جريدة عمان
عمان: حصل الباحث خالد المطاعني على الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة برونيل البريطانية عن رسالته ” تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وزيادة دورها في المساهمة في بِنَاء الاقتصاد العُماني”، وتوصلت الدراسة، التي استمرت حوالي ثلاث سنوات، إلى أن الشباب العُماني يتمتع بقدرات عالية في مجال ريادة الأعمال، لكنه بحاجة لاتباع نهج علمي في إدارة الشركات ومواجهة التحديات، وأوصت الرسالة بضرورة تفعيل دور الشباب وإعدادهم للعمل في السوق العماني عبر برامج تدريب وتأهيل متخصصة، ووضع خارطة طريق لزيادة الدور الذي تعلبه المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الاقتصاد الوطني، والتغلب على المشاكل والتحديات التي تواجه كلا من الاقتصاد وريادة الأعمال.
واستهدفت الرسالة تحديد عوامل النمو الداخلية التي تؤثر على شركات ومؤسسات ريادة الأعمال في السلطنة بشكل خاص باعتبارها نموذجا للدول التي تتواجد فيها أعداد كبيرة من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كما تلقى الدراسة نظرة عامة على تجارب الدول المتقدمة بشكل عام والتي يعتمد اقتصادها إلى حد كبير على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتم جمع المعلومات الخاصة بالدراسة اعتمادا على الدراسات الحالية والسابقة التي تمت في هذا المجال، كما تم اجراء مقابلات مع مسؤولي 30 شركة ومؤسسة صغيرة ومتوسطة تعمل في قطاعات متنوعة في السلطنة منها الصناعة والخدمات وهو ما يقدم نماذج متنوعة لشبكة سلسلة التوريد التي تتعامل معها هذه الشركات.
وتناولت الدراسة عددا من أهم الأسباب التي تدعم نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، منها موقع الشركة في السوق وقوتها التفاوضية ومدى فاعلية علاقاتها مع مختلف أطراف ومكونات سلسة التوريد والصورة الذهنية للشركة، كما تكشف الدراسة عن عوامل أخرى مؤثرة في النمو مثل كفاءة إدارة التكاليف. وكان من اهم ما توصلت إليه الدراسة أن هناك مجموعة محددة من العوامل تلعب دورا جوهريا في نمو ريادة الأعمال منها الثقافة الإدارية التي تحكم الشركة، والقدرات الابتكارية، والتفكير والتخطيط الاستراتيجي واللذان يمكنان رواد الأعمال من استهداف العمل في مجالات تحقق نموا مستقرا في الحاضر والمستقبل، وامتلاك موهبة اقتناص الفرص، والتعلم المستمر الذي يتيح تطوير واستغلال أفكارا جديدة للعمل.
وتنبع أهمية هذه الدراسة من أن نتائجها تتيح لرواد الأعمال صورة واضحة عن عوامل النمو التي ينبغي التركيز عليها لتحقيق الاستقرار والنمو في قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة، وقد أشارت رسالة الدكتوراه إلى أهمية اجراء المزيد من البحوث المستقبلية التي تدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة خاصة ما يتعلق بتأثير العوامل الخارجية على النمو.