جريدة الوطن
ها هي ذكرى الـ 23 من يوليو المبارك والعزيزة على قلوب جميع العمانيين تعود من جديد في أبهى حلَّة، تعود وعجلة التطورات السريعة في مختلف الميادين تدور بسرعة لتخبرنا بأن الحاضر والمستقبل وجهان لذات العملة الثمينة التي لا تدخر السلطنة جهدًا لاستثمارها داخل الوطن وخارجه عبر مختلف الموارد الطبيعية والبشرية والصناعية لمواكبة التطورات في شتى الميادين التي نخوضها يومًا بعد يوم ، وبهذه المناسبة الغالية قال سعادة الدكتور علي بن سعود البيماني رئيس جامعة السلطان قابوس : “أجمل التهاني وأروعها لعماننا الغالية وقائدها المفدى – حفظه الله ورعاه – وشعبها الوفي بمناسبة ذكرى يوم النهضة العمانية المباركة 23 من يوليو المجيد هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعًا تسهم في ترسيخ الأفكار المبدعة والملهمة التي تقودنا إلى الكثير من الإنجازات في شتى الحقول والميادين في البلاد، وهي فرصة لنا جميعًا للوقوف عند منجزات كثيرة تحققت خلال الـ 48 عامًا عبر مسيرة قائد وأب بذل الكثير لأجل وطنه وشعبه، فأنبتت جهوده وحكمته وصبره ويقينه غرسًا متينًا جذوره ثابتة وراسخة وأغصانه تعانق السماء وثمارها الطيبة يقطفها أبناء عُمان عامًا بعد عام على هذه الأرض الطيبة، ليبارك الله في خطواتهم ومساعيهم لإعلاء شأن السلطنة والعمل بلا كلل ولا ملل من أجل تقدم ورفاه هذا الوطن المعطاء.
وأضاف سعادة الدكتور البيماني في الصدد ذاته : “نسأل الله تعالى أن يجعل أيامنا الوطنية مناسبات سعيدة نحتفل فيها بالإنجازات العظيمة، ونخطط فيها للمزيد من التقدم والازدهار، وأن يحفظ جلالة السلطان، ويمدّه بالصحة والعافية والعمر المديد ، ويحفظ عُماننا الغالية تحت قيادته الحكيمة ، ويُديم علينا نعمة الاستقرار والأمن والأمان والسلام ، إنه سميع مجيب الدعاء وكل عام والجميع بخير.
دكتورة منى السعدون أستاذ مشارك بقسم صحة الطفل بكلية الطب والعلوم الصحية وعضو مجلس الدولة تقول : منذ أن بزغت شمس يوليو المبارك والأمجاد تتوالى وتزيد مع عجلة التنمية والتطورات المتلاحقة في العديد من المجالات فالعالم يشهد تسارعًا حثيثًا في شتى المجالات العلمية والعملية مما ساهم في وجود تطور مستمر وتغيير في كل ما هو مستخدم في مجالات العمل المختلفة وظهور اختراعات جديدة في التقنيات والطب والصيدلة.
وأضافت : بالطبع لهذا التسارع في معظم الأحيان انعكاسات إيجابية على المجال الطبي والصحي يساهم في تحسن مستوى الخدمات الوقائية والتشخيصية والعلاجية ، وفي بعض الأحيان قد تكون له انعكاسات سلبية ينبغي توخي الحذر منها فهذا الواقع يفرض على الجهات التعليمية والبحثية ضرورة مواكبة هذه التطورات بهدف الاستفادة منها وتضمينها في المقررات التدريسية والتدريبية ، مما سيكون له دور كبير في تمكين الخريجين من الممارسة العملية متسلحين بمهارات ومعلومات تعكس الواقع المتجدد كما أن الذراع البحثي في المؤسسات التعليمية لابد أن يتماشى مع هذا التطور السريع حتى يتمكن من تقديم دراسات بحثية متسقة مع ما هو جديد فهناك العديد من الوسائل المتاحة التي عن طريقها تتمكن المؤسسات والكليات التعليمية – ومن ضمنها كلية الطب والعلوم الصحية – من التفاعل الإيجابي مع التسارع والتطورات المستمرة في المجال الطبي الممارس، وكذلك البحثي، والتعليم الطبي بما يسمح للكلية بالاستفادة ومواكبة التطور، ويتمثل كل ذلك في توفير الفرص للطلبة وجميع المساهمين في تعليمهم وتدريبهم للاطلاع على التطورات الطبية والبحوث العلمية الجديدة من خلال توفير المجلات العلمية ووسائل البحث الإلكترونية وهناك أيضا التعاون مع الجهات العلمية البحثية والأكاديمية في تنظيم الفعاليات المختلفة للتبادل العلمي، مع تنظيم المؤتمرات العلمية محليًّا بمشاركة متحدثين من السلطنة وخارجها وتسهيل مشاركة الأكاديميين والطلبة في مؤتمرات خارج السلطنة ، كذلك الاعتماد الأكاديمي للبرامج العلمية كونه يسهم في التأكد من تحقيق المتطلبات المتجددة في التعليم الطبي والمراجعة الدورية للبرامج العلمية والمقررات الدراسية ، ووسائل التعليم والتقييم بهدف التحديث المستمر بما يتواءم مع المتغيرات العالمية والاحتياجات الوطنية.
فيما قال الدكتور حمود بن خلفان الحضرمي عميد شؤون الطلبة : “تعد جامعة السلطان قابوس من الجامعات المتميزة والمتجددة في الخليج بل والوطن العربي ويأتي تميزها كونها الجامعة الأولى في السلطنة، ويتجلى تجددها وتطورها في كلياتها وتخصصاتها ومراكزها التي تزداد بشكل متواصل تبعًا لحاجة السوق المحلي والعالمي ، ومتطلبات كل مرحلة من مراحل نمو السلطنة في شتى المجالات”.
وأوضح الدكتور الحضرمي أن عمادة شؤون الطلبة شأنها شأن بقية مرافق الجامعة ؛ تتطور وتنمو لتواكب حركة نمو الجامعة ، وتسعى جاهدة لتوفير كل وسائل الراحة لطلبتها من سكن وتغذية ورعاية وأنشطة ثقافية ورياضية ودينية، ومتطلبات العصر التي تتسارع وتيرتها وتنمو بشكل مضطرد وسريع، وقد تهيأت عمادة شؤون الطلبة لهذا النمو لتقدم معظم خدماتها بالوسائل التقليدية المعتادة ولتصبح هذه الخدمات في متناول الطالب عبر التقنية الحديثة والشبكة العنكبوتية التي سهّلت التواصل والاتصال، وجعلت ما كان مستحيلا قبل سنوات عدة ممكنًا بل وواقعًا ملموسًا نعيشه، وما كان يحتاج إلى أسابيع لتنفيذه لا يتجاوز تنفيذه الآن بضع دقائق، وسبق ذلك تأهيل الكوادر التي تستخدم هذه التقنية، مما جعل الطالب يركّز على دراسته ويهتم بشؤونه الأكاديمية فخفف عنه عبء المراجعات لإنهاء معاملاته وذلك مكّنه من التركيز في دراسته والتفوق فيها، كما ساعده ذلك على الانخراط في النشاط اللاصفي ليظهر مهاراته ويترجم هواياته، وينال الجوائز الأولى في مشاركاته المحلية والدولية في الفنون والثقافة والرياضة وغيرها من المسابقات والأنشطة اللاصفية.
إننا في جامعة السلطان قابوس، وتحديدًا في عمادة شؤون الطلبة نسعى جاهدين إلى تذليل الصعاب للطالب الجامعي، وتقديم الخدمات التي يحتاجها بكل سهولة ويسر، كما أننا نفخر بطلبتنا، وما يحققونه من إنجازات على الصعيدين المحلي والدولي، مما جعل اسم الجامعة في مصافِّ الجامعات العريقة والمتميزة، وجعل طلبتنا محطَّ أنظار الباحثين المتميزين في الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة من خلال نتائجهم وإبداعاتهم وإشادة الجميع بهم.
أما الدكتور خليفة بن ناصر الوهيبي مدير عام مستشفى جامعة السلطان قابوس فيؤكد بأن مستشفى الجامعة استثمر منذ افتتاحه في عام 1990م في مجال تنمية الكادر البشري عن طريق ابتعاث الأطباء إلى المراكز العالمية في مختلف التخصصات الطبية، ورفد المستشفى بالموارد ومختلف الأجهزة والتقنيات لاستحداث كافة الخدمات التشخيصية والعلاجية والتعليمية والبحثية، وهناك العديد من التخصصات والوحدات الطبية النادرة التي ينفرد بها المستشفى الجامعي على النطاق الإقليمي والعالمي تعكس اهتمام الإدارات المتعاقبة على جعل هذا الصرح في مصاف المراكز الطبية العالمية وهذا ما أثبته منتسبو مستشفى جامعة السلطان قابوس وجدارتهم وتحقيق العديد من الإنجازات على الصعيد المحلي والعالمي والمستشفى ماضٍ في تحقيق رسالته ورؤيته المستقبلية من خلال إقامة المراكز التخصصية المختلفة التي يعول عليها في الارتقاء بالخدمة المقدمة في ميادين التعليم والبحث العلمي والخدمة التشخيصية والعلاجية.
البروفيسورة صباح بنت أحمد السليمان من قسم الهندسة الميكانيكية والصناعية في كلية الهندسة أضافت بأن عجلة التنمية تبدأ ببطء ولكنها إذا تحركت فإنها لا تتوقف إن هذه التنمية تكون من خلال حب العمل الذي نقوم به مهما بدا بسيطًا ، ويقابله تواضع أيضًا في الأماكن القيادية الجميع يعمل ويقدم عمله بلا غرور، يستمتع بعمله بلا تذمر، ينجز ويبتكر بصدق بلا منة التطور الوظيفي له دور كبير في دفع دفة التنمية، كيف أطور من عملي البسيط بأفكار جديدة، وهذا يستدعي عدم الاستهزاء من التغيير أو الفكر الجديد الذي يصب في خدمة الوطن ، وكيف أقنع الآخرين بفكرة جديدة دون تحدٍّ أو عناد في النهاية كل هذا التطور هو من أجلنا، نحن الذين نسكن في هذا الوطن ، قوته من قوتنا، وضعفنا في أي ميدان سيجعل وطننا متأخرًا عن الركب ولا ننسى هنا احترام جميع الحرف اليدوية التي قام اقتصاد السلطنة عليها والاعتماد على الفرد العماني بكل وظيفة والإيمان بقدرات العماني ذاك الذي جاب البحار والمحيطات بأنه قادر على أي عمل فيه روح التحدي والمثابرة لقد تحدى الأجداد كي نستمر نحن والأجيال الجديدة في ذلك التحدي ، لقد جاهدوا كي تظهر عُماننا كما أرادوها واحة خضراء وفسحة جمال وأمن وأمان إن التحدي هو هذا الشعار الذي ينشده العمانيون ، تحدي الصعاب ، تحدي التذمر وروتين العمل ، وتحدي العراقيل اليومية ولا ننسي التحدي في تطوير مهارات التعليم وعلى الأخص في المراحل التعليمية الأولى مع تشجيع النقاش وعرض فكر الأطفال في الفصول الدراسية عوضًا عن التلقين.
الدكتور علي بن حسين البلوشي مساعد العميد للتدريب وخدمة المجتمع في كلية التربية أشار إلى أنه مع تعدد ميادين الحياة والتطور المتسارع للكثير من العلوم وتشابكها وتداخلها فيما بينها ، أدركت السلطنة عبر جميع مؤسساتها وخاصة التعليمية أهمية مواكبة هذا التطور ومسايرة الركب في جميع العلوم الحياتية وعدم الغفلة أيضًا عن تلاؤمها مع أسسنا الإسلامية وعاداتنا العمانية العريقة فكان وما زال نهج السلطنة لتحقيق هذا الهدف يرتكز على الاستثمار في الإنسان العماني وبناء قدراته العلمية والعملية وأفضل دليل على ذلك جامعة السلطان قابوس كصرح علمي يقود ريادة التطور العلمي في السلطنة بالتعاون مع المؤسسات التعليمية الأخرى مستنيرًا بفكر جلالة السلطان والخطط الإستراتيجية للسلطنة استثمرت الجامعة في بناء القدرات العمانية وتطويرها عبر تأهيل منتسبيها في شتى التخصصات ليرفدوا الجامعة بالمعارف الجديدة واستثمرت في تطوير بنيتها الأكاديمية المساندة لمواكبة الجديد في شتى التخصصات، مستندة على ماضٍ عريق وتاريخ تليد وقيم أصيلة ومستنيرة بفكر حديث، تستمر السلطنة وأبناؤها في مواكبة هذه التطورات المتسارعة ولن تخبو جذوة تطورهم ومواكبتها ما دام التطلع لبناء عُمان هو هدفهم الأسمى.
كما تطرق الدكتور زهران بن سالم الصلتي مدير مركز خدمة المجتمع والتعليم المستمر إلى العديد من الأمثلة حول مواكبة السلطنة لعجلة التقدم والتطورات ، وذكر بأنه في مجال الابتكار تمكنت السلطنة من التقدم 8 مراكز في مؤشر الابتكار العالمي 2018م مقارنة بالسنة الماضية (جاءت في الترتيب 69 عالميًّا من أصل 126 دولة)، كما حصلت السلطنة على عدد من براءات الاختراع في مجالات مختلفة لمجموعة من الباحثين، عدد منهم من جامعة السلطان قابوس.
وفي مجال الفضاء استقطبت مجموعة من الخبراء من أجل القيام بتجارب لمحاكاة الحياة فوق سطح المريخ الذي يشبه صحراء عُمان في بعض الخصائص ، وأما مجال الطاقة المتجددة فقد دشنت السلطنة مشروع “مرآة” لتوليد البخار بالطاقة الشمسية الذي يعدُّ أحد أكبر مشاريع الطاقة الشمسية في العالم، وبالنسبة لمجال تبني واستخدام التقنيات الحديثة في مجال الأعمال فقد عقدت البلاد عددًا من المؤتمرات والندوات العالمية لمناقشة إمكانية تبني تقنيات حديثة في مجال الأعمال كتقنية “البلوك تشين ” Blockchain، والنظر في إمكانية أن تكون مركزا عالميًّا لهذه التقنية.