جريدة الرؤية
افتتحت وزارة التربية والتعليم وبالتعاون مع مكتب التقنية النووية السلمية بوزارة الخارجية صباح أمس الإثنين البرنامج الوطني حول "طرق تدريس العلوم النووية لطلبة المدارس وبنُهج مبتكرة"، بحضور البروفيسور حاج سليمان شريف مدير مكتب التقنية النووية للطاقة السلمية بوزارة الخارجية، والدكتورة ميا بنت سعيد العزرية خبيرة تربوية مكلفة بدائرة الابتكار والأولمبياد العلمي، وبدعم من شركة النفط العمانية للاستكشاف والإنتاج، والوكالة الدولية للطاقة الذرية، والذي سيستمر مدة (4) أيام بالمركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين.
بدأ البرنامج بكلمة ألقتها الدكتورة ميا بنت العزرية الخبيرة التربوية والمكلفة بدائرة الابتكار والأولمبياد العلمي بالوزارة أوضحت فيها أن البرنامج هو الأول من نوعه في تعليم العلوم النووية بالسلطنة، ويعد جزءا من المشروع الإقليمي الذي انضمت إليه الوزارة، وهو "ادخال مفاهيم العلوم والتقنية النووية لطلاب مدارس التعليم ما بعد الأساسي" والذي تتبناه الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) حيث يستهدف تعزيز فهم معلمي الفيزياء في مدارس التعليم ما بعد الأساسي بالسلطنة لموضوعات العلوم والتقنية النووية وتطبيقاتها السلمية، ثم نقلها إلى الطلبة من خلال عمليات تعليمية فعالة وجذابة وبشكل مختلف عمّا هو موجود في المناهج الحالية، وبالتنسيق مع مكتب التقنية النووية السلمية بوزارة الخارجية، قمنا بإرسال عدد من المعلمين للالتحاق بدورات خارجية حيث التحقوا بدورات إقليمية، فكانت الدورة الأولى في جمهورية أندونيسيا، والتي التحق فيها عدد من المعلمين من محافظتي شمال الشرقية وشمال الباطنة، أمّا الدورة الثانية فكانت في الولايات المتحدة الأمريكية وشاركت فيها معلمتان من محافظة جنوب الشرقية ومحافظة مسقط، وهنالك دورات أخرى سنشرك فيها المعلمين من بقية المحافظات الأخرى".
واختتمت الخبيرة التربوية والمكلفة بدائرة الابتكار والأولمبياد العلمي بالوزارة بالقول: "نأمل أن يعمل هذا البرنامج على دعم المتدربين في المديريات التعليمية بالمحافظات ليكونوا النواة التي ستنقل أثر التدريب سواء كان في المدارس أو مراكز التدريب إلى شريحة كبيرة جدا من طلبة دبلوم التعليم العام في المدارس، كما نأمل أيضا أن يتوجه الطلبة لدراسة مختلف التخصصات في مجال تقنيات الطاقة النووية؛ كونها ضرورية في مختلف مجالات الحياة".
وقدّم البروفيسور حاج سليمان الشريف نبذة عن مشروع إدخال طرق تدريس الطاقة النووية في المناهج الدراسية فقال:" قامت الوكالة الدولية للطاقة الذرية منذ ست سنوات بدراسات حول تدريس العلوم النووية على مستوى المدارس الثانوية والمتوسطة في الدول المتقدمة، حيث كانت النتائج غير مرضية، حتى أنّ عدد الطلبة الذين انخرطوا لدراسة العلوم التكنولوجية النووية أخذ في الانخفاض سنة بعد سنة، لذا وضعت هذه الدول عددا من البرامج لاستدراك هذا الوضع وتعميمها على الدول التي قد تعاني من هذه المشكلة في المستقبل، وبما أن السلطنة قد تبنت مشروع (STEM) والذي يندرج تحته تدريس هذه العلوم التكنولوجية النووية، فكان حريًا بنا تعريف المدارس بهذه البرامج، ومنها: التطبيقات والاستخدامات السلمية للإشعاعات والطاقة النووية، حيث إن هذه الإشعاعات تكاد تكون موجودة في كل مكان حتى في جسم الإنسان، لذا كان لا بد من رصدها ودراستها وتفادي الحوادث التي قد تسببها، كما أنّ الطاقة النووية موجودة في مختلف التطبيقات الحياتية للإنسان، فمثلا في مجال الطب "الطب النووي"، أو عن طريق الفحص، وبما أنّ السلطنة مستمرة في تصنيع وإنتاج النظائر المشعة في المجالات الطبية والتي تدخل في مجال الطب النووي، فإنّه يستوجب على طلبة المدارس ما بعد الأساسي في السلطنة أن يدركوا ماهية هذه الإشعاعات ومعرفة أضرارها، وكيف يمكن استخراجها من المواد والاستفادة منها، والانخراط فيها مستقبلا".
سيتضمن البرنامج الوطني خلال أيام انعقاده تقديم العديد من أوراق العمل في مجال الإشعاع والتطبيقات النووية السلمية، ومنها تاريخ الإشعاع، تفاعل الإشعاع مع المادة، وتدريس أساسيات الإشعاع النووي في اليابان، والانشطار والاندماج النووي، طاقة الربط النووي وعمر النصف، المفاعلات النووية، قياس الإشعاع، المبادئ الأساسية للحماية من الاشعاع وإدارة المخاطر وتدريس هذه المواضيع لطلبة المدارس بنُهج مبتكرة، والاستخدامات السلميّة للإشعاع والطاقة النووية في مختلف مجالات الحياة سواء كان في الطب أو الزراعة أو الصناعة، وسيشارك في تقديم هذه الأوراق خبراء من اليابان والولايات المتحدة الأمريكية ومعلمون عمانيون شاركوا في الدورات التدريبية الإقليمية للوكالة، كما سيتخلل هذا البرنامج إجراء عدد من التجارب مثل:" تجربة الغرفة السحابية"، و"محاكاة نظام الحماية من الاشعاع باستخدام عداد جايجر"، مع القيام بعدد من الزيارات الميدانية لعدد من المؤسسات بالسلطنة ممن تطبق الإشعاعات والتقنيات النووية في مجالاتها الطبية كزيارة قسم الطب النووي بالمستشفى السلطاني.