جريدة عمان
أسعار مبالغ فيها ويمكننا القول بأنها ( خيالية)، وسنة تلو سنة ترتفع الأسعار وكل مدرسة تتعذر بما يميزها عن غيرها، بالرغم من أن الاختلاف بسيط جدا، والحروف هي الحروف والأرقام هي الأرقام، ربما نجد بأن مستوى الطالب الذي يدرس في مدرسة خاصة أخرى وبسعر أقل قد يكون مستواه التعليمي أفضل من الذي يدرس في المدارس العالمية، والمثير للجدل هو أن أسعار المدارس لدينا بالسلطنة أغلى من المدارس العالمية في بقية دول الخليج فلو فتحنا بابا لمقارنة الأسعار نجد أسعار مدارسنا الخاصة مبالغ بها جدا، وكأن لا رقيب ولا حسيب عليها، ناهيك عن أسعار حافلات نقل الطلاب، لذا ولتزايد شكاوى الأهالي الذين يبحثون عن التعليم والتميز والأفضل في المدارس الخاصة، كان لنا هذا الاستطلاع.
«عمان» استمعت إلى آراء أولياء الأمور حول مستوى المدارس الخاصة وأبرز الشكاوى والمشاكل التي يعانون منها، فقالت ندى علي النقي : أتعجب من بعض المدارس الخاصة بالسلطنة ومن مستواها فلا يوجد تقدم ولا تطور أبدا في كثير منها، على سبيل المثال: هناك مادة تدرس من سنين بكل مدارس العالم وهي (الروبوتس) والمدارس تدخل من خلالها مسابقات عالمية، وهنا أنا وأبنائي لم نسمع عنها فما زلنا في زمن السبورة والطبشور.
كما تقول ميساء بنت علي بن محمد: سوف أتحدث عن مدرسة أطفالي وهي من المدارس الخاصة الجديدة في مسقط، وأجد بأن الأسعار نوعا ما مبالغ فيها خصوصا مع عدم توفر مسبح، وعدم توفر صالة رياضية خاصة مهيأة لهذا الغرض، وعدم توفر مسرح مدرسي، ولكن الذي أجبرنا على ترك أولادنا في هذه المدرسة هو: جودة التعليم لديهم، واهتمامهم بتطوير مهارات أطفالنا، بالإضافة إلى قرب المدرسة من منزلنا، والحمد لله لاحظت تطور ابني و ابنتي علميا بطريقة سلسة ومريحة من سنة لسنة، واتساع مدارك تفكيرهم، وحبهم للبيئة المدرسية.
وعن أسعار الحافلات قال «ليست لدي فكرة ذلك لأنني آخذهم للمدرسة أو والدهم من باب الاطمئنان، والسبب هو سماعي لبعض الشكاوى بشأن جودة الحافلات، وعدم توفر حزام الأمان أو كرسي مناسب لعمر الطفل، و قلة اهتمام قائدي الحافلات أو المشرفة بسلامة الطلاب»، وأعربت عن أملها من وزارة التربية والتعليم إيلاء اهتمام أكثر ونشر تقارير دورية عن جودة المدارس الخاصة لتكون هناك روح تنافسية بين هذه المدارس في تقديم الأفضل لأبنائنا».
وسألنا ميساء : لماذا لم تلحقي أبناءك بالمدارس الحكومية؟ وقالت «لا لم أفكر في ذلك بالرغم أنني أمضيت آخر ٦ سنوات مِن حياتي الدراسية في المدارس الحكومة، وكانت أجمل سنوات الدراسة وأجمل صحبة التقيتهم هناك، لكن وللأسف الاهتمام الآن قليل بسبب كثرة عدد الطلاب وعدم اكتراث بعض من المعلمات بإرضاء أولياء الأمور (لأنها دراسة مجانية) بعكس الاهتمام بالطالب وإرضاء الأهالي في المدارس الخاصة، وغير ذلك، وعندما دخلت الجامعة واجهت صعوبة في اللغة الانجليزية وفي التأقلم مع منهج دراسي لا يعتمد على الحفظ فقط (مثل ما كان منهج المدارس الحكومية أيام دراستي) بل على الفهم والأبحاث والتعمق في المادة وإبداء رأيي في أي موضوع يطرح عليّ، وفي الأخير أوضح بأن بعض المدارس قد تبالغ في الأسعار نظرا لعدم وجود رقابة وأساسيات و قوائم لضبط الأسعار.
هبة بنت إبراهيم بن عوض تقول: المدارس الخاصة أسعارها مبالغ فيها وأسعار الحافلات حدث ولا حرج وللأسف لا رقابة ولا نظام في الدول المجاورة حددوا أسعار معينة للمدارس الخاصة، لكن هنا وللأسف ( كل مدرسة تمشي على هواها)، وفي النهاية المستوى دون المطلوب.
كما توضح سجى البحراني قائلة: حين كان يدرس ابني في إحدى المدرس الخاصة في kg2 كانت تكاليف الدراسة مبلغا وقدره، وخلال سنة ونصف حين جئنا لنسجل أخته أيضا في kg2 وجدنا اختلاف كبير في المبلغ، بالرغم من أن المدرسة كما هي عليه، وهكذا الحال هناك زيادة في الأسعار لأنهم على علم بأن الأهالي يريدوا بناء وتأسيس أولادهم وخصوصا فاللغة الانجليزية، وأنا أتعجب بدلا من أن يخفضوا السعر وخاصة لمن يدرس اكثر من طفلين في المدرسة، أصبح العكس!!، والمشكلة لا يمكننا نقل الأبناء إلى مدارس أخرى لأنهم اعتادوا على المدرسين والزملاء ومستوى الدراسة جيد لديهم.
وأضافت «عندي ملاحظة وهي عن المنهج، فهو في الصفوف الدنيا منهج يعادل مناهج الثانوية العامة أو منهج كلية على زماننا، صحيح الطفل يستوعب أشياء كثيرة، لكن المفروض أن لا يضغطوا ويكثفوا عليهم، فحين كان ابني في الصف الثاني ابتدائي طلبوا منه (مشاريع، واجبات، وحفظ، وعرض شفهي)، فمتطلبات بعض المدارس الخاصة كثيرة وفوق طاقة الطفل، مما يجعل الطالب يتضايق تدريجيا من الدراسة، فيجد نفسه محاصر بين الدراسة والمشاريع الطلابية وبين حل الواجبات والحفظ والإملاء في المنزل، فأقول في نفسي نحن ندفع مبالغ حتى يدرسوهم ويركزوا عليهم في المدرسة فقط، نجدهم يلزموننا نحن بدراستهم ونحن من نتعب معهم، في هذه الحالة من الأفضل انقلهم إلى مدارس حكومية وأنا ادرسهم، وأنا هدفي من المدارس الخاصة اكتساب ابني طلاقة في اللغة الانجليزية لا غير، لكن ما نراه انهم يضغطوا عليهم كثيرا بالواجبات فبالمقارنة بالدول الأوروبية لا أعتقد أنهم يكثفون على الأطفال مثلنا، حتى لا ينفر الطالب من الدراسة منذ طفولته، وبخصوص حافلات المدرسة فإن الأسعار مبالغ بها جدا جدا وكل طالب في نفس المنزل له سعر منفرد ومبالغ فيه،( يعني لو أوفر لي سائقا واشتري سيارة فإن التكلفة أقل مما يطلبوه).
خالد محمد ( ابو لمار) يقول: تسجيل أبنائنا في المدارس الخاصة الهدف منه في الأول والأخير تلقي الاهتمام والمعاملة الخاصة، لأنه وللأسف في بعض المدارس الحكومية لا يوجد نظام ومراقبة، مما أجبر أولياء الأمور حتى الذين ظروفهم المادية لا تساعدهم كثيرا بالتوجه إلى المدارس الخاصة، لأن البعض يقوم بالتعليق (مكره أخاك لا بطل)، خصوصا بعد أن زادت الحوادث وتكررت اكثر من مرة في حافلات المدارس الحكومية، ناهيك عن ما يحدث من مشاكل في بعض منها، فيفضل أن يدفع ما يفرض عليه من رسوم لكي يضمن مستقبل ابنه.