في إطار التعاون المشترك بين الأمانة العامة لمجلس التعليم ومكتب نقل العلوم والمعارف والتكنولوجيا بوزارة الخارجية؛ نظمت الأمانة العامة لمجلس التعليم بمقرها في الخوير ورشة عمل حول "المهارات والوظائف المستقبلية"، شارك فيها عدد من الكوادر والقيادات المتخصصة التي تتطلب عملها رسم السياسات وفهم انعكاسات التطور التقني على بيئة العمل، والقدرة على استيعاب التطورات التقنية وادراجها ضمن خطط عملها، والاستفادة منها في توجهاتها المستقبلية لبناء وإعداد الكوادر البشرية وتطوير المناهج التعليمية.
وتأتي إقامة هذه الورشة بناءً على ما خرجت به توصيات ندوة "التعليم والتوجهات التنموية وفرص التوظيف الحالية والمستقبلية في سوق العمل" والمنعقدة بتاريخ 8 مايو 2017م، والتي تضمنت في طياتها (إعداد وثيقة تتضمن مهارات وكفايات القرن الحادي والعشرين والثورة الصناعية الرابعة، والمهارات اللازمة لسوق العمل، وتزويد مؤسسات التعليم المدرسي والعالي بها؛ لتضمينها ضمن برامجها الدراسية).
واستُعرضت خلال ورشة العمل عدد (5) أوراق عمل ركزت على انعكاسات تكنولوجيا المستقبل على بيئة العمل وعلى الوظائف والمهارات المستقبلية. كذلك ألقت الضوء على الجوانب التي يتعين الأخذ بها في الاعتبار استعدادًا لما هو قادم من تحول في نوعية العمل وآليته في مختلف القطاعات. كما استعرضت الورشة نماذج لتجارب وتوجهات عالمية ومحلية تعمل على تمكين مختلف القطاعات لمواكبة هذه التغيرات، وتسهيل مهمة بناء القدرات والمهارات الوظيفية.
وقد تناولت ورقة العمل الأولى المقدمة من مكتب نقل العلوم والمعارف والتكنولوجيا بوزارة الخارجية موضوع تكنولوجيا المستقبل وأثرها على الوظائف والمهارات المستقبلية، حيث تم استعراض التقنيات المستقبلية الأكثر نمواً وتحقيقاً للقيم الاقتصادية على مختلف المستويات، ونماذج لبعض الأنشطة والأعمال وآلية عملها مستقبلاً، وبناء الكفاءات والقدرات المطلوبة للجاهزية خلال الحقبة القادمة، بالإضافة إلى انعكاسات التكنولوجيا على بيئة العمل ووظائف ومهارات المستقبل.
أما الورقة الثانية والمقدمة أيضاً من مكتب نقل العلوم والمعارف والتكنولوجيا بوزارة الخارجية فقد استعرضت التجارب الدولية في مجال إعداد وتطوير كوادر المستقبل، حيث تناولت تجارب الدول من خلال استعدادها للتغيرات التكنولوجية القادمة في سوق العمل، وكذلك التوجهات والخطط التي بدأت العديد من الدول بتنفيذها استعدادًا للتغيير القادم. كما تطرقت ورقة العمل إلى بيان دور السلطنة في الاستعداد للمرحلة القادمة من خلال الاستفادة من التجارب الدولية في هذا الإطار.
فيما تناولت ورقة العمل الثالثة والمقدمة من قبل شركة تنمية نفط عُمان موضوع الوظائف والمهارات المستقبلية للطاقات المتجددة، إذ تم استعراض اتجاهات صناعة الطاقة في المستقبل، وكذلك بناء المهارات المطلوبة لتحقيق الابداع المستمر من أجل مصادر طاقة مستدامة.
أما الورقة الرابعة والمقدمة من مجلس البحث العلمي فقد تطرقت إلى موضوع تقنية (Blockchain) وأثرها على وظائف المستقبل، إذ استعرضت تأثير هذه التقنية على مختلف بيئات الأعمال، وتأثيرها كذلك على الوظائف في القطاعات المالية والخدمية، حيث قدمت تجربة السلطنة كنموذج لما تم انجازه في هذا المجال من خلال إلقاء الضوء على نوعية الوظائف والمهارات المطلوبة والمتوقعة في هذا الشأن.
كما تمحورت ورقة العمل الخامسة والأخيرة في الورشة، والمقدمة من قبل وزارة التعليم العالي حول موضوع استخدام التطبيقات والأنظمة الذكية في تخطيط برامج تطوير مهارات المستقبل، والتي ناقشت عدة نقاط من بينها: دورة حياة المهارات من خلال تطور المهارات لدى الأفراد وطرق اكتسابها، والتقدم المهني أو الوظيفي من خلال جودة المهارات المكتسبة أو من خلال الثبات في السلم الوظيفي أو المهني، بالإضافة إلى بيان أهمية استخدام بعض التطبيقات والأنظمة الذكية في تحسين جودة التنبؤات بأعداد وأصناف المهارات الداعمة للاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية للسلطنة. كما تم استعراض بعض التجارب الإقليمية والدولية في هذا المجال.
وتخللت أوراق العمل المقدمة جلسات نقاشية أثرى من خلالها المشاركون بمقترحاتهم ومداخلاتهم، والتي أسهمت في تعزيز الخروج بمرئيات واضحة بنوعية المهارات والوظائف المستقبلية في ظل الثورة الصناعية الرابعة، وصولاً إلى إعداد وثيقة تتضمن مهارات وكفايات القرن الحادي والعشرين والثورة الصناعية الرابعة، والمهارات العامة اللازمة لسوق العمل، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة.