جريدة عمان
أكد هلال بن حمود الريامي مدير دائرة مدارس القرآن الكريم بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية أن عدد مدارس القرآن الكريم التقليدية التي تشرف عليها الوزارة بلغ 1230 مدرسة يعمل بها 1380 معلما ومعلمة، وتحت توجيه 103 موجهين وموجهات ويسير العمل بها وفق مناهج علمية مبتكرة من بينها: «منهج القلاع السبع» الذي أسهم في رفع إنتاجيتها وتخريج كوكبة من حفظة القرآن الكريم.
وأضاف أن هناك برنامجا لتعليم القرآن الكريم عن بعد للذين لا يتمكنون من الالتحاق بمدارس القرآن الكريم التقليدية لارتباطاتهم الحياتية المختلفة، وقد بلغ عدد المسجلين في البرنامج منذ انطلاقه وحتى الآن 9300 دارس ودارسة وبلغ عدد المسجلين فيه للفصل الحالي أكثر من 1000 طالب وطالبة وما يزال التسجيل مفتوحا حتى 25 من أغسطس الحالي.
وأوضح ان البرنامج كان قد فاز في شهر أبريل الماضي كأفضل موقع إلكتروني لخدمة القرآن الكريم على المستوى الدولي ضمن جائزة الكويت الدولية لحفظ القرآن الكريم ويسعى القائمون عليه إلى تطويره وتوسيع نطاقه بحيث يكون عالميا بإذن الله ولا يقتصر على أبناء السلطنة.
وأكد الريامي أن دائرة مدارس القرآن الكريم التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية حرصت جاهدةً على وضع برامج تدريبية للرقي بمستوى الكادر التوجيهي والإداري والتدريسي في شتى المجالات التخصصية والثقافية، التي تغرس في نفوس الموظفين روح العمل التنافسي، مما جعلتهم يتطلعون إلى جديدها، ويحرصون على مشاركتها، ليجودوا من خلال عملهم بإنتاج أفكار عميقة المعنى والمبنى، وذلك بين الفينة والأخرى وفق التقويم السنوي المعتمد من قبل معالي وزير الأوقاف والشؤون الدينية.
وأضاف: إن المدارس القرآنية التي تشرف عليها الدائرة يُدرس فيها 35 معلما ومعلمة على بند مكافأة الوزارة من بين أكثر من 1380 معلما ومعلمة يعملون بها وتلك المدارس عبارة عن منظومة تعليمية مكتملة روعيت كل جوانبها وأحيطت بالعناية التامة حيث وضعت لها برامج تدريبية للرقي بمستوى الكوادر التوجيهية والإدارية والتدريسية في شتى المجالات التخصصية والثقافية فهي تسير وفق خطة ممنهجة وتقويم سنوي معتمد لتنظيم عمل هذه المدارس وتحديد مواعيد بدء الفصول الدراسية والملتقيات الشتوية والصيفية بها.
أما عن المناهج الدراسية فأوضح أن دائرة مدارس القرآن الكريم قامت باتباع مناهج علمية يسير عليها المعلمون والمعلمات، ومن بينها: «منهج القلاع السبع» لحفظ القرآن الكريم: وقد تم توزيعه بفضل الله على جميع الدارسين الملتحقين بالمدارس القرآنية في مختلف محافظات السلطنة، وهذا المنهج أسهم في رفع إنتاجية هذه المدارس وتخريج كوكبة من حفظة القرآن الكريم، وهذا المنهج هو فاتحة المناهج الأخرى القادمة بإذن الله.
وأيضا «دورات التجويد النظري والعملي»: وهذا الدورات يقيمها المتخصصون في التجويد القرآني لجميع المعلمين والمعلمات، مما أنتجت رقيَّا في مستوى الكوادر التدريسية والتوجيهية.
وهناك «مشروع الإجازة القرآنية»: وهو مشروع تقدمه الدائرة لمن اجتاز الدورات التجويدية النظرية والعملية، واجتاز المقابلة الشخصية بمعدل لا يقل عن 85 %، ويقام من قبل أصحاب الإجازات القرآنية.
وعن دور السهم الوقفي لمدارس القرآن الكريم وأثره في دعم مسيرة تدريس القرآن الكريم فقال: إن السهم الوقفي الذي تعتني به دائرة مدارس القرآن الكريم إنما هدفه هو إحياء ثقافة الوقف والعطاء ونشر الخير في مختلف ولايات السلطنة ومحافظاتها، وغايتها هو الارتقاء بمدارس القرآن الكريم حسيا ومعنويا، لتكون الرائد في السلطنة والملجأ لأبناء الوطن الخيِّر في تدريس القرآن الكريم، ولذلك فهو من جانب يُعَدُّ الباب الأمثل لمن أراد التصدق، وتُصرفُ لمدارس القرآن الكريم التي هي فعلا عَنِيَتْ بالقرآن الكريم تدريسا وعملا واقعا وسلوكا.
وأشار الى ان هناك العديد من المشاركات للدائرة في المسابقات الدولية في هذا المجال وقد حصل بعض المشاركين على المراكز المتقدمة في هذه المسابقات، ومن بينهم: ليث بن إسحاق بن يوسف الكندي حصل على المركز الثاني في مسابقة جمهورية مصر العالمية. وأسماء بنت خميس بن سالم البوسعيدية حصلت على المركز الثاني في المسابقة الهاشمية الدولية للإناث في مستوى (20 جزءا) لعام 2015م.
كما حصلت ابتسام بنت سالم بن سليمان البراشدية على المركز الرابع في المسابقة الهاشمية الدولية للإناث لعام 2017م.. موضحا إن هذه المشاركات العطرة تعطي أنموذجا يُحتذى به في التقدم والعطاء، وأن لا سبيل للحياة إلا بوضع بصمة خير في كل جانب، فكيف إذا تُوِّجَتْ بكتاب الله وتعطرت بشذاة، مؤكدا أن هناك توجهات مستقبلية لتغذية المسابقات الدولية من المسابقات المحلية.
أما عن البرنامج الإلكتروني لتعليم القرآن الكريم التابع لدائرة مدارس القرآن الكريم، وما هي الفئات المستفيدة منه فأوضح الريامي أن وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وفق رؤيتها في تطوير وسائل تعليم القرآن الكريم تبنت بما يتواكب مع متطلبات العصر وذلك من خلال تفعيل برنامج تعليم القرآن الكريم، حيث أطلق البرنامج بتاريخ 1/1/2015 م وهو يُعد نقلة نوعية في مجال الخدمات الإلكترونية التي تقدمها الوزارة لأبناء المجتمع.
حيث يهدف البرنامج إلى نشر ثقافة تعليم القرآن الكريم بين مختلف أطياف المجتمع باعتباره رسالة الإسلام الخالدة. فهو يربط المتعلم بآيات القرآن الكريم من خلال حفظها ومراجعتها بشكل يومي بأسلوب ممتع جذاب، مما يعمل على تحسين سلوك الفرد ويضفي عليه راحة نفسية واطمئنانا، وهذا من شأنه أن يعود بالأثر الإيجابي على الفرد والمجتمع بإذن الله.
وأضاف: بفضل الله لاقى البرنامج اهتماما وإقبالا من شرائح المجتمع كافة، لا سيما أولئك الذين لم يتمكنوا من الالتحاق بمدارس القرآن الكريم النظامية لظروف عملهم أو دراستهم وارتباطاتهم الحياتية المختلفة. فقد بلغ عدد المسجلين فيه منذ انطلاقته وحتى الآن ما يقارب 9300 دارس ودارسة وهذا العدد يعتبر مؤشرا على مدى تفاعل المجتمع مع البرنامج وشغف الناس في الإقبال على تعلم وحفظ القرآن الكريم.
علما بأن البرنامج يستقطب جميع الفئات العمرية من الذكور والإناث، فتجد من العائلة الواحدة ما يزيد عن ثلاث أفراد هم مسجلين في البرنامج ويتنافسون في حفظ القرآن الكريم.
وأشار إلى أن البرنامج يقدم في الفصل القادم ثمانية مقررات وهي: «حفظ جزء عم مع التجويد المبسط، حفظ جزء تبارك مع التجويد، حفظ جزء قد سمع مع التجويد، حفظ جزء الذاريات مع التجويد، حفظ الجزء الأول مع التجويد، حفظ الجزء الثاني مع التجويد، حفظ سورة البقرة مع التجويد، حفظ سورة آل عمران مع التجويد، وهناك برامج أخرى سيتم طرحها تباعا في فصول قادمة بإذن الله، من بينها منهج لحفظ القرآن الكريم في عام وآخر في عامين ومنهج لمراجعة القرآن كاملا لمن أتم حفظه في وقت سابق، ومدة كل منهج من هذه المناهج فصل دراسي، والفصل عبارة عن ثلاثة أشهر متواصلة.
والبرنامج يتيح للدارس حرية اختيار اليوم والتوقيت المناسب لدراسته كأول خطوة عند تسجيله في البرنامج. وتقوم فكرة البرنامج على منهج القلاع السبع المبتكر من قبل مدير مدارس القرآن الكريم حيث يُقسم الجزء الواحد إلى سبع قلاع، كل قلعة تحتوي على سبعة أقسام، فبمجرد انتهاء الطالب من مقرر أحد القلاع تظهر له القلعة التي تليها وهكذا حتى ينهي حفظ القلاع السبع ويكون بذلك قد أتم مقرر الحفظ.
وأوضح ان الهدف من البرنامج هو تسهيل حفظ القرآن الكريم وتعليم أحكام التجويد من خلال خطط ميسرة بواسطة وسائل إلكترونية مساعدة. كما يقوم على 3 مهارات أساسية مقسمة على أيام الأسبوع السبعة. فخطة الطالب الدراسية الأسبوعية تكون على النحو الآتي: يومان لمهمة الحفظ الجديد، الخطة الحالية بمقدار نصف صفحة في كل يوم.
بعدها مهمة التسميع عندَ معلم القرآنِ في اليومِ الثالث، عبر الفصل الافتراضي الحي في اليوم الذي اختاره عند تسجيله في البرنامج. يليه يومان آخران لمهمة الحفظ الجديد، ثم مهارة التسميع عند معلم القرآن في اليوم السادسِ. وفي نهايةِ الأسبوع مراجعة شاملة لما تم حفِظْه خلال الأسبوع.
حيث تظهر مهام الحفظ والمراجعة والتحصين في شريط المهام اليومية في صفحة الطالب، ويقوم بإنجازها بشكل يومي في أي وقت يناسبه من اليوم، ويتم إنجازها من خلال اختيار أحد القرَّاء كالشيخ عبدالباسط أو الحصري المتوفر أصواتهم في البرنامج، فيقوم بالاستماع لتلاوتهم ويكرر الآيات خلفهم وهذا من شأنه أن يساعد الطالب على تعلم النطق السليم للكلمات ويتقن أحكام التجويد.
حيث يلتقي الطالب بالمعلم عبر الفصل الافتراضي يومين في الأسبوع بمعدل ساعة في كل يوم لتسميع مقرر الحفظ وتصحيح تلاوة المقرر القادم ولتلقي درس التجويد، وفي حال عدم تمكن المتعلم من حضور اللقاء في الوقت المحدد لأي سبب من الأسباب، بإمكانه إرسال التسميع الغيابي للمعلم قبل بدء اللقاء المباشر، حيث يتوفر لديه خلال مدة الفصل الدراسي كاملا ثلاث تسميعات غيابية مجانية، فإن استنفذها جميعها بإمكانه شراء تسميعات غيابية بالجواهر التي تحصل عليها من المتجر الموجود في البرنامج.
وأضاف: كما يستخدم البرنامج منهجية الإثارة والتحفيز، فعند تأدية الطالب للمهام اليومية التي تظهر له فإنه يحصل على مجموعة من النقاط، هذه النقاط تتحول إلى جواهر. والجوهرة عبارة عن 50 نقطة. حيث إن هذه الجواهر تعتبر العملة الافتراضية في البرنامج. يستطيع الطالب أن يشتري بها التسميعات الغيابية أو الإصدارات المتاحة في المتجر.
كما يعزز البرنامج روح المنافسة بين الدارسين في حفظ كتاب الله، فيستطيع الطالب منافسة زملائه في الفصل وفي البرنامج بشكل عام من خلال تكثيفيه في أداء المهام اليومية ومواظبته على حضور الحصص الحية، حيث من خلالها يحصل على النقاط ويتقدم على زملائه. وفي نهاية الفصل بعد أن يجتاز الطالب المقرر بنجاح يحصل على شهادة معتمدة من الوزارة، شرط أن يكون لديه 50 جوهرة كحد أدنى.
وعن المعوقات التي تعيق البرنامج أوضح الريامي أنه لا توجد معوقات ولله الحمد غير ان خدمة الأنترنت ضعيفة جدا ونرى أن تسهم شركات النطاق العريض على تخفيض سعر الاشتراك للطلبة المشتركين والقائمين على البرنامج، كذلك تسهيل استضافة البرنامج في المزودات الحكومية وذلك لسهولة الربط مع الجهات الحكومية الأخرى حتى يسهل عملية التسجيل للطلبة الملتحقين بالبرنامج.