جريدة عمان
ابتكرت مجموعة من طلبة الكلية التقنية بنزوى منتجًا طبيعيا مستخلصًا من سعف النخيل لحماية المركبات من الخدوش والحرارة والمياه والأتربة باستخدام تقنية النانو.
وقد قامت الشركة الطلابية “خوصة” بتطوير منتجها ليكون صديقا للبيئة دون إضافة أية ألوان أو صبغات من الممكن أن تؤثر على صبغة السيارة أو زجاج مصابيحها بسعر تنافسي. تقول بسمة الهاشمية مديرة التسويق: بعد دراسات واستشارات عديدة قمنا بها توصلنا إلى أن منتجنا له القدرة على البقاء لفترة أطول على الأسطح من المنتجات المنافسة الأخرى.
وتسعى الشركة منذ تأسيسها في مارس الماضي إلى عدم إهدار أي موارد طبيعية خلال عملية التصنيع، فبعد أن يتم جمع السعف من المزارعين وفصل الأخضر منه لاستخدامه في الإنتاج، تقوم الشركة بتجميع السعف الجاف وإعادة استخدامه في الأعمال الحرفية.
ولم تكن فكرة المنتج واضحة لدى أعضاء الشركة في بداية تأسيسها للمشاركة في مسابقة “شركتي” التابعة لشركة “إنجاز”. تقول بسمة الهاشمية: بعد دراسة واستشارة لعدد من الباحثين في المجالات الزراعية والكيميائية استطعنا أن نصل لفكرة منتجنا الرئيسي.
وقمنا باختيار سعف النخيل لتصنيع المادة العازلة بعد ملاحظتنا لبقاء الماء على سطحه لمدة طويلة بعد هطول المطر وعدم تمكنه من التسلل إلى داخله.
وقالت الهاشمية :إن الصناعات التي تعتمد على الموارد الطبيعية العمانية باتت قليلة وفي تقلص مستمر موصية الشركات بالرجوع إلى استغلالها وعدم إهدارها، وأشارت خلال حديثها إلى حرص العمانيين الأوائل على الاستفادة من جميع عطايا البيئة والصناعات العديدة التي اعتمدت عليها والتي شهدتها السلطنة على مر السنين. وبهدف استطلاع رأي العامة حول استغلال الموارد الطبيعية العمانية أجرت الشركة استطلاعا رقميا على منصتها في برنامج التواصل الاجتماعي “تويتر” أفاد بأن 80% من المتابعين يعتقدون أن سعف النخيل لم تعد موردًا مستغلا كما كان.
وحول التطلعات والخطط المستقبلية، تسعى الشركة إلى إدخال المنتج في صناعة بعض الأسطح لزيادة كفاءتها والدخول إلى صناعة الملابس والأثاث.
وتقول بسمة الهاشمية: “ تطلعاتنا المستقبلية تتوسع يوماً بعد يوم، ونحن نسعى إلى أن تكون شركتنا أكبر شركة موردة للمنتج في العالم، واستبدال مادة النانو سيراميك بمنتجنا”.
وفي الطريق لبدء تصنيع المنتج واجه الطلبة العديد من التحديات بدءًا من الأفكار والاقتراحات المتعارضة من الأعضاء واختيار المكان المناسب لإجراء الاختبارات والتصنيع والحصول على الأجهزة والمعدات اللازمة إلى التكاليف العالية لإنتاج المنتج بكميات تجارية والتسويق له والتي استطاع الطلبة مجابهتها من خلال اعتماد نظام الأسهم وتمليكها لأفراد من داخل وخارج الشركة.
تقول الهاشمية: استطعنا التغلب على الكثير من الصعوبات التي واجهتنا في تصنيع المنتج من خلال الاستشارات التي كانت تقدم لنا من الباحثين والمختصين في مجال الزراعة واستخلاص المواد الطبيعية، وقد تمكنا بسعي وتعاون الأعضاء من حجز ساعات قليلة في بعض المختبرات للقيام بتجاربنا وتصنيع المنتج.
وتعد شركة خوصة التجربة الإدارية الأولى لأعضائها، السبب الذي دفعهم لمواجهة العديد من التحديات كان أبرزها اختيار الأعضاء المناسبين لشغل وظائف متعددة في كل من المجال البيئي والصناعي ومجالات التسويق والعلاقات العامة. تقول الهاشمية: “ حتى وبعد اختيار الأعضاء دخلنا في الكثير من المتاهات فيما يتعلق بتقسيم الأدوار والمهام بشكل سليم للوصول لأهدافنا بسهولة ودون أية عقبات”.