جريدة الرؤية
تُوَاصِل وزارة التربية والتعليم جهودهَا من أجل تجويد عناصر العملية التعليمية؛ سعياً لتحقيق أهداف التنمية على مستوى السلطنة ومتطلبات سوق العمل، وتعمل في الوقت ذاته على تمكين الطلاب من المهارات والمعارف والكفايات التي تُعينهم على التعامل مع الثورة الصناعية الرابعة بكل كفاءة واقتدار.
وتوضِّح الإحصائيات التطور الكمي في مختلف أنواع التعليم المدرسي، الذي تشرف عليه وزارة التربية والتعليم؛ ففي التعليم قبل المدرسي ارتفع عدد رياض الأطفال للعام الدراسي 2017/2018م مقارنة بالعام الدراسي 2016/2017م، بنسبة وصلت إلى 23.4%، وبلغ عدد الأطفال المسجلين في مرحلة التعليم قبل المدرسي في هذا العام الدراسي 49640 طفلا في المدارس الخاصة.
وتتركز خدمات التعليم قبل المدرسي في المدن الرئيسية بالولايات بصفة عامة، كما ارتفعت نسب الالتحاق بالمدارس الحكومية والخاصة في العام الدراسي 2017/2018م ارتفاعا بسيطا مقارنة بالعام الذي سبقه، حيث زادت نسبة الالتحاق الإجمالي للصفوف (1-4) بنسبة 0.4% بين العامين، وللصفوف (5-10) بنسبة 0.6%، وللصفوف (11-12) بنسبة 0.4%. وبالمقابل، نجد أن نسبة الالتحاق الصافي المعدلة قد ثبتت تقريبا للصفوف (1-4) عند 98.3%، بينما ارتفعت قليلا للصفوف (5-12).
وارتفعت أعداد المدراس الحكومية بزيادة بلغت 25 مدرسة خلال العامين الدراسيين 2016/2017م و2017/2018م، وبنسبة نمو بلغت 2.27%، وتعود هذه الزيادة لتلبية النمو المتزايد في أعداد الطلاب الذين هم في عمر التعليم؛ حيث بلغت نسبة نمو الطلاب 2.95%.
وبلغ متوسط الكثافة الصفية 27 طالباً في الصفوف (1-4)، و27 طالباً في الصفوف (5-10)، و26 طالباً في (11-12)؛ أي بمعدل أقل من النصاب المحدد للصف الواحد.
وبلغ معدل الطلاب إلى المعلمين في التعليم المدرسي الحكومي حوالى 10.2 طالب لكل معلم. وبلغ إجمالي عدد المعلمين والمعلمات 56385 معلماً ومعلمة في التعليم المدرسي الحكومي للعام الدراسي 2017/2018م، حيث تشكل المعلمات نسبة 67.6% من إجمالي العدد. وبلغ إجمالي عدد الإداريين والفنيين 11298 في التعليم المدرسي الحكومي للعام الدراسي 2017/2018م، وبلغت نسبة العمانيين 99.5% من إجمالي العدد، ومن الملاحظ أن نسبة تعمين الوظائف الإدارية والفنية بلغت 100% في مدارس الصفوف (10-12) و((11-12)).
وبلغت نسبة التعمين الإجمالية لأعضاء الهيئة التدريسية 84% في مدارس التعليم المدرسي الحكومي للعام الدراسي 2017/2018م، حيث بلغت نسبة التعمين 72.9% لفئة الذكور، و89.3% لفئة الإناث.
كما بلغ عدد مدارس التربية الخاصة 3، ضمت 535 طالباً وطالبة خلال العام الدراسي2017/2018م، وبلغت أعلى نسبة للطلاب في مدرسة التربية الفكرية ومدرسة الأمل للصم والبكم؛ حيث بلغ إجمالي عدد الطلاب في كل منهما 185 طالبا وطالبة، شكلت الإناث ما نسبته 41% من إجمالي الطلاب.
وبلغ إجمالي عدد المعلمين في مدارس التربية الخاصة 323 معلما ومعلمة، وتوجد أعلى نسبة للمعلمين في معهد عمر بن الخطاب للمكفوفين حيث بلغ عدد المعلمين فيها 120 معلماً ومعلمة. وتشكل الإناث نسبة 82.3% من إجمالي عدد المعلمين في مدارس التربية الخاصة.
كذلك بلغ إجمالي عدد المدارس المطبقة لبرنامج الدمج 218 مدرسة توزعت على جميع محافظات السلطنة، ضمت 1734 طالبا وطالبة، بلغت نسبة الذكور 57.2%، والإناث 42.7%، وبلغ إجمالي عدد المعلمين والمعلمات 615.
وبلغ عدد المدارس التي تطبق برنامج صعوبات التعلم 631 مدرسة، شكلت مدارس الحلقة الأولى النسبة الأكبر؛ حيث بلغت 43.4% من جملة المدارس المطبقة، تلتها مدارس الحلقة الثانية بنسبة 26.1%، وحلت أخيراً المدارس المستمرة بنسبة 30.4%، وبلغ عدد المعلمين 1169 معلماً ومعلمة.
وتشير الإحصاءات إلى زيادة أعداد المدراس الخاصة خلال العامين الدراسيين 2016/2017م و2017/2018م بمقدار 58 مدرسة وبنسبة نمو 10.03%، قابل ذلك ارتفاع عدد الطلاب بنسبة 2.25%، وضمت المدارس الخاصة 105680 طالبا وطالبة للعام الدراسي 2017/2018م، وأعلى نسبة لهم سجلت في محافظة مسقط حيث بلغت 46.7% من إجمالي عدد طلاب المدارس الخاصة، وبلغت نسبة الطالبات الإناث 60.8% من إجمالي الطلاب للعام الدراسي 2017/2018م.
وبلغ إجمالي أعداد المدارس الخاصة في السلطنة 636 مدرسة للعام الدراسي 2017/2018م؛ منها: 309 مدارس للتعليم الأساسي و327 روضة أطفال، وسجلت محافظة مسقط أعلى عدد للمدارس الخاصة؛ حيث بلغ عددها 242 مدرسة.
كما بلغ عدد المدارس الدولية 44 مدرسة توزعت على المديريات التعليمية، وضمت هذه المدارس 63760 طالباً وطالبة، منهم 9221 طفلاً في مرحلة التعليم قبل المدرسي. وشكل الطلاب العمانيون نسبة 0.46% فقط من جملة الطلاب بهذه المدارس.
ووصل متوسط الكثافة الصفية في التعليم المدرسي الخاص للعام الدراسي 2017/2018م للصفوف (1-4) إلى 11 طالباً، والصفوف (5-10) إلى 17 طالباً، والصفوف (11-12) إلى 19 طالباً أيضاً، وتعزى الكثافة المنخفضة في صفوف التعليم المدرسي الخاص إلى صغر الغرف الصفية بأغلب المدراس الخاصة مقارنة بمساحة الغرف الصفية بالتعليم الحكومي.
وبلغ متوسط نصاب المعلم من الطلاب في المدارس الخاصة ما يقارب 11 طالبًا؛ وذلك بقسمة عدد الطلاب على عدد المعلمين. ووصل عدد المعلمين بالمدارس الخاصة للعام الدراسي 2017/2018م إلى 9605 معلمين ومعلمات، مُوزعين حسب نوع التعليم بالمدارس الخاصة على المديريات التعليمية، ويتواجد 4913 منهم في محافظة مسقط، أي ما يقارب نصف العدد الإجمالي. وبلغ عدد المعلمين العمانيين 3567 معلماً ومعلمة، بنسبة تعمين بلغت 37.1%، وكانت نسبة التعمين للذكور 1.6%، و44.9% للإناث.
وبلغ عدد مراكز تعليم الكبار 14 مركزاً للعام الدراسي 2017/2018م، ضمت 54 شعبة بإجمالي 754 دارساً و343 معلماً ومعلمة في الدراسة المنتظمة، كما بلغ عدد الدارسين الملتحقين بالدراسة الحرة 8838، أي أن إجمالي عدد الدارسين في مراكز تعليم الكبار 9592. وبلغ إجمالي مراكز تعليم محو الأمية 15 مركزا للعام الدراسي 2017/2018م وتحوي هذه المراكز 604 شعب، و6379 دارساً ودارسة، و771 معلماً ومعلمة.
يُشار إلى أن معدلات القرائية -وهو مصطلح يشير إلى مستوى التمكن من أساسيات القراءة والكتابة- بين العمانيين بلغت 93.3% في العام 2016 للفئة العمرية من 15 سنة وما فوق، تتركز النسبة الأعلى منها في الفئة العمرية (15-24) سنة، وذلك حسب تقديرات المركز الوطني للإحصاء والمعلومات للأعوام (2011-2016)، انخفضت نسبة الأمية بين أفراد المجتمع إلى 7.6% في العام 2016 مقابل 7.4% في العام 2015؛ مما يدعو إلى مواصلة الجهود والسعي نحو محو الأمية بالكامل وإيجاد مجتمع معرفي متعلم يعي أفراده مسؤولياتهم وأدوارهم في النهوض بمنظومة التنمية الشاملة للبلاد.
حرصت الوزارة على تقديم مجموعة من البرامج التدريبية الأكاديمية عبر المركز التخصصي للتدريب المهني للمعلمين؛ حيث تمَّ تنفيذ 9 برامج؛ استغرق تنفيذها عامين دراسيين، واستقطبت المعلمين والمشرفين وإدارات المدارس، وبلغ عدد المشاركين فيها 2644. إضافة إلى جملة البرامج التدريبية المركزية البالغ عددها 14 برنامجًا، استهدفت 558 معلمًا ومعلمة، والبرامج غير المركزية التي تنفذ على مستوى المديريات التعليمية البالغ عددها 543 برنامجًا، استهدفت 18275 معلمًا ومعلمة في مختلف المديريات التعليمية. من جهة أخرى، فقد بلغ عدد الملتحقين في البرامج التأهيلية المختلفة وفق الأنظمة المحددة لذات العام 729 معلمًا ومعلمة.
وفي إطار توجه حكومة السلطنة نحو تحقيق الإجادة والتميز في الأداء الوظيفي والمؤسسي تسعى الوزارة لتأهيل وتدريب كوادرها البشرية وإعداد قيادات الصف الثاني في المستويات الإدارية المختلفة لتمكينهم من القيام بمهامهم بالفاعلية والكفاءة المطلوبة من خلال برنامج تدريبي متكامل ينفذ بالتعاون مع معهد الادارة العامة، ويمتد تنفيذ هذا البرنامج لمدة أربع سنوات خلال الفترة من (2017م-2020م)، ويبلغ عدد الساعات التدريبية في البرنامج نحو 100 ساعة، مُقسَّمة إلى أربعة أسابيع على مدار العام؛ حيث بلغ عدد المستهدفين في الدفعة الأولى في البرنامج 100 مشارك.
ويهدف البرنامج إلى تعريف المشاركين بالمعارف والمفاهيم الحديثة في مجالات الإدارة العصرية، وإطلاعهم على أهم النظم والنظريات الإدارية والقيادية الحديثة، وإكسابهم المهارات المتكاملة في العمليات الإدارية المختلفة، إضافة للوصول بقدرات وإمكانات المشاركين إلى الأداء المتطور والإدارة المجيدة لتطوير المؤسسة التربوية، وتمكينهم من التطبيق العملي للمهارات الإدارية والقيادية.
من جانب آخر، تنفذ وزارة التربية والتعليم -وبالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية عددا من البرامج التي تتيح الفرصة أمام الخريجين العمانيين من أجل الالتحاق بوظيفة معلم بعد الانتهاء من متطلبات هذه البرامج في التخصصات التي توجد بها شواغر واحتياجات مستقبلية، والتي من بينها برنامج دبلوم التأهيل التربوي؛ حيث تقوم اللجنة المعنية بالإجراءات التنفيذية لبرنامج إعداد المعلمين وتأهليهم بوزارة التربية والتعليم بالإشراف على برنامج دبلوم التأهيل التربوي وآلية تنفيذه وفق الخطط المرسومة له، بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي وجامعة السلطان قابوس؛ لتوفير معلم عماني ذو كفاءة ومهارة في مجال التدريس.
واستمرارا لهذه الجهود، قامت وزارة التربية والتعليم -وبالتنسيق مع وزارة التعليم العالي- بتوفير عدد من المقاعد للابتعاث الخارجي للمرحلة الجامعية في البرامج التربوية لطلاب دبلوم التعليم العام؛ بهدف توفير معلمين عمانيين في بعض المواد كـ(الرياضيات، اللغة الإنجليزية، الأحياء، الفيزياء والكيمياء)، ويهدف البرنامج إلى اختيار أفضل مخرجات الشهادة العامة لإلحاقهم ببرامج تربوية في جامعات عالمية مرموقة في تخصصات تمثل احتياجا ذا أولوية للوزارة، وبدأ البرنامج اعتبارا من العام الدراسي 2015/2016، وتم ابتعاث 22 طالبا وطالبة إلى المملكة المتحدة والولايات المتحدة الامريكية، وارتفع عدد الطلاب المبتعثين في العام الدراسي 2017/2018 إلى 51 طالبا. وقد أعلن مركز القبول الموحد تخصيص أكثر من 100 فرصة ابتعاث للبرامج التربوية للعام الدراسي المقبل.
كما عملت الوزارة على تنمية حس الريادة والإبداع في نفوس النشء من طلابها بمختلف فئاتهم العمرية، وبهدف توفير بيئة جاذبة ومشجعة للتعليم والتعلم والاستفادة من التقنيات الحديثة لتحسين الخدمات التربوية/التعليمية للطلاب بطريقة سهلة وموجهة، والاستفادة من الإمكانيات المادية المقدمة للوصول بالمتعلمين للإنتاج العلمي، جاءت فكرة إنشاء مراكز للابتكار وقد بدأت في محافظتين (الداخلية وشمال الشرقية) وهي متاحة لكافة المراحل الدراسية (1-12) وتتواجد هذه المراكز في مراكز التدريب بالمحافظات المستهدفة، وذلك بالتعاون مع القطاع الخاص.
وتماشيًا مع توجهات الوزارة وسعيها لنشر الثقافة العلمية بين طلاب المدارس، فقد وقعت الوزارة اتفاقية مع الهيئة العمانية للشراكة من أجل التنمية، وهي عبارة عن برنامج تعاون لتدريس منهج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM) في المدارس الحكومية بالسلطنة، بواقع 30 مدرسة من مختلف المحافظات وذلك خلال ثلاث سنوات من عمر المشروع ابتداءً من الفصل الثاني من العام الدراسي 2017/2018.
جاء تنفيذ مهرجان عمان للعلوم ترجمة لتوجهات الوزارة من أجل تعزيز الاهتمام بالعلوم، باعتبارها عنصرا مهما في تعزيز القيمة الاقتصادية والتنموية لمخرجات التعلم التي تنتهجها الوزارة جنبا إلى جنب مع المؤسسات الأخرى بالسلطنة، من أجل تعزيز توجهات تعلم العلوم وغرس حبها في قلوب الناشئة، كما تعد إيمانا من وزارة التربية والتعليم بأهمية تعلم العلوم في حياتنا عبر تبسيطها وتقديمها في قالب مليء بالتشويق والمتعة.
وضم المهرجان في نسخته الأولى العديد من الفعاليات والبرامج التي تستهدف زوارًا من أعمار مختلفة، وذوي اهتمامات مختلفة، إذ ضم أكثر من 300 فعالية متنوعة في مجالات: التكنولوجيا، والابتكار، والرياضيات، والهندسة، والروبوت، والعلوم، وتوزعت تلك الفعاليات في محافظات السلطنة.
وواصلت الوزارة تنظيم مسابقة ومهرجان الإنشاد الوطني الطلابي (بقلمي وبصوتي أعزز انتمائي)، والذي يهدفُ إلى تعميق الشعور بالانتماء والولاء للوطن، والفخر بماضيه العريق وحاضره المشرق، والاعتزاز بمنجزاته ورموزه وقائده المفدَّى، وبث روح التنافس والحماس في نفوسهم، وصقل مهارات المجيدين من الطلاب أدبيا وموسيقيا، وتنمية ملكات الإبداع لديهم، وترسيخ قيم الانتماء للوطن والاعتزاز برموزه عن طريق الإبداع الأدبي والموسيقي الذي يُجسِّد المشاعرَ والأحاسيس الوطنية.
كما نفذت في منتصف شهر يوليو الحالي البرنامج الصيفي لطلبة المدارس 2018 والذي اقيم هذا العام تحت شعار "صيفي مواطنة مسؤولة"، واستمر لمدة أسبوعين متصلين، وهدف الى المساهمة في ترسيخ القيم والصفات الحميدة كالتعاون واحترام الآخرين وتقدير الذات في نفوس أبنائنا الطلبة، وتأكيد قيم الانتماء والولاء للوطن وقائده، ورفع مستوى الوعي بأهمية استغلال وقت الفراغ في ممارسة الأنشطة المختلفة، وزيادة الوعي الصحي وغرس بعض العادات الصحية السليمة من خلال ممارسة الأنشطة، وصقل قدرات الطلاب ومواهبهم وتنمية الخبرات والمهارات المختلفة لديهم، وتعزيز طاقاتهم بالصورة الإيجابية، والتأكيد على استمرار دور المدرسة في خدمة أبنائها الطلاب.