جريدة عُمان
تُولي الهيئة العمانية للشراكة من أجل التنمية أهمية كبيرة لتنمية وتأهيل الكوادر البشرية العمانية عبر مشاريعها وبرامجها المختلفة، ويأتي ذلك إيماناً منها بأهمية دور العنصر البشري في دفع وتيرة التنمية الاقتصادية.
ودشنت الهيئة خلال الفترة الماضية النسخة الثانية من برنامج التدريب العالمي الذي استهدف 19 مشاركا من بينهم طلبة الجامعات والكليات للتدريب في كبرى الشركات الرائدة عالمياً والملتزمة لدى الهيئة عبر برنامج الشراكة من أجل التنمية، بهدف تطوير وتنمية المهارات التخصصية وزيادة المعرفة العلمية للطلبة وتأهيلهم لمتطلبات سوق العمل.
واستهدف البرنامج في نسخته الثانية ابتعاث 7 طلاب من كليتي الهندسة والاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس للتدريب في شركة اف ان اس اس (FNSS) التركية الرائدة في مجال تصنيع المركبات والمدرعات العسكرية، و4 طلاب إلى شركة دينيل (DENEL) الجنوب إفريقية، وطالبان من مبتعثي وزارة التعليم العالي في الولايات المتحدة للتدريب بشركة لينكو الأمريكية (Lenco) وطالبان من مبتعثي مشروع جامعة عمان في المملكة المتحدة للتدريب بشركة ستاير (STEYR) النمساوية و4 من أعضاء الجمعية الفلكية العمانية للتدريب على أنظمة إدارة الأقمار والتحكم بها في جامعة كولورادو ضمن برنامج SPIRE.
وقال الطالب علي المحروقي من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس «كانت تجربة التدريب في شركة FNSS تجربة فريدة، التي كانت تتركز في صلب تخصصنا العلمي وهو إدارة العمليات، وأبرز ما يميز هذا التدريب هو التقاء الطلبة وهم على مقاعد الدراسة بشركات عالمية مما يساهم بدوره في تنمية مهاراتهم وتأهليهم لسوق العمل الحقيقي».
وأوضحت الطالبة سارة بنت حمود الحبسية طالبة بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس حول مسار البرنامج التدريبي قائلة: اشتمل البرنامج التدريبي على محاضرات تعريفية عن أقسام الشركة واختصاصاتها وعقد ورش عمل وزيارات ميدانية و جولات ثقافية للإطلاع على حضارة الجمهورية التركية والتعرف على العادات والتقاليد الخاصة بهم. ووجهت الطالبة شكرها لكل من الهيئة والشركة التركية (FNSS) على إتاحة الفرصة للتدريب والتي ساهمت في تطوير المدارك الفكرية لهم وتأهيلهم لسوق العمل.
بينما قال أفني كان كارمكلي المشرف على الطلبة من شركة إف ان اس اس: «إن هذا البرنامج التدريبي جاء بناء على طلب الهيئة العمانية للشراكة من أجل التنمية للمرة الثانية على التوالي لتدريب الطلبة من هم على مقاعد الدراسة للتدريب في شركة اف ان اس اس، حيث نظمت الشركة برنامجا تدريبيا متكاملا لمدة شهر كامل احتوى على برامج توجيهية لكل وحدة من وحدات عمل الشركة؛ كالتوريد والإمداد والجودة والتخطيط والإنتاج والتصنيع وإدارة المشاريع والعلاقات العامة». وأضاف «ان هذا البرنامج ساعد الطلاب على اكتساب معرفة جديدة من خلال الاحتكاك المباشر بالعاملين في أقسام الشركة المختلفة، وأيضا من خلال الزيارات الميدانية والجولات السياحية التي اشتمل عليها، حيث زار الطلاب جامعة الشرق الأوسط التقنية التي تعد واحده من أرقى الجامعات في تركيا والتي كانت فرصة ثمينة لتبادل الثقافة العمانية التركية».
كما استهدف البرنامج تدريب 4 طلاب بشركة دينيل (DENEL) الجنوب إفريقية التي تعد من الشركات العسكرية الرائدة في مجال تصميم وتطوير الصواريخ والأنظمة التقنية وهياكل الطائرات وغيرها.
وحول التدريب بشركة دينيل قال الطالب اليقظان بن راشد الحارثي طالب بكلية الهندسة بجامعة السلطان قابوس «ولله الحمد كان لي ولثلاثة من زملائي النصيب بأن نكون من ضمن المختارين للتدريب في شركة دينيل ولمدة ستة أسابيع، خلال هذه الفترة تعرفنا على خطوط الإنتاج كما قمنا بالعمل مع فريق الشركة على الصيانة الدورية لبعض آلات خطوط الإنتاج وتعرفنا على آليات عملها وكيفية استعمالها كما تعرفنا على بعض طرق تغيير الخواص الميكانيكية للمواد للحصول على النتائج المطلوبة من هذه المواد وقمنا ببعض التجارب للمواد».
من جانبه أضاف الطالب إبراهيم بن عبدالله العبري طالب بكلية الهندسة بالجامعة: «خلال فترة التدريب تم التعرف على خطوط الإنتاج والمواد وكيفية معالجتها كما كان لنا نصيب باستلام أحد مشاريع الشركة والعمل على تطويره وتعديله ليناسب بعض الاستعمالات في هذه الفترة قام المهندسون بمتابعة تعديلاتنا للمشروع وتقييمها خطوة بخطوة وإرشادنا لمنهجية التصميم الهندسي. في النهاية نتقدم بخالص الشكر للحكومة العمانية لحرصها الدائم على تنمية الشباب كما نخص بالشكر الهيئة العمانية للشراكة من أجل التنمية وجامعة السلطان قابوس لتقديم هذه الفرصة لنا وتوفير والدعم المادي والمعنوي ومتابعتها وحرصها على نجاح هذا البرنامج وكل من ساهم في ذلك».
وحول برنامج التدريب العالمي قال سالم بن عبيد الخالدي رئيس قسم المشاريع المدنية ومدير برنامج تطوير مهارات الشباب بالهيئة: «بداية نوجه شكرنا لكافة الشركات المساهمة معنا في تنفيذ برنامج التدريب العالمي واستضافة طلبتنا للتدريب وإكسابهم مهارات تخصصية جديدة، حيث عقدنا زيارات ميدانية لمواقع التدريب للإطلاع على سير تدريب الطلبة والتي لمسنا خلالها ردودا إيجابية من جانب الطلبة وانطباع جيد لبرنامجهم التدريبي، حيث أتاح البرنامج للمشاركين ربط الجوانب الأكاديمية والنظرية مع الحياة العملية والتطبيقية، كما أن من شأن هذا البرنامج المساهمة في تنمية روح الاعتماد على النفس والثقة لدى المشاركين وذلك من خلال إتاحة الفرصة لهم بالاحتكاك ومشاركة العمل مع خبراء من مؤسسات عالمية مرموقة بدول وثقافات مختلفة، كما أن نجاح تجربة البرنامج في نسختها الأولى والثانية يعطي الدافع للتوسع في هذا البرنامج والعمل على تطويره بصفة مستمرة».