جريدة الوطن
استطلاع : ناعمة الفارسية :
تعد الإجازة الصيفية مكافأة للطلاب لترك العنان لهم لكي يرفّهوا عن أنفسهم بعد عناء عام دراسي وما تخلله من دروس واختبارات ومتابعة منزلية من ولي الأمر والنوم باكرا والنهوض مع ساعات الصباح الأولى وذلك كله للحاق بركب العلم والتعلم .
وتعد هذه الفترة من العام والمقدّرة بمدة شهرين أو أكثر قليلا كافية للترفيه عنهم وتجديد معنوياتهم نحو عام دراسي جديد ، لكنها في الوقت نفسه فرصة عظيمة لكشف مواهب الطلاب وتأهيلهم علميا واجتماعيا وسلوكيا من خلال تشجيعهم وإلحاقهم بالبرامج الصيفية الموجهة لهم سواء عن طريق المدارس أو المساجد أو الجهات التطوعية وغيرها لنيل الاستفادة من وقت الفراغ الذي يكون أيضا له الأهمية في جوانب الترفيه والرحلات والاستجمام والسفر .
تربويون يؤكدون أهمية تشجيع أولياء الأمور لأبنائهم للالتحاق بالمراكز الصيفية وشغل وقت الفراغ لإثرائهم تعليميا وتوجيهيا إذ أنها فرصة لتجديد النشاط واستثمار الوقت وتحقيق المكاسب المعنوية ، وأولياء الأمور أيضا الذين يطالبون بالتوسع في تكثيف البرامج الصيفية وتوسيع قنواتها لصرف الأبناء عن التسمّر أمام الأجهزة الإلكترونية المختلفة التي باتت شغلهم الشاغل وإبعادهم عن السهر لساعات متأخرة من الليل وضرورة دعمهم وتأهيلهم علمياً وسلوكياً بنشاطات متميزة تقودهم للتطوير الدائم لمستقبل نحن أحوج ما نكون لجهودهم وابتكاراتهم وإبداعاتهم .
وخلال هذا الاستطلاع نحاول إلقاء نظرة على أهمية المراكز الصيفية والإجراءات التي اتخذتها وزارة التربية والتعليم لتفعيل دورها التربوي والاجتماعي إذا ما علمنا أن هذه المراكز تقدم أنشطة متنوعة وهادفة في جميع المجالات ومن شأنها تلبية رغبات واهتمامات الطلاب وتشغل أوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة .. ونستعرض كذلك دور أولياء الأمور في توظيف الأجازة الصيفية وجعلها مثمرة.
صفية بنت خميس الشكرية معلمة لغة عربية بمدرسة فدى للتعليم الأساسي بضنك تبدي رأيها بالقول : لاشك أن للأندية والمراكز الصيفية دورا بارزا ومهما في صقل المواهب وتطويرها والأخذ بيد المبدع إلى الأمام بصورة أكثر نضجا واحترافية وأيضا لها دور مهم في إكساب الأبناء مهارات جديدة من ناحية اجتماعية من حيث الاختلاط مع أقرانه واكتساب صفات سلوكية جديدة أو تغذية صفات سلوكية أخرى وتنميتها وتعزيزها ناهيك عن إكساب الأبناء مهارات تقنية متنوعة من حيث الدخول في دورات متميزة في المجال التقني أو العمل اليدوي وغيرها إضافة لذلك أيضا القضاء على أوقات الفراغ التي يقضيها الابن في أشياء لا فائدة مرجوة منها.
وعلى سبيل المثال في ولاية ضنك بالنسبة للقرى البعيدة عن مركز الولاية يواجه الأبناء وأولياء الأمور افتقار الولاية لمثل هذه الأندية الصيفية التي تتناسب مع اهتمامات الأبناء وميولهم واتجاهاتهم المختلفة مما يظهرهم لعدم المشاركة في أي ناد صيفي أو الضغط المادي على أنفسهم أحيانا لتسجيل أبنائهم في المدن الاكثر عطاءً وإشباعا لميول أبنائهم كمحافظات مسقط ونزوى وصحار حيث تقتصر الاندية الصيفية في ولاية ضنك على مدارس القرآن الكريم المتواجدة في الولاية وجمعية المرأة العمانية والتي تستقبل أعداد محدودة من الطلاب بسبب ضيق المباني الخاصة بها وقد تكون هناك فعاليات محدودة في مواقع أخرى قد لا تجد لها الترويج المناسب ولاتغطي مجمل طلاب الولاية ونجد افتقار شديد لأغلب الانشطة التي يجب أن تكون متوافرة ليقبل عليها الطلاب ويستفيدوا الاستفادة المرجوة، فسابقا كانت وزارة التربية والتعليم تقيم مثل هذه المراكز الصيفية على نطاق واسع والتي تتميز بالتنوع والثراء من كافة النواحي إلا إنه أيضا لم يكتب الاستمرار مثل ذي قبل لمثل هذه المراكز وبالنسبة لأولياء الامور هم أكثر يقينا بإلحاق أبنائهم في مثل هذه المراكز التي تعزز دافعيتهم نحو شغل فراغهم لكنها وللأسف غير متوفرة وإن وجدت فقد تكون رسوم بعض الأندية والمراكز عائقا لإشراكهم في مثل هذه المراكز وخاصة الأسر التي يكون لديها عدد من الأبناء ودخلها محدود.
لذا نناشد وزارة التربية والتعليم بتكثيف الأندية الصيفية الخاصة بطلاب المدارس لأنها أكثر ثراءً وعطاءً وفائدة للطلبة كذلك الجهات الأخرى نتمنى أن توجه اهتمامها للأبناء عن طريق إقامة دورات مختلفة ومتنوعة وتوجهها لمثل هذه القرى البعيدة عن مركز الولاية ليكتسب الطلاب مهارات متنوعة كغيرهم في المدن الأخرى وأيضا أصحاب الاستثمار من أبناء الولاية أو حتى من الولايات الأخرى بإمكانهم إيجاد مركز متخصص مثلا في دورات متواصلة ومستمرة في تعليم اللغة الإنجليزية واللغات الأخرى أو المهارات التقنية والفنية والتجارية بما يواكب تطلعات المستقبل.
أما المعلم محمود بن عيد اليحيائي معلم تقنية معلومات بمدرسة طارق بن زياد بضنك فيقول : تكمن أهمية الاستثمار الحقيقي لأبنائنا في شغل أوقات الفراغ بما يتناسب مع ميولهم ومهاراتهم وكيفية استكشافها وتنميتها ومن هذا الأثر فإن للاستثمار التربوي والاجتماعي في العطل الصيفية أهمية كبيرة لا تقدر بثمن فتتوازى أهميتها بين تنمية وتعزيز المهارات وبين كسر جوانب الملل والفراغ ومن معوقات هذا الاستثمار عدم الدراية الكافية من قبل الابن أو الوالدين في أهداف هذا الاستثمار واكتسابه لتعزيز واستكشاف القدرات التي يمتلكها الأبناء فهناك جوانب كثيرة يحتاجها الأبناء ونضعها كمقترحات علها تشع علينا من نوافذ الاهتمام ومنها حلقات عمل المهارات الحياتية وكذلك الزيارات الميدانية والتمحور التجاري من خلال التسويق الإلكتروني أو العادي.
أما موزة بنت خالد اليحيائية ولية أمر وتربوية سابقة فتؤيد إقامة الأندية الصيفية المدروسة أهدافها مسبقا والتي تلامس الواقع وتحد من السلبيات بشرط الاعداد لها مسبقا عن طريق توزيع استمارات بعد اجازة منتصف العام الدراسي وذلك لاستطلاع الآراء حول ما يمكن أن يخدم كل فئة طلابية وتحقق أكبر استفادة من الالتحاق بها كما يجب أن تجمع بين العوائد التربوية والعلمية والثقافية أو بمعنى أوضح تكون محددة الأهداف مسبقا كما يحب أن يكون هناك أشياء متجددة ومرنة كزيارات للكليات والجامعات بهدف التعريف بالمؤسسات التعليمية في السلطنة كما يجب أن تنمي روح المنافسة بين الطلاب على سبيل المثال جائزة المجيدين منهم وكذلك تنفيذ رحلة يحلمون بها هذا من وجهة نظري.
وقالت نادية بنت مطر الشكرية ولية أمر : استغلال الإجازة الصيفية للأبناء شيء من الضروريات وخاصة لتنشيط طاقاتهم واستغلالها فيما يناسبها من أجل الحد من ضياع وقت الفراغ ولكن الرسوم تظل عائقا لدى الكثير وذلك لحاجة الناس اليها فيما يخص امورهم المعيشية وغيرها لذلك ارى الحدائق العامة وبعض المدارس جميل أن يقام فيها بعض الأنشطة التي تخدم الأبناء فيما يعود عليهم بالنفع خصوصا تلك التي تقع في الأحياء ذات الإمكانات المادية الضعيفة.
استمرار للجهود
وحول البرنامج الصيفي الذي أعدته تعليمة الظاهرة والمستهدفين منه قال حمد بن سالم بن محمد الشكيلي مدير دائرة البرامج التعليمية بالإنابة بتعليمية محافظة الظاهرة :
البرنامج الصيفي لطلبة المدارس يأتي استمرارا لجهود وزارة التربية والتعليم في تقديم رسالتها التربوية والتعليمية وتعزيز أدوارها خارج نطاق الدراسة الفعلية وذلك عن طريق تقديم مناشط تربوية مختلفة ممتزجة فيها المعارف والتطبيق والترفيه ، وتكم أهمية المراكز الصيفية في نسختها التاسعة في تحقيق جملة من الأهداف ويأتي في أولوياتها غرس مفهوم الاعتزاز بالوطن وقائده وكذلك بناء شخصية ايجابية من أجل المساهمة بشكل مباشر في تأهيل الطلبة لخدمة مجتمعهم وكذلك تأكيد أهمية القيم في حياة أبنائنا الطلبة ، وقد أطلق على المراكز الصيفية هذا لعام شعار ( صيفي مواطنة مسؤولة ) وقد قامت وزارة التربية والتعليم ممثلة بتعليمية محافظة الظاهرة بإجراءات حالها حال باقي تعليميات محافظات السلطنة، حيث تم تخصيص ثلاثة مراكز صيفية بالمحافظة حيث تم توزيع المراكز على الثلاث ولايات وهي كالتالي : مركز للإناث بولاية عبري بمدرسة الهيال ويبلغ عدد المشاركات 50 طالبة، ومركز للذكور بولاية ينقل بمدرسة العلاء بن الحضرمي ويبلغ عدد الطلبة 50 طالبا ومركز للذكور بولاية ضنك بمدرسة طارق بن زياد بمشاركة 50 طالبا بإجمالي 150 طالبا وطالبة على مستوى محافظة الظاهرة ، وستبدأ هذه المراكز أنشطتها اعتبارا من 15/ 7 إلى 29/ 7/2018 وتم تهيئة هذه المراكز لتنفيذ مختلف الأنشطة وهي على جاهزية تامة وتم توزيع المهام على اللجنة المحلية على مستوى المحافظة واختيار رؤساء المراكز من ذوي الخبرة والدراية في هذا المجال وتم الاعلان المسبق عن هذه المراكز بوسائل الاعلام المختلفة وفي المنتدى التربوي.