جريدة عمان
أكد سلطان بن سليمان الغافري عضو اللجنة الوطنية للشباب أن إنشاء اللجنة الوطنية للشباب يمثل إحدى صور الرعاية السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -أبقاه الله -لأبنائه الشباب لتكون حلقة الوصل بين الشباب أنفسهم والشباب والمؤسسات ومرجعاً تنظيميًا لهم في الوقت نفسه، ومن هذا المنطلق كان لا بد لهذه اللجنة أن تخطو خطوات وثابة للأمام فأطلقت منهجية محددة الأهداف مشمولة بحزمة من البرامج والمشروعات تلبية لمتطلبات الشباب وخدمة لتطلعاتهم.
وقال في كلمة ألقاها في حفل «شكرا شبابنا» في نسخته الخامسة الذي نظمته اللجنة الوطنية للشباب امس بقاعة بتونيا بولاية شناص تحت رعاية صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى بن ماجد آل سعيد الأمين العام المساعد لتنمية الابتكار بمجلس البحث العلمي: «إن الاحتفال يأتي في إطار الاهتمام بتنمية القدرات الشبابية ودعم ما يسهمون به من إنجازات جاءت شاهدة على ملكات الإبداع لديهم متطلعين بها إلى مواطن العطاء الإيجابي وتأكيداً على مبدأ سلطان عمان المفدى حينما عرفهم بكلمته الخالدة قائلاً «إن الشباب حاضر الأمة ومستقبلها»، وعلى دورهم البارز والفعّال في خدمة وطنهم، فلهذا أولاهم – أبقاه الله ورعاه – جل رعايته وعنايته وأكد على ضرورة تقديم كل ما يسهم في تحفيز طاقاتهم وإشعال جذوة الطموح لديهم».
وجاء حفل «شكرا شبابنا» الخامس لتكريم 107 من الشباب والشابات المبدعين والمنجزين في عشرة مجالات مختلفة وهي المجالات الأدبية والاجتماعيّة والإعلاميّة والتطوّعية والتقنيّة بالإضافة إلى المجالات الثقافيّة والرياضيّة والطبيّة والعلميّة والفنية وتقديرا لإنجازاتهم المتقدّمة في المنافسات الإقليميّة والدوليّة.
وأوضح الغافري «أن تكريم شباب عمان يأتي تزامنا مع يوم الشباب الدولي وعلى أديم هذه الولاية العريقة «ولاية شناص» لتكريم كوكبة من أبناء عُمان الغالية الذين بذلوا الجهد الحثيث والعمل الدؤوب المضني في سبيل تحقيق طموحاتهم وآمالهم بعزيمة لا تخبو ولا تلين وجاهدوا فيها نحو رفع اسم السلطنة عاليًا بين مصاف الدول، فهنيئًا لهم إنجازهم وهنيئا لنا بهم على الدوام».
كما تحدث خلال كلمته عن مشروع «شكرا شبابنا» قائلا :يعد مشروع شكراً شبابنا في نسخته الخامسة أحد تلك المشروعات المستدامة التي اعتمدتها اللجنة الوطنية للشباب حيث يعمد المشروع إلى إبراز الشباب العماني المنجز على اتساع الرقعة العُمانية وامتدادها الجغرافي ساعيًا إلى تتبع إنجازاتهم على المستويين الإقليمي والدولي ليكونوا قدوة لأقرانهم مؤثرين في طاقاتهم وإبداعاتهم، ومتأثرين بإنجازهم وعطائهم، ولهذا، ومنذ انطلاق المشروع، فقد تم تكريم ما يربو عن الخمسمائة شاب وشابة، أسهموا بإنجازاتهم في إثراء مختلف المجالات على المستويات الثقافيّة منها والفنية والعلمية والتقنيّة وغيرها من محاضن العطاء».
وأضاف انه «ومن أجل تعظيم الفوائد من تلك الإنجازات تسعى اللجنة إلى تبني مجموعة منها بما يتفق وطبيعة الاختصاصات الممنوحة لها فقد حرصت اللجنة على تقديم مختلف أشكال الدعم بالتنسيق مع مختلف مؤسسات القطاعين الحكومي والخاص مما يكفل النجاح واستمراره، وسعت اللجنة أيضًا وبموجب المخرجات المعتمدة لهذا المشروع وفق منهجية عملها إلى التعريف بتلك الإنجازات في مختلف محافظات وولايات السلطنة، من خلال مجموعة من الحلقات التعريفية والتثقيفية وأن الاحتفال جاء متزامنا مع يوم الشباب الدولي الذي يصادف الثاني عشر من شهر أغسطس من كل عام تجسيداً لمعاني الرعاية الأممية والدولية، وتأكيدًا على أهمية الشباب ودورهم الهام في التنمية الوطنية، إذ يحمل شعار يوم الشباب الدولي لهذا العام عنوان «إتاحة مساحات مأمونة للشباب».
وقدمت أصيلة بنت علي المعمرية كلمة الشباب خلال الحفل قالت فيها «إن تاريخَ عمان الناصع وحاضرها المشرق ما قام إلا على أكتاف شباب حملوا رايته العليا وأفنوا أعمارهم في سبيله رغم تجاديف الزمان وصعوباته العظمى وها هو يصل اليوم إلى صفحات بيضاءَ تشكّل المجد عليها، وارتفعت رايات العلم بين ثناياها في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه-، كيف لا ونحن نرى اهتمام جلالته البالغ بالشباب الطامح وإيمانه الراسخ بقدراتهم الإبداعية، وحثهم على بذل المزيد من العطاء والبذل».
وأضافت «أن ذلك ما أكّده النطقُ السامي لجلالته حين قال: « إن الشباب العماني المتشوق إلى آفاق المجد مدعو اليوم إلى أن يتخذ من أجداده الميامين قدوة طيبة في الجد والعمل، والصبر والمثابرة والعزم المتوقد الذي لا يخبو ولا يخمد وإلى أن يؤمن كما آمنوا بأن العمل المنتج مهما صغر هو لبنة كبيرة قوية في بناء صرح الوطن، تشتد بها قواعده، وتعلوا بها أركانه، وأنه الهدف الذي ينبغي أن ينشده الجميع، ويسعوا إليه دون تردد أو استنكاف. فبالعمل المنتج لن يكون هناك مكان في مجتمعنا للأيدي العاطلة التي لا تشارك في حركة التطور والتقدم».
وأكدت انه «واستجابة منا نحن الشباب العماني لهذه الدعوة المباركة وتلبية منا لهذا النداء الخالص فقد كان لزاما علينا أن نسخر أنفسنا ونستغل كل الموارد المتاحة من أجل تطوير ذواتنا وتسليح عقولنا بالعلم والمعرفة وما ذلك إلا ترجمة لنداء سلطاننا حينما نادانا نداء الأب الحاني بقوله «إن دوركم أيها الشباب هو إعداد أنفسكم تعليمًا وتثقيفًا وسلوكًا واسترشادًا لتحمل مسؤوليات هذا البلد العزيز»، ونحن يا سيدي على العهد سائرون وعلى خطاك ماضون حملنا شعلة الجد والاجتهاد جذوة متقدة لتنير عماننا بنور العلم والعمل ولنصنع حاضرًا مشرقًا ونبني مستقبلا واعدًا لجيل يأتي من بعدنا يغدو فخورًا بنا».
وقالت المعمرية: « إن ما يميز الشباب العماني هو روح المُبادرة والمُنافسة الشّريفة في الإبداع والابتكار لذا فلا بد من تشجيعهم على إطلاق أفكارهم وخلق مُبادرات ومُؤسّسات وجمعيّات في مُختلف المجالات وكلّها تُساهم في تنمية المُجتمع حسب عملها ولذلك نلمس أن المنخرطين في العمل التطوعي والخدمات العامّة أكثرهم من الشباب ومُشاركتهم بالأعمال التطوعيّة المُختلفة قادرة على بناء شخصيّاتهم وتقويتها وتعزيز روح المُواطنة لديهم وتجعلهم يُساهمون في مُساعدة الآخرين ويُقدّمون لمُجتمعاتهم طاقاتهم الإيجابيّة، وقوّتهم في المجالات الصّحيحة».
بعد ذلك تم عرض فيلم شكرا شبابنا الخامس الذي تحدث عن الإنجازات التي حققها شباب وشابات عمان في مختلفة المجالات، بعدها قام راعي المناسبة صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى بن ماجد آل سعيد بتكريم «منجزو عمان» والذين بلغ عددهم 107 شباب وشابات من عشرة مجالات متنوّعة كُرِّمَ فيها الشباب على إنجازاتهم المتقدّمة للمنافسات الإقليميّة والدوليّة والذين حصدوا المركزين الأول والثاني عن فئة الإنجازات الإقليميّة والمراكز الأول والثاني والثالث عن فئة الإنجازات الدولية، ونالوا التكريم في24 دولة رُفِع فيها علم السلطنة بما حققوه وهي: دولة الإمارات العربية المتحدة، ومملكة البحرين، وجمهورية تونس، والمملكة العربية السعودية، وسلطنة عمان، ودولة الكويت، وجمهورية مصر العربية، والمملكة المغربية، ومملكة إسبانيا، وأستراليا، ومملكة إسكتلندا، وجمهورية ألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، وإنجلترا، وجمهورية إندونيسيا، وجمهورية إيرلندا، وجمهورية البوسنة والهرسك، ومملكة تايلاند، والجمهورية التركية، والجبل الأسود، وجمهورية صربيا، وجمهورية الصين الشعبية، وليبيا، وجمهورية مقدونيا.
وبلغت نسبة المكرّمين الإناث خلال الحفل الذي شهده لفيف من أصحاب السعادة والمشايخ وأعضاء المجلس البلدي وممثلو الجهات الحكومية 31.5% من مجموعهم، فيما بلغت نسبة الذكور68.5%. واحتلّ المجال الفنّي المجموع الأكبر من المكرّمين بنسبة32.4%، تليه الإنجازات العلميّة التي بلغت نسبة الشباب المكرّمين فيها 25.9%.
وفيما وراء هذا الدعم والتكريم، يرمي «شكرًا شبابنا» إلى تعزيز صورة الشباب المنتج والمنجز في المجتمع العماني وبين أوساط الشباب ليكونوا قدوات في المجتمع. حيث تنفذ اللجنة ضمن المشروع فعاليات يشارك فيها هؤلاء الشباب معزّزين فكرة الشباب الملهم والمبدع في أوساط الشباب، فضلاً عن توثيق قصص نجاحاتهم مرئيًا وكتابيًا.
وكانت اللجنة الوطنيّة للشباب قد كرّمت في شكرا شبابنا السابقة 495 شابًا وشابّة، ليتجاوز عدد المكرّمين الإجماليّ هذا العام الستّمائة شابّ وشابّة.