جريدة عُمان
عقد «النادي الثقافي» حلقة نقاشية حملت عنوان «الثقافة المحلية والمناهج الجامعية»، بالتعاون مع جامعة مسقط التي استقبلت الحلقة في مبناها بالغبرة.
وتحدث في الحلقة النقاشية كل من البروفيسور «يسرى المزوغي» رئيسة جامعة مسقط، والدكتور عامر الحجري رئيس قسم إدارة الأعمال في الجامعة العربية المفتوحة، والدكتور بدر بن سالم القطيطي الأستاذ المساعد في كلية التربية بالرستاق، وأدارت الجلسة الغالية بنت سالم المغيرية.
بداية تحدثت الدكتورة يسرى المزوغي عن مفهوم الثقافة المحلية، وقالت إنها مجموعة العادات والتقاليد واللهجة والهوية واللباس وأسلوب الحوار التي تنشأ مع الفرد في بيئته، كما أشارت إلى تجربتها في المملكة المتحدة حيث عملت فيها لمدة تصل إلى 14 سنة، مشيرة إلى أن الثقافة المحلية البريطانية تدرج ضمن المناهج، وأكدت أهمية البحث العلمي في حفظ ونقل الثقافة المحلية للأجيال القادمة، كما أكدت بأن البحث العلمي ليس مقتصرا على طلبة الدراسات العليا فقط، إنما هو جانب حيوي يمكن لأي مهتم وباحث العمل عليه.
كما أشارت إلى دور الأندية الطلابية في نقل ثقافات بلدانهم إلى البلدان التي يدرسون بها من خلال إقامة الاحتفالات بالمناسبات الوطنية وتضمين ذلك المأكولات الشعبية والفنون والموسيقى في إشارة منها إلى أن البيئة العلمية الجامعية يمكن أن تكون مكانا ثريا لتبادل الثقافات والتعريف بها سواء من قبل الطلاب بشكل مباشر في الاحتفالات، أو من خلال الأكاديميين.
وبدوره تحدث الدكتور عامر الحجري عن التحديات التي تواجه الطالب الجامعي والتي قد تبعده عن التراث المحلي، مشيرا إلى أن المناهج الجامعية مستوردة وهي مترجمة ومن ثقافة مغايرة، كما أن أغلب القائمين على العملية التعليمية الجامعية هم من بيئات مختلفة، مؤكدا ضرورة المناهج المعدة محليا.ومما قاله الدكتور الحجري إن الموروث الثقافي المحلي يجب أن يكون له تأسيس عند الناشئة من البيت والمجتمع والمدرسة قبل أن يصل إلى المرحلة الجامعية.
أما آخر المتحدثين الدكتور بدر القطيطي فتناول المناهج المدرسية، مستعرضا بعضا من المقررات المتعلقة بالتراث المحلي والثقافة العمانية، كما عرض نماذج من أسئلة اختبارية للطلاب تحوي صورا من الفنون الشعبية العمانية وإعداد بعض المأكولات وغيرها من الصور التي تتطلب وصفا من الطالب، كما تحوي الأسئلة على طلب وصف تعبيري عن نوع من أنواع الفنون التراثية.
وقدم الدكتور بدر القطيطي مقترحا لمنهج تدريس التراث الثقافي في المناهج الجامعية، بحيث يحوي ثلاث وحدات، يتضمن وحدة حول دراسة التراث بشكل شامل، ووحدة للتراث المادي، ووحدة للتراث غير المادي، ويهدف المقرر إلى تعريف الطالب بالتراث العماني وأهميته وأنواعه، إضافة إلى تقديم خريطة واضحة المعالم لجهود السلطنة في حفظ التراث ومحاولة توثيقه في اليونسكو.
وقد سلطت الحلقة الضوء على أهمية الثقافة المحلية في المناهج الأكاديمية مؤكدة أنها جزء مهم من ثقافة الشعوب، وأداة التواصل بين الأجيال، وتخلد ذاكرة الوطن، وتحدد ملامح هويته، وتسطر أمجاده، وتشكل وعي أفراده.
ونوقشت في الحلقة عدة محاور منها التعرف على خصائص الثقافة المحلية ومظاهرها في المناهج الجامعية، بالإضافة إلى تسليط الضوء على طرق ووسائل تدريس الثقافة المحلية في المناهج الأكاديمية، ومدى إسهام مؤسسات التعليم العالي في السلطنة في نشر الثقافة المحلية في المناهج الجامعية، وكذلك التحديات التي تواجه تضمين الثقافة المحلية في المناهج الجامعية، بالإضافة إلى عرض لتجارب ونماذج تدريسية في تضمين الثقافة المحلية في المناهج الجامعية في السلطنة.