جريدة الرؤية
تتكرر نفس الحيرة كل عام بين طلاب الثاني عشر الذين يجدون خيارات متعددة بين عدة مجالات وتخصصات، بينما يختلط طموحهم مع طموح أولياء أمورهم، وهؤلاء بدورهم يختلفون بين من يتدخلون بقوة لتوجيه الطالب نحو ما يرونه صحيحاً وبين من يساعدونه على الوصول إلى الخيار الصحيح بدون تدخل مباشر.
وفي هذا السياق تقول أسماء الصواعي من قسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي بجامعة السلطان قابوس: "هناك نوعان من أولياء الأمور الأول يتدخل في اختيارات وتخصصات ابنه من باب أنه الأحرص على مستقبله، والأدرى بالتخصصات والوظائف المرغوبة فلا يترك الطالب ليتحرك وفق ميوله ورغباته، كما أن هناك النظرة المجتمعية لبعض التخصصات كالطب والهندسة والتي يرى فيها ولي الأمر مكانة اجتماعية رفيعة. أما الصنف الآخر فيترك المجال حرا لاختيار ابنه التخصص الذي يطمح إليه مع الاكتفاء بالنصح وتوضيح المعلومات المطلوبة حول كل تخصص والتأكد أن ابنه ليس منقاداً لرأي زملائه.
وبدوره يقول مبارك الحمداني الباحث الاجتماعي في اللجنة الاجتماعية بمجلس الشورى:" إنّ المستوى التعليمي للوالدين والتجارب التعليمية والمهنية للأسرة عموماً تلعب دوراً في الطريقة التي تتعامل بها الأسرة مع الابن فيما يتعلق باختيار رغباته الدراسية، وتنعكس هذه العوامل بصورة مباشرة أو غير مباشرة. ومما يمكن رصده على مستوى مجتمعنا العماني أن هناك تغيرا نسبيا في أنماط تفكير بعض الأسر إزاء التدخل في خيارات الأبناء، فحتى فترة قريبة كان قطاع كبير يفرض مسارات معينة على الأبناء تجاه تخصصات معينة، لكن أعتقد أنّ ارتفاع المستوى التعليمي واختلاف وأنماط الفكر التربوي أسهم في تقليل هذه الظاهرة وليس إلى إلغائها تماما".
وأضاف أنّه لابد أن تكون هناك منظومة توجيه أكاديمي وتوجيه مهني متكاملة لا تقتصر فقط على الطلبة في المراحل الدراسية المختلفة وإنما تستهدف وعي المجتمع بشكل عام ووعي أولياء الأمور بخطاب يستهدف تغيير أنماط التدخل من الفرض إلى التوجيه مع إتاحة مساحة حرة أمام ذات الطالب لتخير مساره الدراسي والمهني.
و يقول زاهر الصبحي مرشد أكاديمي بمدرسة مصعب بن عمير:" التخصص يعتمد على القدرات والميول ولازالت النظرة الاجتماعية للوظائف المرموقة كما هي لم تتغير لكن تزايد اهتمام أولياء الأمور قد يتحول سلبيا ونحن ننصح الطلاب باستشارة المرشدين الأكاديميين وأولياء الأمور في التخصصات.
أمّا منذر العبري مرشد أكاديمي بمدرسة الشيخ إبراهيم بن سعيد فيقول: "في الوقت الحالي الاختيار يكون لقناعة الطالب نفسه وهناك فئة قليلة من أولياء الأمور تتدخل في اختيار أبنائهم بسبب أن بعض أولياء الأمور لديهم الوعي والمعرفة بالتخصصات الجامعية ونرى الكثير من أولياء الأمور بالتردد على هذه المراكز لما لها من أهمية كبيرة".
في حين يقول محمود الريامي أحد أولياء الأمور:" من اللازم تدخل أولياء الأمور في تخصص ابنهم المستقبلي إذا أدركوا أن ابنهم تائه في الاختيار، كما يجب أن يكون تدخلا غير مباشر، فعليهم أن يعرفوا أولا توجهات ابنهم ورغباته ثم يرشدوه لاختيار التخصص الذي هو وفق ميوله ورغباته، ومن ملاحظتي أنّ الفئة من أولياء الأمور التي تجبر أبناءها على اختيار تخصص معين بسبب النظرة المجتمعية بدأت بالتلاشي وذلك بسبب الوعي بأهمية أن يختار الطالب التخصص وفق رغباته، وبسب ما تبذله الجهات المعنية من توعية للمجتمع بضرورة الاختيار الصحيح للتخصص وفق رغبة وميول الطالب".
أمّا محمود العبري ولي أمر فيقول: "يجب أن يختار الطالب التخصص الذي يرغب بدراسته شريطة استشارة الأسرة، ويكون تدخل أولياء الأمور عندما يشعر بأنّ الطالب يتجه نحو اختيار خاطئ ولا يدرك عواقب اختياراته المستقبلية، كما يجب أن يكون هناك حوار هادف بناء بين الأسرة والطالب يقوم على مبدأي الحوار والتخطيط المستقبلي السليم.
ومن طلاب الثاني عشر يقول أحمد العبري: "يجب أن يكون هناك تعاون تام بين المرشد الأكاديمي وولي الأمر والطالب بحيث يتم تحديد المسار الأفضل على أساس إمكانيات الطالب ورغباته وطموحاته".
ويقول خالد البلوشي:" يجب أن يحدد الطالب رغباته قبل نهاية المرحلة الثانوية، وبالنسبة لي لم يتدخل ولي أمري في تحديد تخصصي ونصحني باتباع طموحي".