام بتغذية طلبة المدارس ، ويتواجد بالدائرة فني تغذية ، وأخصائي توعية صحية بدائرة البرامج الإرشادية والتوعوية بوزارة التربية والتعليم وأخصائي توعية صحية بجميع المحافظات يتمثل دورهم في الإشراف على التغذية المدرسية من خلال المساهمة في وضع الخطط والبرامج الخاصة بالتغذية في المدارس بهدف توفير الرعاية التغذوية والصحية للمجتمع المدرسي ومتابعة تنفيذها ، ووضع الاشتراطات الصحية في الجمعيات التعاونية داخل المدارس والإشراف عليها ، والتعاون مع الجهات ذات الاختصاص في مجال التغذية المدرسية.
وتقوم أقسام الصحة المدرسية بالمحافظات بالتنسيق مع أخصائي التغذية التابعين لوزارة الصحة للمشاركة في لجنة اختيار الأصناف الغذائية بكل محافظة، كما يتم التنسيق بالمحافظات من خلال دائرة الرعاية الصحية الأولية لوضع خطة تثقيفية للتغذية المدرسية للمدارس من خلال المؤسسة الصحية التابعة لها المدرسة.
وعن أبرز مستجدات الخطط الوطنية لتنفيذ البرامج والأنشطة المختلفة، قالت السناوية: تقديم خدمة صحة مدرسية ذات جودة عالية يتطلب العمل مع كافة القطاعات المرتبطة بصحة الطلبة لوضع استراتيجيات تخدم كافة فئات المجتمع المدرسي. حيث انتهت الدائرة من اعتماد السياسة التنظيمية لعمل ممرضي الصحة المدرسية لتكون المرجع الرئيس لتقديم الخدمات الصحية بالمدارس.
وقد عملت دائرة الصحة المدرسية والجامعية على تنفيذ برنامج تثقيف الأقران مع صندوق الأمم المتحدة للسكان بهدف تدريب مدربي مثقفي الأقران بالمدارس.
وتعمل حاليا لإصدار أدلة الصحة النفسية وأدلة المشورة لصحة اليافعين والشباب لتكون رافدا لممرض الصحة المدرسية في تقديم خدمة ذات جودة عالية من خلال الحلقات التدريبية التي سيحصلون عليها.
وأكدت أن وزارة الصحة ممثلة بالمديرية العامة للرعاية الصحية الأولية لا تألو جهدا للسعي لتنفيذ استراتيجية السياسة الوطنية لمكافحة الأمراض غير المعدية والتي تهدف الخطة الوطنية متعددة القطاعات إلى خفض عدد حالات الوفاة المبكرة الناجمة عن الأمراض غير المعدية بنسبة 25% بحلول عام 2025 م وتحتوي الخطة على ثمانية فصول تتناول الجوانب المختلفة لأعمال الوقاية ومكافحة الأمراض غير المعدية في السلطنة ، وتركز الخطة على التصدي للأمراض الأربعة الرئيسية وهي أمراض القلب والشرايين والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي والسكري، كما ستفسح حيزا كبيرا لمجابهة عوامل الخطورة الأساسية وهي قلة النشاط البدني والغذاء غير الصحي والتدخين ، بالإضافة إلى تركيزها على التوعية والإعلام لما لها من أهمية في مجابهة مثل هذه الأمراض.
وبينت فائقة السناوية حول ما قدمته اللجنة المركزية المشتركة للصحة المدرسية في دعم برامج الصحة بقولها: اللجنة تتكون من ممثلي من وزارات الصحة والتربية والتعليم والبلديات الإقليمية وموارد المياه والتعليم العالي والشؤون الرياضية والإعلام واللجنة الوطنية للشباب والمنظمات الدولية التي لها علاقة بصحة اليافعين والشباب وتعمل على إشراك الجهات الحكومية ذات الصلة بتقديم الدعم المادي والتقني من خلال رفع مستوى الوعي الصحي بين الطلاب والنهوض بخدمات الصحة المدرسية والجامعية بما يكفل رفع المستوى الصحي بين الطلبة ، والتنسيق بين الجهات المعنية لإيجاد بيئة صحية مناسبة للطلبة ، وإعداد البرامج والسياسات التنفيذية للصحة المدرسية والجامعية ومناقشتها مع ذوي الاختصاص.
وتعمل اللجنة من خلال اجتماعاتها السنوية على مناقشة كل ما يهم الطلبة والشباب سواء دعم الجوانب الصحية من خلال دعم المشاريع التي ترتبط بصحة الطلبة والشباب على سبيل المثال وليس الحصر مبادرة المدارس المعززة للصحة وبرنامج مكافحة استخدام التبغ والعمل على إيجاد برامج تدعم التغذية المدرسية ، برنامج تثقيف الأقران واعتماد المسوحات الصحية التي تنفذ بالمدارس ومؤسسات التعليم العالي.
ومن جانب آخر أكدت السناوية أن الفحص الطبي الشامل للطلبة المستهدفين الذي يقوم به ممرض الصحة المدرسية داخل المدرسة يعتبر من أهم دعائم الرعاية يتضمن جميع الفحوصات البدنية والكشف عن نموهم وملاحظة سلوكهم و تصرفاتهم، كما يشمل طلبة و طالبات الصفوف الأول والسابع والعاشر، ويعتبر الفحص الطبي شاملاً حيث يهدف إلى الكشف المبكر عن أي مرض أو خلل و معالجته بالطرق الصحيحة، ويتم تسجيل جميع البيانات الخاصة بالطالب في سجله الصحي والذي يتم حفظه داخل ملف الطالب بالمدرسة حتى يمكن الاستفادة منه في أي مرحلة دراسية ينتقل إليها الطالب.
وفي نهاية كل عام دراسي يتم إعداد تقرير شامل عن المشاكل الصحية المكتشفة لدى الطلبة المستهدفين و كيفية التعامل مع هذه الحالات من حيث تقديم العلاج لها أو تحويلها إلى الرعاية الصحية الثانوية، كما يعطي التقرير أيضاً مؤشراً قوياً حول الإعداد التي تم شفاؤها أو ما زالت تحت العلاج.
ويتبين من التقارير السنوية للفحص الطبي الشامل للطلبة أن مشكلة نقص وزيادة الوزن هي أهم المشاكل الصحية الموجودة بين الطلبة ، يليها فقر الدم و ضعف الإبصار و الطفيليات المعوية. كما يلاحظ من خلال التقارير أن هناك دوراً مهماً لأطباء الصحة المدرسية خاصة في اكتشاف بعض أمراض القلب وضعف السمع البسيط من خلال فحوصات السمع للصف الأول حيث يتم تحويل هذه الحالات إلى الاختصاصيين في وزارة الصحة لإجراء اللازم .
وحول إشراك أولياء الأمور في تعزيز السلوكيات الصحية لدى الأبناء، قالت السناوية: تواجد ممرض الصحة المدرسية بالمدرسة يسهم في تنفيذ خدمات الصحة المدرسية بكل مكوناتها والتي تتضمن مشاركة الأسرة والمجتمع من خلال مشاركة ممرض الصحة المدرسية في اجتماعات أولياء الأمور من خلال مناقشة وطرح المشاكل الصحية والسلوكيات والظواهر السلبية وغير الصحية أو طرح برامج توعوية أو مشاريع صحية ومساهمة أولياء الأمور سواء كانت من خلال أطروحاتهم أو مساهماتهم المادية أو المشاركة الفعلية في وضع الحلول وتطبيق المشاريع الصحية والذي يخلق شراكة تكاملية بين المجتمع المحلي والمجتمع المدرسي.
وعن أهمية توفير التمريض المدرسي ومدى إلزامية تطبيق هذه الخدمة في كافة مدارس السلطنة، أكدت فائقة السناوية أن القوى البشرية العاملة في الصحة المدرسية تعتبر هي حجر الأساس من أجل تطبيق خدمات صحية شاملة في المدارس، وتنفيذا للتوجيهات السامية بتوفير كادر تمريضي للعمل في كل مدرسة ، فقد تم تشكيل فريق عمل من وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم حيث تقوم وزارة الصحة بتوفير ممرض وممرضة للصحة المدرسية لكافة المدارس بالسلطنة وذلك في إطار الاهتمام بالصحة المدرسية ووضع برنامج زمني لتنفيذها حسب الإمكانيات المتاحة لوزارة الصحة.
وتصل نسبة توفير كادر تمريض الصحة المدرسية منذ بداية تنفيذ التوجيهات السامية إلى (788) ممرضا وممرضة صحة مدرسية بنسبة تصل إلى (70 %) .
وأشارت مديرة دائرة الصحة المدرسية والجامعية حول الخطط المستقبلية بقولها: تسعى دائرة الصحة المدرسية لمواكبة التطور الرقمي للتعامل مع البيانات الصحية من خلال العمل على تصميم السجل الصحي الإلكتروني بالبوابة الصحية ، وذلك نظرا لأهمية السجل الصحي الذي يحتوي على بيانات الطلبة الصحية في المدارس والتي تسهل عملية تسجيل ونقل بيانات الطلبة الصحية بين المدارس دون الحاجة إلى استخدام الأوراق، وأن وجود سجل صحي إلكتروني يعتبر في غاية الأهمية حتى لا تفقد المعلومات الصحية حول الطالب أثناء التنقل بين مدرسة وأخرى. ويعتبر السجل الصحي الإلكتروني من البرامج الجديدة والمفيدة والهامة في مجال الصحة المدرسية خلال فترة تواجد الطالب بالمدرسة في الفئة العمرية من 6 سنوات وحتى 18 سنة.