جريدة الرؤية
بمُباركة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- توج معالي الشيخ عبد العزيز بن محمد الرواس مستشار جلالة السلطان للشؤون الثقافية المشاريع الفائزة في ملتقى شباب عُمان الثالث، وذلك مساء أمس الثلاثاء بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة لإعلان المشاريع الفائزة في الثلاثة مجالات وهي ثقافة وقيم المستقبل والطاقة المتجددة بالإضافة إلى مشاريع تطبيق الثورة الصناعية الرابعة.
وقال معالي عبد العزيز الرواس إن: "هذا اليوم هو يوم عماني بامتياز، تحت عنوان عمان النهضة وجيل النهضة وتطلعات أبناء النهضة، وهذه الإبداعات وهذا الجيل وهذه المناسبة تثلج صدر القائد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- لأنه كان دائمًا في كل الخطب السامية طوال سنوات النهضة المباركة يؤكد أهمية الشباب ودورهم المهم في المجتمع، لأنهم عماد المستقبل".
وأكد معاليه أنَّ الشباب يمثلون الركيزة الأساسية، واللبنة الرئيسية في التحصيل العلمي الذي نحثهم عليه، لأن التحصيل العلمي هو سلم المعرفة، والمعرفة هي التي تنقل الأمم نحو مزيد من التقدم، وإلى مستقبل أكثر شأنًا.
وأضاف معاليه أن السلطنة وبفضل القيادة الحكيمة استعادت مجدها وتألقها بين الأمم والشعوب، على مستوى المنطقة والعالم أجمع. واختتم معاليه التصريح قائلاً: "لقد حفظ جلالة السلطان المعظم لهذه البلاد هويتها ومعتقداتها وشخصيتها واستقلالها، كما حفظ جلالته للعمانيين قدرتهم على التفكير وعلى التعبير والعطاء، لتكون عمان لهم وبهم في علو ورقي دائمًا".
وقال معالي الدكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة: "إنِّه لمن دواعي الفخر والاعتزاز أن تأتي رعاية ختام ملتقى شباب عُمان بمُباركة سامية من لدن المقام السامي- حفظه الله ورعاه-، وهذه المباركة دلالة على الإيمان العميق بدور الشباب الذين هم حاضر عمان ومستقبلها".
وأضاف معاليه في تصريحات صحفية أنه منذ تأسيسها، حملت اللجنة الوطنية للشباب على عاتقها العمل على توسيع مشاركة الشباب في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالسلطنة، وبحث متطلبات الشباب في المرحلة الراهنة والمستقبلية، ورفع توصيات بشأنها للجهات ذات العلاقة، بالتعاون مع مختلف الجهات، سعياً منها للتكامل والشراكة بما يخدم الوطن والشباب.
وأوضح المنذري أن هذا الملتقى يأتي تأكيداً على هذه المنطلقات التي منبعها الإيمان العميق بقدرات الشباب المنافسة، واستمرارا لتعزيز مهاراتهم وإكسابهم الخبرات من المختصين في موضوعات الملتقى ليكونوا مساهمين بفاعلية في صنع القرار، ومواكبين للتطورات العالمية على مختلف الأصعدة.
من جهته، قال سعادة طلال بن سليمان الرحبي نائب الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط رئيس اللجنة الفنية لرؤية عمان 2040 إن تعزيز مهارات الشباب ودعم أفكارهم ومقترحاتهم، يمثل محورا أساسيا يساهم بشكل كبير في صنع مستقبل عُمان، وجاء هذا الملتقى ليحقق شراكة حقيقية للشباب في تقديم ما يدعم الرؤية المستقبلية عمان 2040، إلى جانب الشراكة المجتمعية بشكل عام؛ حيث إن المواضيع التي تطرق لها الملتقى تحتاج إلى فكر هؤلاء الشباب لتفعيلها وإيجاد تطبيقات ومشاريع تنفذ على أرض الواقع لتخدم مجالات وقطاعات أخرى.
وبين أن كل هذه الجهود تأتي لصنع مستقبل يوازي التقدم العالمي، وأن المشاريع التي سيخرج بها الملتقى والتي سترفع للأمانة العامة للمجلس الأعلى للتخطيط، عن طريق اللجنة الوطنية للشباب، سوف يؤخذ بها عند إعداد الخطة الخمسية العاشرة (2021- 2025) والتي سيتم الإعداد والتحضير لها ابتداءً من العام المقبل 2019. وهذه الخطة الخمسية هي أولى الخطط الخمسية لتحقيق رؤية عمان 2040.
وبدأ الحفل الختامي بكلمة اللجنة الوطنية للشباب، ألقاها الدكتور راشد بن سالم الحجري رئيس اللجنة، قال فيها: "يسعدني أن أُعبِّر عن فخري واعتزازي بالمباركة السّامية لرعاية معالي مستشار جلالة السُّلطان للشؤون الثّقافية حفل ختام ملتقى شباب عُمان الثالث، والذي يأتي امتدادًا لتأكيد الاهتمامِ والعنايةِ السامية بالشباب الذين هم مستقبل عُمان".
وأكد أن هذا الاهتمام نابِع من الإيمان بدورهم المحوري في صياغة رؤية عمان 2040، كما هو امتدادٌ للعنايةِ بالقيمِ والثّقافات التي تمثّل هويّة المجتمعاتِ وجزءا أصيلا من حضارتها، والتي نظر إليها مكتب رؤية عُمان 2040 بالمزيدِ من العنايةِ والتركيز كونها مكوِّنًا رئيسًا في تطوِّر المجتمعاتِ والبشريّة جمعا وهي حجر الأساس للجوانب الأخرى التي تضمنتها رؤية 2040.
وأضاف الحجري أن ملتقى شباب عُمان الثّالث يؤكد على التوجيه السّامي بصياغة "رؤية عُمان 2040" الذي جعل النّهج التشاركي والتّوافق المجتمعي لمختلف شرائح المجتمع ركيزة أساسية، ومؤصِّلا لما دأبت اللجنة الوطنيّة للشّباب عليه؛ من توسيعِ مشاركة الشّباب في مسيرة التنميّة الاقتصاديّة والاجتماعيّة؛ إذ تأتي هذه الشراكة مع مكتب رؤية عُمان 2040 والمجلس الأعلى للتخطيط أيضًا امتدادًا لشراكات سابقة تمثّلت على سبيل المثالِ لا الحصر في البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي "تنفيذ"، وملتقى استشراف المستقبلِ ومبادرة "كُلِّ عُمان".
وشدد الحجري على أنَّ هذه الشراكات تصبُّ كلّها في خدمةِ وطننا الغالي عُمان وتفعيل الإشراك الحقيقي للشباب.
وأشار إلى أنه بالعمل التكاملي مع بقية مؤسسات السلطنة، والذي تمثّل اللجنة فيه صوت الشباب، كانت موضوعات الملتقى الرئيسة تشكل ما ترمي إليه الرؤية المستقبلية على المستويات الاقتصادية والاجتماعية، وبرؤية شبابيّة مجدِّدة؛ إذ تتخذ تطبيقات الثورة الصناعية الرابعة في العالم اليوم مكانتها التي ستمسّ واقعنا العماني من جميع جوانبه، مؤثرةً على موارد الاقتصاد العُماني التي ستعتمد على الطاقة المتجددة، فضلاً عن خلقها لمجتمع عماني أكثر حداثة وواضعًا بعين الاعتبار ثقافات وقيم الإنسان العماني في المستقبل.
وأثنى الحجري على الإقبال الشبابي للمشاركة في هذا الملتقى، والذي كان واسعًا؛ إذ تجاوز عدد المسجلين فيه 300 شاب وشابة، إلا أن الاختيار وقع على 50 شابًّا وشابّة من جميع محافظات السلطنة ومن مختلف الفئات العمرية، والخلفيات العلمية والعمليّة. وأوضح أنه مواصلةً لتوسيع المشاركة الشّبابية- عبر هذا الملتقى- فإن الشّباب العُماني سيُشارك في وضع رؤاه وتصوّراته في الخطط التنمويّة؛ حيث ستحتضن الخطّة التنموية العاشرة المشروعات الثلاثة الفائزة، لتكون المحطّة الأولى التي تنطلق منها رؤية عمان 2040 التي يعمل على إعدادها مكتب "الرؤية المستقبلية 2040" والمجلس الأعلى للتخطيط.
وأكد الحجري أن المشروعات الثلاثة الفائِزة لن تتوقّف عند تكريمها، بل ستتكفّل اللجنة الوطنيّة للشّباب بدعم أصحابها دعمًا معرفيا مكثفا يمكنهم من تجويد أعمالهم وتطويرها بما يتوافق لتكون في السياق المعتمد للخطط التنموية.
تلا ذلك كلمة لجنة التحكيم وألقاها الكوتش سعيد البلوشي، ومن ثم كلمة الشباب المشاركين قدمتها سبأ بنت راشد المغيزوية، عبرت فيها عن فخرها بما يتم إنجازه على أرض السلطنة، وقالت: "ولدنا على أرض طيبة لا تنبت إلا طيبا، كبرنا على تاريخها الباقي وحاضرها الزاهر وسنعمل ونجتهد لصنع مستقبلها القادم بكل فخر وإخلاص".
وأضافت: "يشرفني نيابة عني وعن زملائي الشباب والشابات المشاركين في هذا الملتقى أن نتقدم بخالص الشكر ووافر التقدير للجنة الوطنية للشباب ومكتب رؤية عمان 2040 والجهات المشاركة في تفعيل هذا الملتقى على إتاحة الفرصة لنا للمشاركة في إبراز مهاراتنا وقدراتنا وتقديم أفكارنا ومقترحاتنا التي تسهم في صنع المستقبل".
وأوضحت أن هذه المشاركة أسهمت في تعزيز العديد من الخبرات لدى الشباب في المواضيع التي تطرق لها الملتقى، من ثقافات وقيم المستقبل والطاقة المتجددة وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة، مشيرة إلى أنها مواضيع حديثة ومهمة لتطوير العديد من القطاعات والمجالات في وطننا.
ومن ثم تم إعلان المشاريع الفائزة؛ وفي محور "ثقافات وقيم المستقبل" فاز مشروع "مركز محاكاة قيم وثقافات المستقبل" والذي يضم الشباب: عبدالله بن سعيد البادي، قيس بن أحمد الأشخري، جهينة بنت سعيد الشامسية، ريمة بنت سعيد الصبحية، سارة بنت سيف النعمانية، سبأ بنت راشد المغيزوية، ومسيرة المشروع مريم بنت ناصر الخربوشية.
وفي محور "الثورة الصناعية الرابعة" فاز مشروع "استخدام تطبيقات الثروة الصناعية الرابعة في تطوير القطاع الزراعي، ويضم المشروع الشباب: محمد بن جمعة الريامي، ومحمد بن قاسم الشيزاوي، ومشعل بن حميد المقبالي، ومريم بنت سالم الرحبية، ومنار بنت علي الجابرية، وأسماء بنت مسعود الحمدانية، أما مسير المشروع فكان الدكتور هلال بن حمد السعيدي.
وفي محور "الطاقة المتجددة"، فاز مشروع "نمو لاستصلاح الأراضي الزراعية"، وشارك فيه الشباب: طارق بن طالب الخنبشي، وأصيل بن بشير الريامي، وزياد بن حمود الغرابي، ومحمد بن عبدالحكيم اليافعي، وشهد بنت سيف العمرية، وسمو بنت عامر بن سالم تبوك، وكان مسير المشروع إسحاق بن هلال الشرياني.
يشار إلى أن الملتقى يستهدف الشباب من مختلف مُحافظات السلطنة من سن 15 إلى 29 سنة، حيث تم التسجيل عن طريق استمارة إلكترونية، وتم فرز المشاركين إلى 50 مشاركاً ومشاركة.
ويأتي هذا الملتقى ضمن المبادرات الاتصالية للرؤية المستقبلية عمان 2040 لتعزيز النهج التشاركي في صياغة الرؤية، كما أنه يعدُ مكملًا للملتقيات السابقة التي نظمتها اللجنة الوطنية للشباب انطلاقًا من دورها واختصاصاتها في إشراك الشباب العماني في مختلف المجالات والأصعدة وإتاحة الفرصة لهم للمشاركة بمقترحاتهم وأفكارهم وتطوير مهاراتهم وإبراز قدراتهم المعرفية والفكرية بما يخدم بناء الوطن وخدمةً لما يسهم في رقيه ورفعته.
ويهدُف الملتقى إلى تعريف المشاركين بالرؤية المستقبلية عُمان 2040، وتعزيز الشعور الإيجابي للمشاركة في تحقيق رؤية عمان 2040، إضافة إلى تعزيز استشراف المستقبل لدى الشباب العماني، وتعريف الشباب بدورهم في بناء اتجاهات داعمة لمسارات الرؤية 2040. وشارك الشباب في وضع تصورات لمبادرات ومشروعات تساهم في تحقيق الرؤية المستقبلية لعمان 2040.
ويأتي تنفيذ ملتقى شباب عمان الثالث "مستقبل عمان" بغية الخروج بعدد من المخرجات أهمها، إشراك الشاب العماني في الملتقى من مختلف محافظات السلطنة، وتنفيذ ورش تدريبية علمية في الإعداد والتخطيط لمبادرات ومشروعات وطنية طويلة الأمد في موضوعات الملتقى، وإعداد ما لايقل عن 3 تصورات محكمة لمشروعات قابلة للتنفيذ في الخطة الخمسية العاشرة (2021- 2026).