جريدة الوطن
حقق مشروع الروبوت البحري الفوز في برنامج تحويل مشاريع التخرج التقنية إلى شركات ناشئة في قطاع الاتصالات ونظم المعلومات بعد أن استطاع الـتأهل إلى المرحلة النهائية بتقديم فكرة مبتكرة وهي مشروع الروبوت البحري الذكي الذي تم تصميمه على شكل قارب، ويعمل بدون ملاحين للكشف عن التسربات النفطية في البحار.
وتقوم فكرة المشروع على التفاعل مع البلاغات التي تصل إلى وزارة البيئة والشؤون المناخية حيث يقوم الروبوت الآلي بالاستجابة لها، وذلك بالتوجه نحو موقع التلوث الذي يحدده البلاغ، ثم يأخذ عينة من الموقع ويشرع في تحليلها لتأكيد نوع التلوث، وبعدها يرسل نتائج التحليل للوزارة لتقوم باستكمال باقي الإجراءات، ويساعد الروبوت على اختزال وقت الاستجابة للبلاغات وسهولة الكشف عن البلاغات الخاطئة.
وعن فكرة المشاركة في البرنامج قال وليد المعولي أحد أعضاء الفريق المنفذ للمشروع: جاءت فكرة المشاركة في المسابقة بعد فوزنا بالمركز الأول في مسابقة المعرض الهندسي الخاص بمشاريع جامعة السلطان قابوس تحت إشراف كلية الهندسة بجامعة السلطان قابوس والذي أقيم في أبريل من عام 2018، حيث أن بعد هذا الفوز تشجع أعضاء الفريق للتوجه قدما لتحويل هذا المشروع إلى شركة ناشئة تساهم في التقدم التقني والثورة الصناعية الرابعة، وكذلك من خلال تشجيع وتحفيز مشرف المشروع الدكتور أشرف سليم على ضرورة استغلال هذه الطاقات والقدرات الشبابية التي أنشئت هذا المشروع لأنشاء شركة ناشئة.
وعن اختيارهم هذا المشروع قال أحمد الناعبي أحد أعضاء الفريق: جاء اختيارنا للمشروع لحل مشكلة التلوث الزيتي (النفطي) في مياه البحر حيث قمنا بعمل روبوت يساهم في علاج تلك المشكلة وبعد عمل مقابلات بمؤسسات مختصة في المجال البيئي وذلك لمناقشة بعض المشاكل البيئية مثل مركز ضبط الجودة، مركز العلوم البحرية، مركز أبحاث المياه، وزارة البيئة والشؤون المناخية والعديد من الجهات الحكومية والخاصة، ومن خلال هذه المقابلات والزيارات لمختلف الجهات اطلعنا على مختلف المشاكل البيئية فتم الاتفاق بين أعضاء الفريق على إنشاء مشروع يخدم قطاع المياه المتمثل في اكتشاف التلوث الزيتي (النفطي) في مياه البحر وذلك لما تشكله من خطورة على الثروات البحرية.
من جانبه قال عمر الزكواني احد اعضاء الفريق أن الروبوت البحري يهدف لمساعدة وزارة البيئة والشؤون المناخية في الاستجابة السريعة لبلاغات التلوث البحري، وبخاصة التلوث الزيتي عن طريق الذكاء الاصطناعي.
وأكد موسى المسعودي أحد أعضاء الفريق أنه حينما تصل البلاغات لوزارة البيئة والشؤون المناخية على شكل مواقع أو إحداثيات (GPS) يتم رصد أي بلاغ، يمكن للوزارة إرسال الموقع للروبوت ويقوم بالتوجه أوتوماتيكيا للموقع، وتحليل عينة من مكان التلوث لتأكيد وجود التلوث الزيتي في المنطقة وفور انتهاء التحليل الذي يستغرق بضع ثواني قليلة يرسل تنبيه للوزارة، والذي عليه تقوم باتخاذ الإجراءات الأخرى من تنظيف ومتابعة الحالة ثم يرجع الروبوت للقاعدة البحرية محملّاً بالعينة التي تحتاجها الوزارة في معرفة السفينة المتسببة بالتلوث واتخاذ الإجراءات القضائية.
وعن طريقة التى يتم التحكم بالروبوت البحري يقول عمر الزكواني: يمكن التحكم بالروبوت عن طريق جهاز تحكم يدوي (ريموت) وذلك في حالة اضطرار الطاقم لنزول البحر والاقتراب من البقعة أو يتم إرسال الروبوت البحري للبقعة دون نزول طاقم بشري.
أما موسى المسعودي فأشار الى أنه يصل مدى جهاز التحكم اليدوي إلى 2 كيلومتر، ويمكن أن يصل مدى شبكة الاتصالات مع الروبوت إلى 30 كيلومترًا.
وعن أهمية الروبوت البحري يقول عمر الزكواني: يساعد الروبوت وزارة البيئة والشؤون المناخية من عدة نواحي، منها تسريع الاستجابة للبلاغات وإمكانية التعرف على البلاغات الخاطئة في وقت قليل جدا وتقليل مخاطر تواجد البشر بالقرب من البقع النفطية.
أما وليد المعولي فتحدث عن مراحل المشروع مع التنفيذ وقال: لقد قمنا بعمل مقابلات مع المؤسسات الحكومية والخاصة المختصة في المجال البيئة والمياه فكانت نتيجة لهذه المقابلات عرفنا ما هي الاحتياجات التي لابد أن تتوافر في المشروع لحل هذه المشكلة، وبعد ذلك بدأنا في مرحلة التصميم وقمنا بعد الانتهاء من التصميم بعمل محاكاة للمشروع لنختبر قدرة المشروع قبل تطبيقه في الواقع وذلك لضمان كفاءة عمل المشروع، وبعد ذلك بدأنا مرحلة التصنيع والتي أخذت منا ما يقارب 4 أشهر حيث بدأنا بتصنيع هيكل القارب وتجهيز الأجهزة الكهربائية والالكترونية مع البرمجة المناسبة.
وعن مراحل تقييم المشروع يقول عمر الزكواني: لقد مررنا بثلاث مراحل مختلفة ففي البداية تم اختيار أفضل 68 مشروع تخرج في مجال الذكاء الاصطناعي، وأنترنت الأشياء، والمدن الذكية، والبلوك تشين، وأمن المعلومات، وفي المرحلة الثانية تأهل 54 مشروعًا وبعد عرض وتقييم كافة المشاريع المشاركة تأهل 8 مشاريع للمرحلة الثالثة والنهائية، حيث أن في هذه المرحلة يتم توجيه جميع الفرق من خلال إعطائهم بعض النصائح والتوجيهات من قبل رواد أعمال من مؤسسات مختلفة، وكذلك إعداد خطة عمل المشروع والخطة المالية وتحديد من هم المستفيدين من المشروع لإنشاء شركة ناشئة في المستقبل وكان هذا في مركز (ساس) وبعد ذلك يتم عرض جميع النتائج التي توصلنا لها خلال هذه الفترة من البحث والمقابلات والاعداد للجنة التحكيم في مسابقة (Upgrade) لتحديد الفرق الثلاثة الفائزة بالمسابقة.
وعن الحوافز التي ستقدم البرنامج بعد الفوز قال إبراهيم الجهوري: هي احتضان المشروع ودعم مالي يقدر بـ (12) ألف ريال عماني لمدة 3 سنوات لتأسيس الشركة، وتدريب خارج السلطنة وسيقدم لنا برنامج متكامل من الاحتضان والدعم والتطوير.
وأضاف الجهوري: إن المشروع الآن جاهز بالكامل كمرحلة أولى من المشروع وتم عمل جميع الاختبارات عليه، فحتى ننتقل لمرحلة إنتاج المنتج النهائي وذلك حتى نطلقه في الاسواق سنعمل على تطوير المشروع لزيادة ميزات أخرى للمشروع تخدم التقنية الحديثة والثورة الصناعية الرابعة بحيث تتوفر كافة المتطلبات التي يحتاجها المستفيد او المستخدم للمشروع بصورة ممتازة ذات كفاءة عالية، والان نحن نعمل على هذه التحديثات حتى يظهر المشروع بصورته النهائية خلال أقرب فرصة زمنية ممكنة بمواصفات عالية الجودة.
وعن براءة الاختراع للمشروع قال أحمد الناعبي: إن برنامج (Upgrade) سيتكفل بتسجيل براءة اختراع للفرق الثلاثة الفائزة بالمسابقة، أما موسى المسعودي فأوضح انه بخصوص حق الملكية الفكرية، فالبرنامج سيتكفل بكافة هذه الإجراءات وهي من ضمن أولوياته لجميع الفرق الفائزة.