جريدة عمان
حصلت الباحثة الدكتورة يسرى بنت سليمان الناصرية بروفيسور مساعد بكلية عمان للعلوم الصحية بوزارة الصحة على درجة الدكتوراه في مجال التمريض من جامعة كاليفورنيا لوس أنجلوس (UCLA) بالولايات المتحدة الأمريكية، وقد نالت على جائزة أفضل أطروحة دكتوراه من الجامعة لهذا العام.
وتتمحور الفكرة العامة للدراسة في تصميم تطبيق تفاعلي للهواتف الذكية لأولياء أمور الأطفال المصابين بأنيميا الخلايا المنجلية في سلطنة عُمان ؛ وذلك لغرض تحسين جودة الحياة المرتبطة بصحة الأطفال المصابين بهذا المرض (HRQOL)، وأما عن أسباب اختيار هذا المجال للدراسة يعود إلى أن مرض الخلايا المنجلية في السلطنة هو أكثر أمراض الدم الوراثية شيوعا ، حيث إن ٦٪ من العمانيين مصابون بهذا المرض ويعانون من مضاعفات خطيرة مما أدى إلى تدني في جودة الحياة المرتبطة بالصحة.
وقامت الباحثة بتصميم برنامج تعليمي صحي متكامل (PEIP) لأولياء أمور الأطفال المصابين بأنيميا الخلايا المنجلية في السلطنة واستخدمت تكنولوجيا الهواتف الذكية لدراسة محتوى البرنامج، والذي كان يهدف لرفع مستوى المعرفة لديهم وتعزيز كفاءتهم الذاتية، إضافة إلى تحسين جودة الحياة المرتبطة بصحة أطفالهم المصابين بهذا المرض. ودرست الباحثة فعالية هذا البرنامج في رفع مستوى معرفة الوالدين حول كل ما يتعلق بهذا المرض، إضافة إلى قدرتهم على التعامل مع أعراض المرض في المنزل وعلى تحسين جودة حياة هؤلاء الأطفال.
وأثبتت النتائج فعالية البرنامج ونجاحه في رفع مستوى المعرفة وتعزيز الكفاءة الذاتية مما نتج عنه تحسن في جودة حياه الأطفال المصابين بمرض الخلايا المنجلية.
وباستعمال برنامج (PEIP) فإن هذه الدراسة تعتبر أول دراسة تقوم بتقييم الكفاءة الذاتية للوالدين حول مدى قدرتهم على التعامل مع أعراض المرض في المنزل، كما أنها الدراسة الأولى التي استهدفت جميع جوانب جودة الحياة المرتبطة بالصحة (HRQOL) في الأطفال وهي الجوانب الجسدية، والمعنوية، والاجتماعية والعقلية، مقارنة بالدراسات السابقة والتي ركزت فقط على جانب الألم (الجانب الجسدي)، فركزت بشكل خاص على تأثير مرض أنيميا الخلايا المنجلية على جميع هذه الجوانب، وقد وفرت الدراسة دليلاً متكاملاً لأولياء الأمور حول كيفية تحسين تلك الجوانب للرفع من جودة حياة أطفالهم. وتفاعل أولياء الأمور بشكل ممتاز مع الدراسة وقد ساهم الكثير منهم في تقديم مقترحاتهم حول ما يختص بالبرنامج.
واستخدمت الأطروحة تقنية الهواتف الذكية لدراسة البرنامج ، مما جعلها الدراسة الأولى في هذا المجال والتي استخدمت هذه التقنية لإعداد برنامج تعليمي صحي متكامل عالي الجودة ؛ لذلك فإن الباحثة تطمح إلى تصميم تطبيق تفاعلي يتمتع بميزات متطورة للهواتف الذكية لأولياء أمور الأطفال المصابين بأنيميا الخلايا المنجلية لتحسين جودة حياة أطفالهم وأيضا إمكانية استخدامه مستقبلا في تحديد المؤشرات الحيوية لنوبة الألم في مرضى أنيميا الخلايا المنجلية.
وبالنسبة للبحث فقد تمكنت الباحثة من تطوير المحتوى الذي سيندرج ضمن التطبيق ووضع الميزات الأساسية، وتخطط مستقبلا إلى تصميم تطبيق تفاعلي ذي مميزات خاصة ومتقدمة حيث تمكن المريض من تقييم درجة الألم ، وعلاج الآلام الخفيفة عن بعد ، والتواصل مع مقدمي الرعاية الصحية لعلاج الأعراض في وقت مبكر، مع وجود ركن خاص للدردشة المباشرة بين أولياء أمور الأطفال للاستفادة من تجارب بعضهم البعض بما يختص بالمرض، بالإضافة إلى ألعاب تعليمية تفاعلية للأطفال لتوعيتهم ورفع معرفتهم عن مرض الخلايا المنجلية، وأيضا إمكانية ربط التطبيق بالدفاع المدني في السلطنة للاستخدام في حالات الطوارئ، ومراعاة لفئة ذوي الإعاقة ستضاف لغة الإشارة إلى التطبيق التعليمي الصحي للاستفادة منه. كما تأمل الباحثة بعد إضافة هذه المميزات الى التطبيق القدرة على اختبار إمكانية استخدامها بسهولة.
وسيعمل هذا التطبيق على خدمة شريحة كبيرة من المجتمع ، فبشكل خاص سيخدم هذا التطبيق مرضى أنيميا الخلايا المنجلية وآباءهم وبشكل عام سيستفيد منه معلمو المدارس والحضانات حيث أنهم يتعاملون مع شريحة كبيرة من الطلاب المصابين بهذا المرض. كما أنه سيخدم بقية أفراد المجتمع حيث سيساهم في رفع معرفتهم عن كل ما يتعلق بمرض الخلايا المنجلية والذي قد يعزز لديهم أهمية الفحص قبل الزواج.